رجال تزهو بهم المناصب !!
نيسان ـ نشر في 2021/10/24 الساعة 00:00
محمد قبيلات
المتابع المحايد لمشهد تداول المناصب في دولتنا العتيدة، يرى أن المناصب عبارة عن مغانم يتقاسمها أصحاب النفوذ بينهم، فتوزّع على الغانمين كل حسب حاجته، وبالمقابل لا يُطلب منه أكثر من قدرته، وأن يتبع قاعدة النجاة اللُّغوية المشهورة؛ سكّن تسلم، فلا يُغير بسياسات ولا يُبادر لمعالجات جديدة، كل ما هو مطلوب منه أن يتقي شر الانتقادات وإثارة الضجة، وأن يُسيّر أعمال مؤسسته بأقل ما يمكن من طاقة، بحيث يتجنب أي احتمال للوقوع في الخطأ.
مناسبة هذا الحديث، التعيينات الجديدة في إدارة قناة المملكة، وقبلها التعديل الوزاري، وقبله ثلاثة تعديلات وزارية خلال عام واحد من عمر الحكومة المظفرة، وجملة من التعيينات التي قامت بها حكومة الدكتور بشر الخصاونة، فكلها من دون طعم أو لون أو رائحة، تجري وكأن التعديل أو التعيين مقصود بحد ذاته، ولا هدف غير تنفيع الشباب المُعيَّنين ببعض الامتيازات وتحسين معاشاتهم وتقاعداتهم، فقط لا أكثر ولا أقل.
الغريب العجيب، أن المسؤول يُزاح من موقعه من دون سبب مفهوم، ليوضع في منصب جديد بدخل أعلى، أيضا من دون أن يفهم أحدٌ لِمَ تمّ ذلك، وكأن الله لم يخلق غير هذه المجموعة من الجهابذة الذين تُدوّر بينهم المناصب والتنفيعات، وكل ذلك يجري على قدم وساق من دون أن يحدث أي فارق نوعي، فالأداء هو هو، والمؤسسات هي هي، لا تَقَدُّم ولا تطوير، اللهم إلّا استمرار تطور دخول هذه المجموعة من الرجال الأفذاذ الذين تعبوا من الأُعطيات وتعبت المؤسسات وترهلت من دورانها في فلكهم المحدود.
الناس تعبوا من رؤية هذه الوجوه التي يزدحم بها الصف الأول، ويريدون أن يَرَوْا وجوها جديدة، وجوها أجمل وأنعم، بمناخير أقل حجما، وملامح أكثر راحة، وسيكون للتجديد أثر نفسي يشيع الإيجابية في المجال العام، إذ لا بد من حركة تغيير تؤكد أن الحياة مستمرة ولم تتوقف، لا بد من ضخ دماء جديدة في الشرايين قبل أن تتكلس وتتحجر، لا بد من تأهيل الصفوف الثانية والثالثة، ولو من باب التغيير الشكلي.
هؤلاء الرجال زهت بهم المناصب بما يكفيهم، وبما يكفينا منهم، فليس منطقيا أن يخرج واحدهم من وزارة ليحتل منصبا جديدا آخر براتب أعلى، فالطبيعي أن يتم التدرج من المؤسسة نفسها أو القطاع، وأن نتخلى عن الإدارة بعقلية القلعة أو الإقطاع، لأن الأمر أصبح مثيرًا للشبهة، وربما يتهيأ للمتابع أن هناك مصائب كبيرة في هذه المؤسسات ولا يؤتمن عليها إلّا أعضاء فريق نادٍ معين.
أخيرًا، وللأمانة المهنية، لا يتعلق هذا الأمر بالحكومة الحالية فقط، بل إنه صفة ملازمة لكل الحكومات، والحقيقة أن الحكومات برؤسائها شُكِلت على هذه القاعدة، قاعدة التنفيع والرشوة للإسكات، فسرى هذا النهج على مستويات الإدارة كافة، على مر العقود الماضية، وكل هذه الأخطاء تسببت بكل هذه الاختلالات العميقة في بنية الإدارة عموما.
حتى أصبح يقال، والعهدة على الرواة من الخبثاء، أن رئيس وزراء " فذ" سابق، طُلِب منه تعيين مجموعة معه في مهمة ما، فعَيَّن مجموعة من الرجال الأفذاذ أيضا، ليُكتشفَ لاحقا، بعملية إحصائية بدائية بسيطة، أن جلّ من عينهم كانوا قد وجهوا له دعوات، وأنه لم يُعيِّن من خارج إطار الذين "عزموه" إلّا القليل وبوساطات من الوسط الطبايخي نفسه، فأية مهزلة هذه التي نعيش؟!
الحقيقة المرة، كخلاصة، أن طبقة الصف الأول السياسية ميؤوس من حالتها، ولا بد من زلزال إداري، ينفض كل هذا الركام البائس.
المتابع المحايد لمشهد تداول المناصب في دولتنا العتيدة، يرى أن المناصب عبارة عن مغانم يتقاسمها أصحاب النفوذ بينهم، فتوزّع على الغانمين كل حسب حاجته، وبالمقابل لا يُطلب منه أكثر من قدرته، وأن يتبع قاعدة النجاة اللُّغوية المشهورة؛ سكّن تسلم، فلا يُغير بسياسات ولا يُبادر لمعالجات جديدة، كل ما هو مطلوب منه أن يتقي شر الانتقادات وإثارة الضجة، وأن يُسيّر أعمال مؤسسته بأقل ما يمكن من طاقة، بحيث يتجنب أي احتمال للوقوع في الخطأ.
مناسبة هذا الحديث، التعيينات الجديدة في إدارة قناة المملكة، وقبلها التعديل الوزاري، وقبله ثلاثة تعديلات وزارية خلال عام واحد من عمر الحكومة المظفرة، وجملة من التعيينات التي قامت بها حكومة الدكتور بشر الخصاونة، فكلها من دون طعم أو لون أو رائحة، تجري وكأن التعديل أو التعيين مقصود بحد ذاته، ولا هدف غير تنفيع الشباب المُعيَّنين ببعض الامتيازات وتحسين معاشاتهم وتقاعداتهم، فقط لا أكثر ولا أقل.
الغريب العجيب، أن المسؤول يُزاح من موقعه من دون سبب مفهوم، ليوضع في منصب جديد بدخل أعلى، أيضا من دون أن يفهم أحدٌ لِمَ تمّ ذلك، وكأن الله لم يخلق غير هذه المجموعة من الجهابذة الذين تُدوّر بينهم المناصب والتنفيعات، وكل ذلك يجري على قدم وساق من دون أن يحدث أي فارق نوعي، فالأداء هو هو، والمؤسسات هي هي، لا تَقَدُّم ولا تطوير، اللهم إلّا استمرار تطور دخول هذه المجموعة من الرجال الأفذاذ الذين تعبوا من الأُعطيات وتعبت المؤسسات وترهلت من دورانها في فلكهم المحدود.
الناس تعبوا من رؤية هذه الوجوه التي يزدحم بها الصف الأول، ويريدون أن يَرَوْا وجوها جديدة، وجوها أجمل وأنعم، بمناخير أقل حجما، وملامح أكثر راحة، وسيكون للتجديد أثر نفسي يشيع الإيجابية في المجال العام، إذ لا بد من حركة تغيير تؤكد أن الحياة مستمرة ولم تتوقف، لا بد من ضخ دماء جديدة في الشرايين قبل أن تتكلس وتتحجر، لا بد من تأهيل الصفوف الثانية والثالثة، ولو من باب التغيير الشكلي.
هؤلاء الرجال زهت بهم المناصب بما يكفيهم، وبما يكفينا منهم، فليس منطقيا أن يخرج واحدهم من وزارة ليحتل منصبا جديدا آخر براتب أعلى، فالطبيعي أن يتم التدرج من المؤسسة نفسها أو القطاع، وأن نتخلى عن الإدارة بعقلية القلعة أو الإقطاع، لأن الأمر أصبح مثيرًا للشبهة، وربما يتهيأ للمتابع أن هناك مصائب كبيرة في هذه المؤسسات ولا يؤتمن عليها إلّا أعضاء فريق نادٍ معين.
أخيرًا، وللأمانة المهنية، لا يتعلق هذا الأمر بالحكومة الحالية فقط، بل إنه صفة ملازمة لكل الحكومات، والحقيقة أن الحكومات برؤسائها شُكِلت على هذه القاعدة، قاعدة التنفيع والرشوة للإسكات، فسرى هذا النهج على مستويات الإدارة كافة، على مر العقود الماضية، وكل هذه الأخطاء تسببت بكل هذه الاختلالات العميقة في بنية الإدارة عموما.
حتى أصبح يقال، والعهدة على الرواة من الخبثاء، أن رئيس وزراء " فذ" سابق، طُلِب منه تعيين مجموعة معه في مهمة ما، فعَيَّن مجموعة من الرجال الأفذاذ أيضا، ليُكتشفَ لاحقا، بعملية إحصائية بدائية بسيطة، أن جلّ من عينهم كانوا قد وجهوا له دعوات، وأنه لم يُعيِّن من خارج إطار الذين "عزموه" إلّا القليل وبوساطات من الوسط الطبايخي نفسه، فأية مهزلة هذه التي نعيش؟!
الحقيقة المرة، كخلاصة، أن طبقة الصف الأول السياسية ميؤوس من حالتها، ولا بد من زلزال إداري، ينفض كل هذا الركام البائس.
نيسان ـ نشر في 2021/10/24 الساعة 00:00