في قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر: ولي العهد يدعو إلى مواجهة جادة لمخاطر التغير المناخي

حسين دعسة
نيسان ـ نشر في 2021/10/26 الساعة 00:00
حضور ومشاركة مختلفة، حققها سمو الأمير الحسين ابن عبدالله الثاني، ولي العهد، الذي عاين، وفق الرؤية الهاشمية، مندوبا عن جلالة الملك عبدالله الثاني، كل مؤشرات «التغير المناخي» فقال: قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر(MGI)، التي تستضيفها المملكة العربية السعودية بالرياض: «يعد التغيير المناخي، من أهم تحديات العصر التي لا تلقى الاهتمام المطلوب، لهذا - علينا النظر الى - أهمية الاتفاق على تبني سياسات على مستوى الحكومات لمواجهة أثر التغير المناخي.

في ظلال افتتاح المؤتمر، قال ولي العهد، كلمة، جمعت واقع وعمل المملكة الأردنية الهاشمية في هذا المجال الحيوي، وخلال القمة، اعتبر سموه فيها أن التغير المناخي يعد من أهم تحديات العصر، التي لا تلقى الاهتمام المطلوب، برغم أن الكتب السماوية حثت على الحفاظ على البيئة وربطته بالإيمان.

ركز سمو الأمير الحسين بن عبدالله، على تلك الصورة الحضارية، الثقافية، التي نبعت من تراث بلادنا ومنطقتنا وكلامنا فقال ان : «الإسلام، مثلا دعانا لعدم قطع الأشجار أو الإسراف في الماء أو حتى الصيد في غير أوقاته، فهذه ثقافة الإنسان الواعي المدرك لواقعه، وهذه حضارته».

.. ونبه سموه، أمام المؤتمر، إلى ضرورة ان نعي، ونعد، ونقر ما يمكن أن يحقق تصورات مستقبلية، داعيا القمة إلى تخطي حدود الإقليم، لأن آثار التغير المناخي لا تعترف بالحدود»، حاثاً الجميع على الوقوف أمام هذا التحدي.

كشف الأمير الحسين بن عبدالله، كيف تتابع وتعالج الدولة الأردنية، كل هذه التحديات، التي تؤثر غالبا في حياة الأردنيين وكل من يعيش في وعلى الأرض الأردنية، إذ قال: «نواجه في الأردن تحديات مناخية مختلفة أبرزها ندرة المياه، فقد تأثرت مواردنا بشكل كبير جراء استقبالنا لموجات متتالية من اللجوء على مدار العقد الماضي، ومع ذلك، فإننا لم نغفل عن أهمية الحفاظ على البيئة، فقد استهدفت خطتنا الوطنية للنمو الأخضر 21-25 قطاعات عديدة منها الزراعة والطاقة والمياه وإدارة النفايات».

الأمير، في هذا المؤتمر العالمي المؤثر، أوقف المشاركين والعالم المحيط بنا، إلى جدوى الدور الأردني في مواجهة تحديات المناخ، والازمات التي تتداعى معه، فأكد «إن مساهماتنا الوطنية المحددة لعام 2030 لتقليل الانبعاثات تمثل التزامنا في هذا الاتجاه، لنكون شريكا إقليميا ودوليا في جهود مواجهة التغير المناخي والتخفيف من تبعاته».

.. «في منطقتنا ما يدعو للأمل»، قيمة اساسية ركز عليها سموه، ولافتا إلى: المشاريع الخضراء التي انطلقت في المملكة العربية السعودية، لتوفير فرص كبيرة للقطاع الخاص ومئات الآلاف من فرص العمل مع الحفاظ على البيئة.

سموالامير، دعا القمة، إلى أهمية الاتفاق على تبني سياسات على مستوى الحكومات، لمواجهة أثر التغير المناخي، من خلال اعتماد أساليب الزراعة الحديثة، التي توفر الموارد المائية، واستدامة التحول نحو الطاقة المتجددة والتشجيع على اعتماد المركبات الكهربائية، وتحويل النفايات إلى مصدر للطاقة، وبالطبع، كل ذلك يحتاج إلى وضع السياسات المناسبة وتوفير التمويل المستدام للنهوض في مواجهة التغير المناخي.

يؤمن ولي العهد الأمير الحسين، بمقولة نادرة، ذكية، تستقي النطق الهاشمي السامي،.. وبثقة عززها عند سموه أفكار وقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، قال الأمير مقولته، لتكون مرجعية، ولفتة تدعونا إلى العمل: «يجب ألا ننسى ضرورة تغيير النظرة السائدة تجاه هذا التحدي ولنعمل على تطوير النظام التعليمي الذي سيساهم في تطوير الحلول لمحاربة هذه الظاهرة العالمية، فهذا هو واجبنا الحقيقي تجاه هذا الجيل والأجيال المقبلة».

أعمال قمة «مبادرة الشرق الأوسط الأخضر»، إجتهاد عملي، بمشاركة العديد من رؤساء دول العالم، بهدف دعم جهود المجتمع الدولي في الإصحاح البيئي والمناخي لحماية كوكب الأرض والتوصل إلى توافق حول الإجراءات الكفيلة بتلبية الالتزامات البيئية المشتركة.

كما تسعى القمة إلى تحقيق عدة أهداف من بينها تشكيل أول تحالف لمكافحة التغير المناخي في الشرق الأوسط، وتعزيز الاستثمار ونقل المعرفة لمواجهة التحديات المشتركة، وتعزيز الإرادة السياسية اللازمة لإحداث تغيير جذري.

تمثل مشاركة الأردن، ضرورة مهمة لتتبع وفهم دور المناطق من حولنا، لمعالجة وتحدي التغيير في المناخ والبيئة والتغيرات البيولوجية الطبيعية، وهي قمة «الشرق الأوسط الأخضر»، تعد دورتها الثالثة التي تعقد تباعا بعد منتدى «مبادرة السعودية الخضراء» و«قمة الشباب الأخضر»، والتي أعلن عنها الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، أواخر أذار الماضي، لإحداث تأثير عالمي دائم، في مواجهة ظاهرة التغير المناخي وحماية الأرض والطبيعة، والإسهام بشكل قوي وفاعل في تحقيق المستهدفات العالمية؛ بما يدفع عجلة مكافحة الأزمات المُرتبطة بالمناخ بشكل منسق إقليميًا ودوليًا.

دور المملكة الأردنية الهاشمية في القمة، منح المشاركين فرص التعرف على طبيعة وأثر واندماة الأردن والسعودية في مسارات، تستهدف وضع سبل عملية حديثة، لجعل مبادرتا السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، حقيقة على الأرض حماية للكون، وما الحرص على زراعة 50 مليار شجرة في المنطقة في برنامج هو الأكبر من نوعه لإعادة التشجير في العالم، وتخفيض الانبعاثات الكربونية بما نسبته أكثر من 10 في المئة من الإسهامات العالمية، إذْ تأتيان ضمن مساعي السعودية، التي نظمت المؤتمر بثقة ووعي، وزيادة، وجدية لتعزيز شراكتها إقليميًا ودوليًا، في مواجهة التحديات البيئية والتغلب عليها، حمايةً لكوكب الأرض ودعمًا لجهود مكافحة التغيُّر المناخي، بهدف الحفاظ على بيئة وصحة إنسان المنطقة والعالم.

.. كانت الأردن، في سباق نوعي مع كل أثار التغير المناخي، وعبر عقود طويلة، كانت زراعة الغابات، مسألة وطنية، عدا عن ضوابط وقف التشوهات والخاطر البيئية والمناخية والصناعة، وفي مجال الطاقة المتجددة والتعليم الجامعي، للتخصصات تعمل على صقل تجارب واهتمامات الشباب في هذا العلم والواقع بكل تحديات المناخ في المنطقة والعالم.

(الرأي)
    نيسان ـ نشر في 2021/10/26 الساعة 00:00