في الكتاب
نيسان ـ نشر في 2021/10/30 الساعة 00:00
منذ الالواح السومرية التى بدأت من ملحمة جلجاميش والاوراق البردية الفرعونية التي جاءت بالوصفات الطبية وسفر الغريق والرومان على الرقع الجلدية كانت بداية الكتابة واخذ الكتاب بالتطور من اجل حفظ المعلومة وتواترها للاستفادة من حواضرها المعرفية ونقلها عبر الاجيال من اجل العلوم الانسانية وتطور العلوم المعرفية ومنذ ذلك الحين والكتاب يعتبر اداة الحفظ ومرجعية المعرفة .
فالكتاب وان تعددت اشكاله لكن مضمونه كان يقوم دائما على كيفية تخزين المعلومة وطريقة حفظها في حواضن يسهل نقلها ويمكن التعاطي معها بيسر ومنذ ذلك الحين والكتاب (المخزون الرافد للعقل الانساني ) في تطور مستمر في الاعداد وكيفية النشر وكما الاليات الانتشار التي كانت تعتمد على النسخ لتعميم الفائدة او لارسال المحتوى المراد بيانه من اجل نقل المعرفة ونشر الثقافة.
ومن على هذه الارضية بدأت عملية التدوين (scriptorium) والتي بدأت من اجل تدوين الكتب السماوية ونسخها في الاديرة حتى ولدت في القرن الخامس على يد يوهان جوتنبيرج الالماني فكرة الطباعة من اجل طباعة الانجيل الى الحد الذي كتب فيه فرانسس بيكون القرن السابع عشر ان هنالك ثلاث اشياء غيرت العالم هي المطبعة والبارود والبوصلة ، فالمعلومة بدلا ما كانت تنقل من واقع القيل والقال اخذت تنقل بوثائق لا مجال فيها للتأويل وكانت تقوم على نشر الكتاب الموثق بدلا من تواتر الحديث المجزوء الذس قد يحمل انطباعات الناقل اكثر من المضمون المعرفي الموثق .
وهذا ما جعل العلوم المعرفية تقوم على الحقائق بالاستدلال المرجعي ولا تتأتى من تواتر الاقوال الانطباعية الامر الذي قاد البشرية للنشر المعرفي والثقافي بطريقة متسارعة واكثر صحية لكن بطريقة كانت طريقة الكتاب محددة ومحدودة ومن دون تشتيت انطباعي بدا يصعب الى القراء في العصر الحديث من الدخول الى فكر المحتوى الذي اراد ارساله الكاتب للقارئ، وهذا ما اعاد البشرية للوراء الى ما اختراع الكتاب وبدأت الانسانية تعتمد على الجوجل المعرفي في الوصول الى المعلومة واخذت تشكل كثرة المصادر وتنوع وسائلها حالات انطباعية لا تساعد القارئ للدخول في عالم الكاتب للاستنباط المعرفي بقدر ما تساعده على الوقوف على البوابة المعرفية وهو ما يشكل تحدي ثقافي للانسان وللموروث البشرى في العصر الحديث.
صحيح ان الوسائل الحديثة وسائل مهمة في النقل المعرفي والانتشار الثقافي لكن ما هو الصحيح ايضا ان محركات الجوجل لا تقود لفائدة ثقافية استراتيجية من على ارضية التوثيق والاستدلال المرجعي ، وهنا يبرز التحدي من جديد في كيفية وجود الكتب الالكترونية القادرة على نقل المحتوى بطريقة موثوقة ونقل القارئ الى رؤية الكتاب ومحتواه لامكانية البناء والقدرة على البناء والتحليل والاستخلاص فان الكتاب اما ان يقوم على توثيق المعلومة ونشرها واما ان يعمل على الحفظ المعرفي ونشر المحتوى الثقافي وهي تعد من الحواضن الرئيسية في تطوير الثقافة المجتمعية وتعزيز القدرات المعرفية لافراده، فهل تنتبه المجتمعات انها تتغذى من جمل في مجملها انطباعية يقودها عالم افتراضي غير حقيقي وان الانسانية باتت ترى صور افتراضية ترسم من واقع رؤية يراد اسقاطها على واقع ليعاد من بعد اذن ترسيمه ليكون واقعا جديدا، ام ان البعض سيقوم باستدراك هذا المحتوى يعود الامور الى نصابها واصولها فان الابتعاد عن حقائق الكتب سيقوم بادخال الجميع في عالم افتراضي تراه وتعايشه لكن لا تتعاطي معه او تمارسه .... دعونا نبتعد عن اتخاذ قرارات نابعة من صور انطباعية لا تجيب عن الاسئلة الخمسة الواقعية في التوثيق والتقرير ..
(الدستور)
فالكتاب وان تعددت اشكاله لكن مضمونه كان يقوم دائما على كيفية تخزين المعلومة وطريقة حفظها في حواضن يسهل نقلها ويمكن التعاطي معها بيسر ومنذ ذلك الحين والكتاب (المخزون الرافد للعقل الانساني ) في تطور مستمر في الاعداد وكيفية النشر وكما الاليات الانتشار التي كانت تعتمد على النسخ لتعميم الفائدة او لارسال المحتوى المراد بيانه من اجل نقل المعرفة ونشر الثقافة.
ومن على هذه الارضية بدأت عملية التدوين (scriptorium) والتي بدأت من اجل تدوين الكتب السماوية ونسخها في الاديرة حتى ولدت في القرن الخامس على يد يوهان جوتنبيرج الالماني فكرة الطباعة من اجل طباعة الانجيل الى الحد الذي كتب فيه فرانسس بيكون القرن السابع عشر ان هنالك ثلاث اشياء غيرت العالم هي المطبعة والبارود والبوصلة ، فالمعلومة بدلا ما كانت تنقل من واقع القيل والقال اخذت تنقل بوثائق لا مجال فيها للتأويل وكانت تقوم على نشر الكتاب الموثق بدلا من تواتر الحديث المجزوء الذس قد يحمل انطباعات الناقل اكثر من المضمون المعرفي الموثق .
وهذا ما جعل العلوم المعرفية تقوم على الحقائق بالاستدلال المرجعي ولا تتأتى من تواتر الاقوال الانطباعية الامر الذي قاد البشرية للنشر المعرفي والثقافي بطريقة متسارعة واكثر صحية لكن بطريقة كانت طريقة الكتاب محددة ومحدودة ومن دون تشتيت انطباعي بدا يصعب الى القراء في العصر الحديث من الدخول الى فكر المحتوى الذي اراد ارساله الكاتب للقارئ، وهذا ما اعاد البشرية للوراء الى ما اختراع الكتاب وبدأت الانسانية تعتمد على الجوجل المعرفي في الوصول الى المعلومة واخذت تشكل كثرة المصادر وتنوع وسائلها حالات انطباعية لا تساعد القارئ للدخول في عالم الكاتب للاستنباط المعرفي بقدر ما تساعده على الوقوف على البوابة المعرفية وهو ما يشكل تحدي ثقافي للانسان وللموروث البشرى في العصر الحديث.
صحيح ان الوسائل الحديثة وسائل مهمة في النقل المعرفي والانتشار الثقافي لكن ما هو الصحيح ايضا ان محركات الجوجل لا تقود لفائدة ثقافية استراتيجية من على ارضية التوثيق والاستدلال المرجعي ، وهنا يبرز التحدي من جديد في كيفية وجود الكتب الالكترونية القادرة على نقل المحتوى بطريقة موثوقة ونقل القارئ الى رؤية الكتاب ومحتواه لامكانية البناء والقدرة على البناء والتحليل والاستخلاص فان الكتاب اما ان يقوم على توثيق المعلومة ونشرها واما ان يعمل على الحفظ المعرفي ونشر المحتوى الثقافي وهي تعد من الحواضن الرئيسية في تطوير الثقافة المجتمعية وتعزيز القدرات المعرفية لافراده، فهل تنتبه المجتمعات انها تتغذى من جمل في مجملها انطباعية يقودها عالم افتراضي غير حقيقي وان الانسانية باتت ترى صور افتراضية ترسم من واقع رؤية يراد اسقاطها على واقع ليعاد من بعد اذن ترسيمه ليكون واقعا جديدا، ام ان البعض سيقوم باستدراك هذا المحتوى يعود الامور الى نصابها واصولها فان الابتعاد عن حقائق الكتب سيقوم بادخال الجميع في عالم افتراضي تراه وتعايشه لكن لا تتعاطي معه او تمارسه .... دعونا نبتعد عن اتخاذ قرارات نابعة من صور انطباعية لا تجيب عن الاسئلة الخمسة الواقعية في التوثيق والتقرير ..
(الدستور)
نيسان ـ نشر في 2021/10/30 الساعة 00:00