صفنة في السعادة ... ياصاحب السعادة

ميسر السردية
نيسان ـ نشر في 2021/10/31 الساعة 00:00
منذ أن خرج مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية بنتائج استطلاعه الأخير والذي وصف أن 65% من الأردنيين يشعرون بالسعادة حسب آلية الأسئلة التي طُرحت عليهم , وأنا أفكر بمعنى ومقومات السعادة واختلافات مفهومها ومتطلبات وجودها من شخص لآخر.

فهل السعادة ممارسة فلسفة الإستغناء, الفقر الغنى وتوفير ضروريات الحياة اليومية, الصحة , القناعة , التصالح مع النفس, تجنب المشاكل, تولي المناصب,تحصيل العلم, التبتل الديني, إقامة علاقة اجتماعية مرضية ؟! كلها أسئلة لم يستطع الأستاذ سيد صديق عبدالفتاح صاحب ال 35 كتاب من الإجابة عليها من خلال ما جمعه في مؤلفه (السعادة كما يراها المفكرون) والذي حوى آراء ومواقف جملة من المفكرين والعظماء عبر التاريخ الإنساني , فلاسفة وأدباء وأطباء وشعراء ورجال دين وسياسية وصحافة, ابتداء من سقراط والفارابي مرورا بمي زيادة وأحمد شوقي و عبدالحليم محمود وبرتراند راسل والعقاد وتطول القائمة حتى النهاية , فيقدم كل منهم وجهة نظره حسب تجربته في حياته وما حققه من سعادة فيما كان ينقصه دون التوصل لتعريف مشترك لمفهوم السعادة , إلا كحالة نسبية يصعب سبر حقيقتها في الوصول إلى الغاية القصوى.

يحضرني فيلم حرب الفراولة الذي جسد جدلية السعادة مابين الثري الذي جسد دوره الفنان الراحل سامي العدل والعائلة الفقيرة التي تعيش حالة حب بسيطة بين يسرا ومحمود حميدة , مع تبادل الأدوار حيث يبحث كل طرف عن سعادته فيما يمتلك الآخر ينتهي الفيلم مأساويا بعيدا كل البعد عن السعادة .

ولما لا نستعين بما خلده اسماعيل يس وأبو السعود الإبياري بأجمل منولوجاتهم (كلنا عاوزين سعادة...بس ايه هي السعادة...و لا ايه معنى السعادة..قوللي يا صاحب السعادة..قوللي ..قوللي)

.. ترى وبعيدا عن ضرورة إجراء استطلاعات والمسوحات التقليدية "كليشهات"عن رضاء الناس عن الحكومات " ياريت ترضى عنا الحكومات أصلا", فهل يجوز لنا شقلبة الأسئلة حول الصحة والتعليم ولقمة العيش والبطالة والأمل بالمستقبل والإطلاع على كيفية استعداد سكان تل رماح وجرف الدراويش لفصل الشتاء ..هل نستطيع الخروج بمانشيت من هم الأكثر شقاء في مكابدة الأيام ومقارعة صروف الحياة من شمالنا الشاكي إلى جنوبنا الباكي ...!!!
    نيسان ـ نشر في 2021/10/31 الساعة 00:00