أنت لنا، ومفاتيح مسقط رأسك وقيامتك عندنا
نيسان ـ نشر في 2021/12/24 الساعة 00:00
في أيام مباركة، تحتفل بميلاد المسيح العظيم، أعود فأكتب التالي:
كانت لنا في القدس، نحن طلاب المدارس الحكومية والخاصّة، عطلتان اسبوعيتان، الجمعة والأحد، وكان لي أصدقاء مسيحيون، لم أعرف ديانتهم سوى بالصدفة، ولم يعرفوا ديانتي إلاّ بمثلها، فالمسيحيون والمسلمون في بلادنا عائلة واحدة، وهذا لم يكن شعاراً أو مجرد حكي لفضّ المجالس...
وكانت أم سمير مرقص، جارتنا المسيحية، تؤخذ بسماع تلاوة القرآن، وكنّا نذهب إلى الكنائس، وكأنّنا ندخل المساجد، ولا ننسى أديرة اللطرون وتل قرنطل وإضاءة الشمع هناك، وروائح البخور، والتزاحم في الأقصى أيام الجمع، وكان رفيقي أحياناً إلى هناك سمير إبن مرقص المسيحي، إبن حيفا على ما أذكر...
ومع دخول الاحتلال إلى المدينة ، وخروجنا منها ، راحت عطلة الأحد للمدارس الحكومية في خبر كان، فلا يعطّل المسلم في عيد المسيحي، وأظنّ أن سمير وأهله غادرا القدس الحبيبة إلى بلاد الغربة في أميركا أو استراليا إو غيرها، مع غيرهم من المسيحيين في بلاد المسيح، وهكذا فيثبت الاحتلال نفاقه التاريخي حول تعايش الأديان...
وفاجأني صديقي الراحل سالم النحّاس، في يوم، بورقة يحملها في محفظته، فضضتها لأكتشف أنّها جزء من مقالة نُشرت في هذه الزاوية عن معاناة سيّدنا محمد صلوات الله عليه، تتحدّث عن حادثة الطائف، وكيف جلس الرسول على حَجر وتوجّه إلى ربّه بالشكوى: اللّهم إليك أشكو ضعف قوّتي وقلّة حيلتي وهواني على الناس ، يا أرحم الراحمين ، أنت ربّ المستضعفين ، وأنت ربّي إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجّهمني أم إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك عليّ غضب فلا أبالي ، ولكنّ عافيتك هي أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظُلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تُنزل بي غضبك أو يحلّ عليّ سخطك ، لكّ العتبى حتّى ترضى ولا حول ولا قوّة إلاّ بك.
ولم يكن في تلك المقالة تكملة القصّة ، فقد أتى غلام نصرانيّ اسمه عدّاس إلى محمّد بعد أن تابع كيف سبّه الناس وصاحوا به، وأعطاه قطفاً من العنب، وجالسه وحادثه وآمن به بعد أن استمع إلى حديثه. وفي تلك الليلة أخذنا الحديث إلى معاناة المسيح أيضاً، وبالضرورة إلى قصص معاناة الثوار والمناضلين.
في يوم، كتب لي صديق إنّ الغرب سرق منّا مريم وإبنها، ولكنّه زاد في قوله إنّ مفاتيح المهد والقيامة ما زالت معنا، وهذا أبلغ الكلام، فالإبن وُلد في بيت لحم، وتعمّد عبر الاردن (شرق النهر) على يديّ يوحنا المعمدان (يحيى) الذي قطع رأسه هيرود من أجل رقصة لسالموي، في مكاور تحت مادبا بقليل، والإبن رحل إلاً قليلاً على جبل زيتوننا المقدسي.
المسيح عِيسَى إبن مريم لنا، ومفاتيح ميلاده وقيامته معنا، وستظلّ لنا، وإلى المسيحيين، والمسلمين أيضاً، نقول: كل عيد ميلاد مجيد وأنتم بخير، وللحديث بقية!
كانت لنا في القدس، نحن طلاب المدارس الحكومية والخاصّة، عطلتان اسبوعيتان، الجمعة والأحد، وكان لي أصدقاء مسيحيون، لم أعرف ديانتهم سوى بالصدفة، ولم يعرفوا ديانتي إلاّ بمثلها، فالمسيحيون والمسلمون في بلادنا عائلة واحدة، وهذا لم يكن شعاراً أو مجرد حكي لفضّ المجالس...
وكانت أم سمير مرقص، جارتنا المسيحية، تؤخذ بسماع تلاوة القرآن، وكنّا نذهب إلى الكنائس، وكأنّنا ندخل المساجد، ولا ننسى أديرة اللطرون وتل قرنطل وإضاءة الشمع هناك، وروائح البخور، والتزاحم في الأقصى أيام الجمع، وكان رفيقي أحياناً إلى هناك سمير إبن مرقص المسيحي، إبن حيفا على ما أذكر...
ومع دخول الاحتلال إلى المدينة ، وخروجنا منها ، راحت عطلة الأحد للمدارس الحكومية في خبر كان، فلا يعطّل المسلم في عيد المسيحي، وأظنّ أن سمير وأهله غادرا القدس الحبيبة إلى بلاد الغربة في أميركا أو استراليا إو غيرها، مع غيرهم من المسيحيين في بلاد المسيح، وهكذا فيثبت الاحتلال نفاقه التاريخي حول تعايش الأديان...
وفاجأني صديقي الراحل سالم النحّاس، في يوم، بورقة يحملها في محفظته، فضضتها لأكتشف أنّها جزء من مقالة نُشرت في هذه الزاوية عن معاناة سيّدنا محمد صلوات الله عليه، تتحدّث عن حادثة الطائف، وكيف جلس الرسول على حَجر وتوجّه إلى ربّه بالشكوى: اللّهم إليك أشكو ضعف قوّتي وقلّة حيلتي وهواني على الناس ، يا أرحم الراحمين ، أنت ربّ المستضعفين ، وأنت ربّي إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجّهمني أم إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك عليّ غضب فلا أبالي ، ولكنّ عافيتك هي أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظُلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تُنزل بي غضبك أو يحلّ عليّ سخطك ، لكّ العتبى حتّى ترضى ولا حول ولا قوّة إلاّ بك.
ولم يكن في تلك المقالة تكملة القصّة ، فقد أتى غلام نصرانيّ اسمه عدّاس إلى محمّد بعد أن تابع كيف سبّه الناس وصاحوا به، وأعطاه قطفاً من العنب، وجالسه وحادثه وآمن به بعد أن استمع إلى حديثه. وفي تلك الليلة أخذنا الحديث إلى معاناة المسيح أيضاً، وبالضرورة إلى قصص معاناة الثوار والمناضلين.
في يوم، كتب لي صديق إنّ الغرب سرق منّا مريم وإبنها، ولكنّه زاد في قوله إنّ مفاتيح المهد والقيامة ما زالت معنا، وهذا أبلغ الكلام، فالإبن وُلد في بيت لحم، وتعمّد عبر الاردن (شرق النهر) على يديّ يوحنا المعمدان (يحيى) الذي قطع رأسه هيرود من أجل رقصة لسالموي، في مكاور تحت مادبا بقليل، والإبن رحل إلاً قليلاً على جبل زيتوننا المقدسي.
المسيح عِيسَى إبن مريم لنا، ومفاتيح ميلاده وقيامته معنا، وستظلّ لنا، وإلى المسيحيين، والمسلمين أيضاً، نقول: كل عيد ميلاد مجيد وأنتم بخير، وللحديث بقية!
نيسان ـ نشر في 2021/12/24 الساعة 00:00