قلق روسي ودم أمريكي بارد
نيسان ـ نشر في 2021/12/27 الساعة 00:00
لفت انتباهي اللقاء العسكري الهام في العاصمة الروسية (موسكو) الذي عقد مؤخراً في شهر ديسمبر 2021 بحضور رئيس روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين بصفته قائداً أعلى للجيش الأحمر والبحرية الروسية والفضائية العسكرية الروسية، وجمع غفير من كبار قادة الجيش الروسي يتقدمهم قائد الجيش ووزير الدفاع سيرجي شايغو، وشارك في حضور اللقاء رئيس الوزراء السابق دميتري ميدفيديف وكبار الشخصيات الأمنية الروسية، وفي مقدمتهم مدير المخابرات الروسية (FCB) سكرتير مجلس الأمن القومي نيكولاي باتريشيف، ومدير هيئة الاستخبارات الخارجية سيرجي ناريشكين. واستقبل الرئيس بوتين القائد الأعلى للجيش والبحرية الروسية وقوفاً من قبل الحضور العسكري الروسي رفيع المستوى، بينما لوحظ بقاء مدير المخابرات سكرتير مجلس الأمن جالسا في مكانه، وهو ما شاهدته شخصيا وباللغة الروسية مباشرة.
والأهم هنا هو، ما تحدث به الرئيس بوتين فارداً أوراقه السياسية والعسكرية أمام العسكرتاريا الروسية ومنظومة الأجهزة الأمنية الروسية، مركزاً على أهمية تطور القوات المسلحة الروسية، ومواصلة تطورها، وفي المجال النووي، وفي ظل ظروف دولية ساخنة.
وسلط الضوء على نوعين من الأسلحة الصاروخية البالستية النووية المتطورة مثل (افانغارد وكينجال) فوق الصوتية، وكيف تم تطوير القدرات العسكرية الروسية وسط ظرف جائحة كورونا المتجدد الذي أصاب حتى عناصر الجيش، وعن عمل الجيش في مجال المساعدات الطبية لتسعة مناطق روسية متضررة، منبهاً ذات الوقت لأهمية الحصول على ضمانات قانونية طويلة المدى، رغم عدم التزام أمريكا بالمعاهدات والاتفاقات الدولية، وهو المعروف عن سلوكها هذا حسب بوتين، والذي نقلته وكالة (تاس) الروسية أيضاً.
وحديثٌ لبوتين عن التحرشات الأمريكية ولحلف الناتو العسكري المستمرة بالحدود الروسية والمائية، وكيف كانت العلاقات الروسية - الأمريكية مفتوحة، لدرجة التحالف الواحد والرقابة الاستخبارية المباشرة على القواعد الروسية النووية من قبل جهاز الـ CIA وقتها، لكن بلاده تفاجأت بدورهم بأحداث القفقاس، وتوجيه الإرهاب صوب روسيا، وبالخروج المفاجيء من المعاهدات الدولية الصاروخية، وبالنسبة لروسيا والكلام لبوتين (أمنها السيادي ولمواطنيها هو الأهم). وها هو حلف الناتو يقترب من بولندا ورومانيا ويخطط للاقتراب من الداخل الأوكراني بأسلحته الثقيلة، لكي يضمن أن تكون مدى صواريخه النووية على مسافة من موسكو العاصمة، بزمن يقدر من 7 الى 10 دقائق وقد تصل إلى 5 دقائق، وهو الأمر الذي أعدت له روسيا حسابات عسكرية تكنولوجية دقيقة متطورة وبعيدة المدى. فماذا تريد أمريكا؟ وهل الحرب الثالثة الساخنة السريعة هي الحل لتجاوز الحرب الباردة طويلة المدى؟ دعونا نتأمل؟
وعلى هامش المؤتمر الصحفي والإعلامي الواسع السنوي للرئيس بوتين الذي عقده الجمعة بتاريخ 24 ديسمبر الجاري 2021 في قصر الكرملين الرئاسي في موسكو تطرق لقضايا هامة في صدارتها بأن روسيا يصعب الانتصار عليها من الخارج، لكن من الممكن الإجهاز عليها من الداخل وبالتعاون مع أعداء الخارج، وهو خطاب حكيم يتطلب التدقيق في صورته وعلى من يتابع مثل هكذا تصريح رئاسي في الغرب الأمريكي أن يأخذ العبرة، ويدون في دفتره بأنه لا منتصر حقيقي في الحرب الثالثة، وبأن سباق التسلح المرهق لشعوب العالم يمكن الاستغناء عنه بالتنمية الشاملة الحميدة المفيدة. وذكّر بوتين بالحرب على يوغسلافيا 1998 وعلى سوريا 2011 وعلى العراق عام 2003 من قبل حلف (الناتو)، والتي كانت مدمرة، ولم تثبت تورط العراق بأسلحة الدمار الشامل. وبالمناسبة والكلام هنا لي فإن روسيا بكاملها وبقيادة بوتين وقفت ضد إعدام الرئيس الشهيد صدام حسين وهو الزعيم العربي المنتخب والقائد لحزب البعث.
وتصريح هام أيضا للرئيس بوتين من وسط مؤتمره هذا، اعتبر فيه توجيه إهانة للرسول محمد (صل الله عليه وسلم) في فرنسا خروج عن سقف الحرية، ولقد قوبل وقتها بعمل إرهابي شنيع تبناه تنظيم (القاعدة) المجرم على كل العاملين في صحيفة (شارلي إبدو) في باريس عام 2020 . وتساءل لماذا كل هذا؟. وهو التصريح الذي قابله الرأي العام العالمي وفي شرقنا العربي بالإيجاب، ولا نقبل بحرية مسيئة للأديان السماوية الإبراهيمية السمحة كافة وغيرها، وهي بالنسبة لنا خط أحمر، ونعيد تاريخها لجد الأنبياء إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام.
وفي المقابل لم أكن أعرف ولا يعرف الرأي العام، بأن لقاءات لوجستية رفيعة المستوى وعلى المستوى الرسمي كانت تتم بين القيادتين الأمنيتين الروسية والأمريكية وبطلب على الأغلب من الطرف الأمريكي وبترحيب من الجانب الروسي، وهو المطلوب - كما يبدو لي- حتى وسط الحراك الساخن بين الدولتين العظميين روسيا الأتحادية والولايات المتحدة الأمريكية للإبقاء على الخط الساخن العسكري والسياسي بينهما حاضرا، لتفادي القفز إلى المجهول- بمعنى- إلى عمق حرب عالمية ثالثة لا ينتصر فيها أي طرف، خاصة وأن روسيا بالذات وكذلك أمريكا، مصنفتان من الدول العظمى فوق النووية وفوق الصوتية، وسباق التسلح الثقيل بينهما وصل إلى ذروته. (بتاريخ 3|11| 2021، عقد اجتماع بين مديري الاستخبارات الخارجية الروسية سيرجي نارشكين والأمريكية ويليام بيرنز بهدف مكافحة الأرهاب، وبطلب من الجانب الأمريكي، وعمل الجانب الروسي على تحويل اللقاء إلى جلسة شخصية بينهما).
وفي الختام، أدعو للحرب الباردة التي انطلقت من وسط الخندق الواحد السوفيتي- الأمريكي، بعد نهاية الحرب العالمية الثانية المنتصرة على النازية الهتلرية عام 1945 أن تنتهي، ولأن تسود العقلانية والحكمة وبعد النظر بينهما، لما فيه مصلحة كبيرة للبشرية وأمنهم، ولكي يتم تحويل سباق التسلح الباهظ الثمن لسباق من أجل ترسيخ التنمية الشاملة المفيدة للإنسان أينما كان.
والأهم هنا هو، ما تحدث به الرئيس بوتين فارداً أوراقه السياسية والعسكرية أمام العسكرتاريا الروسية ومنظومة الأجهزة الأمنية الروسية، مركزاً على أهمية تطور القوات المسلحة الروسية، ومواصلة تطورها، وفي المجال النووي، وفي ظل ظروف دولية ساخنة.
وسلط الضوء على نوعين من الأسلحة الصاروخية البالستية النووية المتطورة مثل (افانغارد وكينجال) فوق الصوتية، وكيف تم تطوير القدرات العسكرية الروسية وسط ظرف جائحة كورونا المتجدد الذي أصاب حتى عناصر الجيش، وعن عمل الجيش في مجال المساعدات الطبية لتسعة مناطق روسية متضررة، منبهاً ذات الوقت لأهمية الحصول على ضمانات قانونية طويلة المدى، رغم عدم التزام أمريكا بالمعاهدات والاتفاقات الدولية، وهو المعروف عن سلوكها هذا حسب بوتين، والذي نقلته وكالة (تاس) الروسية أيضاً.
وحديثٌ لبوتين عن التحرشات الأمريكية ولحلف الناتو العسكري المستمرة بالحدود الروسية والمائية، وكيف كانت العلاقات الروسية - الأمريكية مفتوحة، لدرجة التحالف الواحد والرقابة الاستخبارية المباشرة على القواعد الروسية النووية من قبل جهاز الـ CIA وقتها، لكن بلاده تفاجأت بدورهم بأحداث القفقاس، وتوجيه الإرهاب صوب روسيا، وبالخروج المفاجيء من المعاهدات الدولية الصاروخية، وبالنسبة لروسيا والكلام لبوتين (أمنها السيادي ولمواطنيها هو الأهم). وها هو حلف الناتو يقترب من بولندا ورومانيا ويخطط للاقتراب من الداخل الأوكراني بأسلحته الثقيلة، لكي يضمن أن تكون مدى صواريخه النووية على مسافة من موسكو العاصمة، بزمن يقدر من 7 الى 10 دقائق وقد تصل إلى 5 دقائق، وهو الأمر الذي أعدت له روسيا حسابات عسكرية تكنولوجية دقيقة متطورة وبعيدة المدى. فماذا تريد أمريكا؟ وهل الحرب الثالثة الساخنة السريعة هي الحل لتجاوز الحرب الباردة طويلة المدى؟ دعونا نتأمل؟
وعلى هامش المؤتمر الصحفي والإعلامي الواسع السنوي للرئيس بوتين الذي عقده الجمعة بتاريخ 24 ديسمبر الجاري 2021 في قصر الكرملين الرئاسي في موسكو تطرق لقضايا هامة في صدارتها بأن روسيا يصعب الانتصار عليها من الخارج، لكن من الممكن الإجهاز عليها من الداخل وبالتعاون مع أعداء الخارج، وهو خطاب حكيم يتطلب التدقيق في صورته وعلى من يتابع مثل هكذا تصريح رئاسي في الغرب الأمريكي أن يأخذ العبرة، ويدون في دفتره بأنه لا منتصر حقيقي في الحرب الثالثة، وبأن سباق التسلح المرهق لشعوب العالم يمكن الاستغناء عنه بالتنمية الشاملة الحميدة المفيدة. وذكّر بوتين بالحرب على يوغسلافيا 1998 وعلى سوريا 2011 وعلى العراق عام 2003 من قبل حلف (الناتو)، والتي كانت مدمرة، ولم تثبت تورط العراق بأسلحة الدمار الشامل. وبالمناسبة والكلام هنا لي فإن روسيا بكاملها وبقيادة بوتين وقفت ضد إعدام الرئيس الشهيد صدام حسين وهو الزعيم العربي المنتخب والقائد لحزب البعث.
وتصريح هام أيضا للرئيس بوتين من وسط مؤتمره هذا، اعتبر فيه توجيه إهانة للرسول محمد (صل الله عليه وسلم) في فرنسا خروج عن سقف الحرية، ولقد قوبل وقتها بعمل إرهابي شنيع تبناه تنظيم (القاعدة) المجرم على كل العاملين في صحيفة (شارلي إبدو) في باريس عام 2020 . وتساءل لماذا كل هذا؟. وهو التصريح الذي قابله الرأي العام العالمي وفي شرقنا العربي بالإيجاب، ولا نقبل بحرية مسيئة للأديان السماوية الإبراهيمية السمحة كافة وغيرها، وهي بالنسبة لنا خط أحمر، ونعيد تاريخها لجد الأنبياء إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام.
وفي المقابل لم أكن أعرف ولا يعرف الرأي العام، بأن لقاءات لوجستية رفيعة المستوى وعلى المستوى الرسمي كانت تتم بين القيادتين الأمنيتين الروسية والأمريكية وبطلب على الأغلب من الطرف الأمريكي وبترحيب من الجانب الروسي، وهو المطلوب - كما يبدو لي- حتى وسط الحراك الساخن بين الدولتين العظميين روسيا الأتحادية والولايات المتحدة الأمريكية للإبقاء على الخط الساخن العسكري والسياسي بينهما حاضرا، لتفادي القفز إلى المجهول- بمعنى- إلى عمق حرب عالمية ثالثة لا ينتصر فيها أي طرف، خاصة وأن روسيا بالذات وكذلك أمريكا، مصنفتان من الدول العظمى فوق النووية وفوق الصوتية، وسباق التسلح الثقيل بينهما وصل إلى ذروته. (بتاريخ 3|11| 2021، عقد اجتماع بين مديري الاستخبارات الخارجية الروسية سيرجي نارشكين والأمريكية ويليام بيرنز بهدف مكافحة الأرهاب، وبطلب من الجانب الأمريكي، وعمل الجانب الروسي على تحويل اللقاء إلى جلسة شخصية بينهما).
وفي الختام، أدعو للحرب الباردة التي انطلقت من وسط الخندق الواحد السوفيتي- الأمريكي، بعد نهاية الحرب العالمية الثانية المنتصرة على النازية الهتلرية عام 1945 أن تنتهي، ولأن تسود العقلانية والحكمة وبعد النظر بينهما، لما فيه مصلحة كبيرة للبشرية وأمنهم، ولكي يتم تحويل سباق التسلح الباهظ الثمن لسباق من أجل ترسيخ التنمية الشاملة المفيدة للإنسان أينما كان.
نيسان ـ نشر في 2021/12/27 الساعة 00:00