منديل المرحبا !! نص ّ لـــ ِ / ماجد شاهين 

نيسان ـ نشر في 2015/09/30 الساعة 00:00
في الخمسين سنة الفائتة ، وحين كنت ألثغ بالحرف الأوّل أو كنت ُ أقرأ سورة الناس أو أكتب حصّة الإملاء ، كنت أضفر للمفردة جديلتها و أرتق كم ّ القصيدة و أزيح الغبار عن ياقة القميص و أبعث المرحبا في الجوار ! كنت ُ منذ خمسين سنة منذ قصاصات الورق و " خزانة الصحف " و صور الفتى الجديد و الشارع الذي يفضي إلى عنوانها و الباب الأصفر الباهت ! كنت ُ أجمع ورق الورد و أرش ّ زهر البيلسان بالماء و أنتظر " الحصرم " كيما يصير عنبا ً وكنت ُ أكتب الحلم على دفتري الصغير وأقرؤه حين أغمض عينيّ كنت أروح إلى نوم ٍ قبل النوم لكي أرسم رحلة الحلم ! كنت ُ أرى البلاد قريبة ً و أرى الفاكهة يانعة و أرى قرص َ خدّك أحلى من وجه الشمس و " أرقّ " من ضوء البدر ! كنت ُ أ كتب تسعين ألف كلمة و أحرقها أكتب دفترين و أحرقهما ، أرسم بساتين تعب ٍِ و ملاعب طفولة و أمزّق اللوحة ! كنت أقرأ الرسالة عشرين مرّة لكي أرى عينيك ! وكنت ُ وإلى الآن أجمع نثار المفردات و أغسل يباس روحي و أضفر لك جديلة الوقت و أرفع الكلام إلى شبابيك الروح و أنتظر أن أرى الباب والرسالة واللوحة الناقصة والفكرة الغائبة والطريق إلى قلبي و الكلمة التي استعصت على العاشق و .. كنت ، رغم تعبي و دمعتي الناشفة أحمل بقايا وردتين وألوّح بمنديل المرحبا !
    نيسان ـ نشر في 2015/09/30 الساعة 00:00