الأردنيون والأردنيات و(الكوتا) والصبيحي!

باسم سكجها
نيسان ـ نشر في 2022/01/03 الساعة 00:00
أعجبتني فكرة الاستاذ النابه محمد الصبيحي، في مقالته أمس: أن الاردنيات سيفقدن حقّ الكوتا القانوني، مع التعديل الدستوري، الذي قال: الأردنيون والأردنيات، وفي حقيقة الأمر فهذا سيكون صحيحاً مع مرور الأشهر والسنوات، وليس الآن!
ذلك التعديل الدستوري مرّ بعد جدل طويل عريض، وما نشهده الآن من تعديلات دستورية ستتأسس عليها قوانين جديدة، بينها الاحزاب والانتخاب، وفيهما تمكين للمرأة أكثر بكثير من الكوتا، لأن وضع الأردنيات السياسي سيكون من أصول القانونين، وسيكون من شأنهما مشاركة أكبر للنساء!
في ظني أن كلمة كوتا ليست عربية، بل انجليزية، ولعل أصلها لاتيني، وقد جاءت لنا دون أن نستخدم لها ترجمة مناسبة، ونستعملها الان حتى في مجلس النواب وكأنها عربية أصيلة، وفي يقيني أنّ أحد أهداف التحديث السياسي هو الوصول إلى شطبها من قاموسنا السياسي.
تمكين المرأة من خلال الكوتا ثبت أنه مجرد تمثيل شكلي للنساء، إسماً، وليس فعلاً، وليس أدل على ذلك من احصاء اللواتي نجحن بذراعهن، فواحدة أو اثنتان وصلن إلى تحت القبة بانتخابات حرة وبمنافسة مع الرجال، وصحيح أن الباقيات انتخبن ولكن لمجرد الوجود، وهذا ليس انتقاصاً من كل صاحبات السعادة، بل هو تأكيد الى واقع.
تحديث المنظومة السياسية تحت القبة ما زال في أوله، ولكن ينبغي على القراءة أن تكون شاملة، لأن قانوني الاحزاب والانتخاب يحملان للمرأة، والشباب أيضاً، أهم الفرص بعيداً عن الكوتا الذي ينبغي لها أن تكون مجرد ذكرى في مستقبلنا السياسي.
الاستاذ الصبيحي فتح ملفاً مهماً، ينبغي قراءته بهدوء باعتباره لصالح التحديث، وليس ضده، ولعلنا نصل في يوم إلى الغاء (الكوتات) وبحيث يكون للجميع تمثيل تحت القبة، وفي مطلق الاحوال فقد يكون أكبر بكثير مما هو عليه الان، وللحديث بقية!
    نيسان ـ نشر في 2022/01/03 الساعة 00:00