التخدير بالمبادرات
نيسان ـ نشر في 2022/02/03 الساعة 00:00
في تجليات زراعة الوهم خلال العقدين الأخيرين ،خرج علينا "صنّاع الريادة" بما يعرف "بحقبة المبادرات" الموجهة لفئة الشباب ،وأوهموهم أن المبادرات هي سبيلهم للمستقبل ،وليؤكّدوا لهم مصداقية ما يزعمون ،كانوا ينتقون من بين هؤلاء الشباب أفرادا "يصعّدونهم لمواقع متميزة ،أو يرشحونهم لجوائز غامضة ،أو يسهلون لهم التواصل مع جماعات التمويل فكانت أكثر الكلمات حركة بين "ذوي المبادرات كلمة" fund" و"تشبيك".
وقد أدت هذه المبادرات المصنوعة إلى اختطاف الشباب من أحلامهم الملائمة لإمكاناتهم إلى طموحات تفوق القدرات ،ونقلوهم من خانة "الممكن " إلى خانة "المتخيّل" وبدأ هؤلاء الشباب يحلمون بالمواقع المتقدمة و "الوصول" بل لم يعد مستغربا أن يقول لك شابٌ لم يتجاوز الخامسة والعشرين أنه سيكون وزيرا ،وأنه مرشح للعمل في .....و.....و....الخ، أو أن يبادرك شاب من ذوي المبادرات بقوله: عرضوا عليّ ، أو استشاروني بأن أشغل هذا الموقع أو ذاك وأدمن هؤلاء الشباب حفلات "البرزنتيشن" ومحاورة "كبار القوم" في الفنادق ،فصغُرت في عيونهم فرص العمل الممكنة ،ولم يعد الشباب يرغبون بالفرص الصغيرة التي ستنمو معهم بشكل طبيعي ،وأصبح الشابّ يأنف أن يعمل موظفا بسيطا ،بل رأيت بعضهم يستصغر وظيفة المعلمّ وهو من وعده "المعلّم" بوظيفة تليق بقدراته الباهرة ، ثم تركه يسقط سقوطا حرّا في فراغ البطالة المرعب.
وفقد الشباب عنصر النمو الطبيعي للقدرات واعتقدوا بإمكانية "القفز القردي" واجتثاث مراحل النمو الطبيعي ،أي كما يقول الأرادنة "من قاع الطنجرة لأذنها".
أقف بقوّة مع تمكين الشباب ومنحهم فرصة القيادة والإبداع ...ولكن دعوا شبابنا ينمون نموّا طبيعيا ، وتوقّفوا عن زراعة الوهم .
وقد أدت هذه المبادرات المصنوعة إلى اختطاف الشباب من أحلامهم الملائمة لإمكاناتهم إلى طموحات تفوق القدرات ،ونقلوهم من خانة "الممكن " إلى خانة "المتخيّل" وبدأ هؤلاء الشباب يحلمون بالمواقع المتقدمة و "الوصول" بل لم يعد مستغربا أن يقول لك شابٌ لم يتجاوز الخامسة والعشرين أنه سيكون وزيرا ،وأنه مرشح للعمل في .....و.....و....الخ، أو أن يبادرك شاب من ذوي المبادرات بقوله: عرضوا عليّ ، أو استشاروني بأن أشغل هذا الموقع أو ذاك وأدمن هؤلاء الشباب حفلات "البرزنتيشن" ومحاورة "كبار القوم" في الفنادق ،فصغُرت في عيونهم فرص العمل الممكنة ،ولم يعد الشباب يرغبون بالفرص الصغيرة التي ستنمو معهم بشكل طبيعي ،وأصبح الشابّ يأنف أن يعمل موظفا بسيطا ،بل رأيت بعضهم يستصغر وظيفة المعلمّ وهو من وعده "المعلّم" بوظيفة تليق بقدراته الباهرة ، ثم تركه يسقط سقوطا حرّا في فراغ البطالة المرعب.
وفقد الشباب عنصر النمو الطبيعي للقدرات واعتقدوا بإمكانية "القفز القردي" واجتثاث مراحل النمو الطبيعي ،أي كما يقول الأرادنة "من قاع الطنجرة لأذنها".
أقف بقوّة مع تمكين الشباب ومنحهم فرصة القيادة والإبداع ...ولكن دعوا شبابنا ينمون نموّا طبيعيا ، وتوقّفوا عن زراعة الوهم .
نيسان ـ نشر في 2022/02/03 الساعة 00:00