أوكلما عاهدوا عهدا نبذه فريقٌ منهم
نيسان ـ نشر في 2015/10/02 الساعة 00:00
الصراع مع اليهود حقيقة قرآنية وحقيقة واقعية، وكلما تباعدت الشقة بين الرؤية القرآنية للصراع مع اليهود والرؤية السياسية التي تدير الصراع مع اليهود تعقّد الصراع ولم نصل لنهاية له تعيد الحق لنصابه.
القرآن الكريم ومن أول سورة وصفحة فيه أشار لليهود ومن ثم تناول تاريخ اليهود وتحولهم من أولياء لله عز وجل إلى قوم معتدين ينشرون الفساد والخراب ويقتلون الأنبياء والأبرياء، وعرّف الله عز وجل المؤمنين في كتابه الكريم بصفات اليهود وطبائعهم حتى يكونوا على بصيرة من أمرهم ويتجنبوا شرورهم.
واليوم ونحن نعيش العدوان اليهودي المتجدد على المسجد الأقصى نحتاج أن نقف وقفة صدق ومراجعة لرؤيتنا لليهود حتى نضبطها برؤية القرآن الكريم مما يساعدنا على التصدي لعدوانهم بالحكمة والمنطق ونخرج من دائرة الحلول الفاشلة التي ندور فيها من عقود طويلة.
اليهود اليوم يتوافقون على العدوان على الأقصى بمختلف اتجاهاتهم، فالمستوطنون الإرهابيون المتدينون، والمتدينون المعتدلون، والساسة العلمانيون كلهم يمارسون العدوان والاعتداء على حرمة المسجد الأقصى وفرض التقسيم الزماني والمكاني عليه كمقدمة للاستيلاء الكامل عليه وهدمه وإقامة هيكلهم المزعوم، وإذا كان اليهود قضوا 50 سنة من الاستيلاء على القدس سنة 1967 وفرض التقسيم المكاني اليوم في عام 2015، فإنهم قد لا ينتظرون كل تلك المدة لهدمه وإقامة الهيكل! كما أن هذا يجب أن لا يخدعنا بأن هدف العدوان يقتصر فقط على صلاة اليهود في ساحات الأقصى.
مما علمنا الله عز وجل في القرآن الكريم عن طباع اليهود المخادعة أنهم لا يفون بالمواثيق والعهود، وأنهم مخادعون مراوغون في نقض الاتفاقيات، قال تعالى: "أوكلماعاهدواعهدانبذهفريقمنهم" (البقرة: 100)، فهم يعقدون الاتفاقيات ويبرمون العهود، لكنهم سرعان ما ينقضونها، ويلجأون لحيلة توزيع الأدوار في نقض العهود والمواثيق، فجهة منهم تعقد الاتفاق، وجهة أخرى تنقضه!
وقد رأينا في العام الماضي نتنياهو يعد الأردن بالتهدئة في القدس والمسجد الأقصى، ولكن لم يكمل سنة حتى نقض وعوده ودعم العدوان على المسجد الأقصى وتقسيمه.
وهذا التنصل وهذه الخيانة للوعود يأتيان ضمن سلسلة طويلة من نقض الاتفاقيات والعقود تبدأ من زمن الانتداب البريطاني على فلسطين والتي شهدت العديد من الاتفاقيات والعهود اليهودية التي لم يلتزم بها اليهود إلا لأخذ فرصة لترتيب أنفسهم، فكم نقضوا عهود عدم التسلح بتهريب السلاح في براميل الإسمنت وغيرها أو عدم بقاء الزوار اليهود في فلسطين لكنهم لم يلتزموا بذلك فتضاعفت أعدادهم أضعافاً مضاعفة.
ثم جاءت مرحلة نقض العهود والاتفاقيات بعد هزيمة 1948 وقيام دولة اليهود، ثم استمر اليهود يخرقون الاتفاقيات والهدنة حتى نشبت الحرب ووقعت هزيمة 1967، ثم تعدلت الكفة لصالحنا نسبياً بعد هزيمة اليهود في حرب العبور 1973 حيث رضخ اليهود للمفاوضات من موقع الضعف، لكنهم سرعان ما عادوا لنقض العهود بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد مع مصر 1978، وهو ما كرره اليهود بعد عقد اتفاقية أوسلو مع الفلسطينيين 1993، واتفاقية وادي عربة مع الأردن 1994، ولا نزال نعيش نقض اليهود للعقود والاتفاقيات.
وكم نقض اليهود من عهد في صفقات الإفراج عن الأسرى بإعادة اعتقالهم أو عدم الإفراج عنهم أصلاً.
وعبر تاريخ إسرائيل لم يلتزم اليهود بتنفيذ اتفاق إلا والقوة بارزة في مقابلهم، سواء كانت القوة العسكرية أو السياسية، وكلما غابت القوة حضر سريعاً الغدر والخيانة اليهودية، وقصة غدر اليهود بخالد مشعل في الأردن 1997 رغم اتفاقية أوسلو لم تحل إلا بالقوة التي أظهرها الحسين فأنقذ مشعل وحرر الشيخ أحمد ياسين، لكن حين غابت القوة عادت إسرائيل لاغتيال الشيخ أحمد ياسين 2003.
ولذلك إن كانت سياستنا في الصراع مع اليهود ستبقى قائمة على عقد العهود مع اليهود، وتصديق أيمانهم وتواقيعهم على أوراق، دون أن تعلم من هذا التاريخ الطويل من الخيانة، أو من مواقف القوة والإنجاز، فهذا يعني بقاءنا ندور في حلقة مفرغة نراوح فيها في مكاننا بينما اليهود يمضون للأمام في قضم ما تبقى لنا من فلسطين بعد هزيمة 1967!
القرآن الكريم ومن أول سورة وصفحة فيه أشار لليهود ومن ثم تناول تاريخ اليهود وتحولهم من أولياء لله عز وجل إلى قوم معتدين ينشرون الفساد والخراب ويقتلون الأنبياء والأبرياء، وعرّف الله عز وجل المؤمنين في كتابه الكريم بصفات اليهود وطبائعهم حتى يكونوا على بصيرة من أمرهم ويتجنبوا شرورهم.
واليوم ونحن نعيش العدوان اليهودي المتجدد على المسجد الأقصى نحتاج أن نقف وقفة صدق ومراجعة لرؤيتنا لليهود حتى نضبطها برؤية القرآن الكريم مما يساعدنا على التصدي لعدوانهم بالحكمة والمنطق ونخرج من دائرة الحلول الفاشلة التي ندور فيها من عقود طويلة.
اليهود اليوم يتوافقون على العدوان على الأقصى بمختلف اتجاهاتهم، فالمستوطنون الإرهابيون المتدينون، والمتدينون المعتدلون، والساسة العلمانيون كلهم يمارسون العدوان والاعتداء على حرمة المسجد الأقصى وفرض التقسيم الزماني والمكاني عليه كمقدمة للاستيلاء الكامل عليه وهدمه وإقامة هيكلهم المزعوم، وإذا كان اليهود قضوا 50 سنة من الاستيلاء على القدس سنة 1967 وفرض التقسيم المكاني اليوم في عام 2015، فإنهم قد لا ينتظرون كل تلك المدة لهدمه وإقامة الهيكل! كما أن هذا يجب أن لا يخدعنا بأن هدف العدوان يقتصر فقط على صلاة اليهود في ساحات الأقصى.
مما علمنا الله عز وجل في القرآن الكريم عن طباع اليهود المخادعة أنهم لا يفون بالمواثيق والعهود، وأنهم مخادعون مراوغون في نقض الاتفاقيات، قال تعالى: "أوكلماعاهدواعهدانبذهفريقمنهم" (البقرة: 100)، فهم يعقدون الاتفاقيات ويبرمون العهود، لكنهم سرعان ما ينقضونها، ويلجأون لحيلة توزيع الأدوار في نقض العهود والمواثيق، فجهة منهم تعقد الاتفاق، وجهة أخرى تنقضه!
وقد رأينا في العام الماضي نتنياهو يعد الأردن بالتهدئة في القدس والمسجد الأقصى، ولكن لم يكمل سنة حتى نقض وعوده ودعم العدوان على المسجد الأقصى وتقسيمه.
وهذا التنصل وهذه الخيانة للوعود يأتيان ضمن سلسلة طويلة من نقض الاتفاقيات والعقود تبدأ من زمن الانتداب البريطاني على فلسطين والتي شهدت العديد من الاتفاقيات والعهود اليهودية التي لم يلتزم بها اليهود إلا لأخذ فرصة لترتيب أنفسهم، فكم نقضوا عهود عدم التسلح بتهريب السلاح في براميل الإسمنت وغيرها أو عدم بقاء الزوار اليهود في فلسطين لكنهم لم يلتزموا بذلك فتضاعفت أعدادهم أضعافاً مضاعفة.
ثم جاءت مرحلة نقض العهود والاتفاقيات بعد هزيمة 1948 وقيام دولة اليهود، ثم استمر اليهود يخرقون الاتفاقيات والهدنة حتى نشبت الحرب ووقعت هزيمة 1967، ثم تعدلت الكفة لصالحنا نسبياً بعد هزيمة اليهود في حرب العبور 1973 حيث رضخ اليهود للمفاوضات من موقع الضعف، لكنهم سرعان ما عادوا لنقض العهود بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد مع مصر 1978، وهو ما كرره اليهود بعد عقد اتفاقية أوسلو مع الفلسطينيين 1993، واتفاقية وادي عربة مع الأردن 1994، ولا نزال نعيش نقض اليهود للعقود والاتفاقيات.
وكم نقض اليهود من عهد في صفقات الإفراج عن الأسرى بإعادة اعتقالهم أو عدم الإفراج عنهم أصلاً.
وعبر تاريخ إسرائيل لم يلتزم اليهود بتنفيذ اتفاق إلا والقوة بارزة في مقابلهم، سواء كانت القوة العسكرية أو السياسية، وكلما غابت القوة حضر سريعاً الغدر والخيانة اليهودية، وقصة غدر اليهود بخالد مشعل في الأردن 1997 رغم اتفاقية أوسلو لم تحل إلا بالقوة التي أظهرها الحسين فأنقذ مشعل وحرر الشيخ أحمد ياسين، لكن حين غابت القوة عادت إسرائيل لاغتيال الشيخ أحمد ياسين 2003.
ولذلك إن كانت سياستنا في الصراع مع اليهود ستبقى قائمة على عقد العهود مع اليهود، وتصديق أيمانهم وتواقيعهم على أوراق، دون أن تعلم من هذا التاريخ الطويل من الخيانة، أو من مواقف القوة والإنجاز، فهذا يعني بقاءنا ندور في حلقة مفرغة نراوح فيها في مكاننا بينما اليهود يمضون للأمام في قضم ما تبقى لنا من فلسطين بعد هزيمة 1967!
نيسان ـ نشر في 2015/10/02 الساعة 00:00