صرخات “العيش الكريم” تتصاعد
نيسان ـ نشر في 2022/02/10 الساعة 00:00
أخطر سؤال سنواجهه خلال الأيام القادمة هو “العيش الكريم”، فالصرخات التي سمعناها تتردد بأكثر من اعتصام لموظفين انقطعت رواتبهم، أو لعاطلين انسدت بوجوههم أبواب العمل، تدق أمامنا، أو هكذا يجب، ناقوس الحذر من معادلة يتفاعل فيها عنصران: عنصر نفاد صبر الناس وفقدانهم الأمل والفرج، وعنصر عجز المسؤولين عن تقديم حلول لأزمة” لقمة العيش”، أو حتى إجابات عن سوء إدارة ملف البطالة وغياب العدالة والاستهانة بحالة المجتمع، أما نتيجة المعادلة فمعروفة لمن يمتلك القليل من المعرفة بكيمياء الأردنيين، لكيلا أقول الحكمة والحس الوطني.
لاحظ أنني استخدمت ” العيش الكريم ” لأشير لمسألتين مترابطتين في أذهان الأردنيين هما الحياة والكرامة معا، فالفقر، حتى وإن وصل لحد الجوع، لا يفقد الناس كرامتهم، وإنما يولد فيهم المزيد من القهر والغضب، خاصة حين تختل موازين العدالة.
لاحظ، ثانيا، أن معادلة نفاد الصبر لدى الناس، لا سيما الشباب، والعجز عن إيجاد الحلول لدى مؤسسات الدولة، بدأت تجد قنوات للتصريف من خلال الاعتصامات والمناشدات، لكنها حين تتفاعل عناصرها أكثر جراء فقدان الأمل، ستنفجر بوجوهنا، لا يمكن لأحد أن يحدد موعد هذه اللحظة، لكن المؤكد أنها ستكون عند نقطة يشعر فيها هؤلاء أن الخسارة تساوي صفرا.
لدي عشرات النماذج يمكن أن أدرجها في سياق محنة “العيش الكريم” التي تصاعدت في بلدنا، ولدى القراء الأعزاء أكثر من ذلك، لكن ما استفزني، حد الغضب، أن تصل مؤسسات عريقة أسست لذاكرة الدولة وشكلت ذراعا وصوتا وحارسا لها، لهذه النتيجة المؤسفة، هذا يعني أن بلدنا ليس بخير، وأن الكارثة التي تواجهنا أصعب مما نتصور، والسؤال هنا لا يتعلق فقط بالعيش الكريم الذي دفع زملاءنا لدب الصوت عاليا، وإنما بمن أوصلنا من المسؤولين لهذه الحالة، ولمصلحة من، ولأي هدف، ثم لم لا يتصرفون لتجاوزها؟
استفزني، أيضا، مشهد المعلمين الذين اعتصموا داخل وزارة التربية ، هؤلاء الذين تم إيقافهم عن العمل أو أحيلوا للضمان والتقاعد المبكر، أمضوا أكثر من عام ونصف بلا رواتب، ثم صدر قرار بإعادتهم لوظائفهم نهاية العام الماضي، لكنه لم ينفذ من قبل الوزارة بالشكل المطلوب، السؤال: لماذا ماطل المسؤولون بحل هذا الملف الاداري والإنساني، ولمصلحة من دفعوا المعلمين للاعتصام، ثم فجأة وعدوهم بالحل القريب، أي عبث هذا الذي يجري باسم” العيش الكريم” في بلد لم يسجل تاريخه انه حارب الأردنيين بأرزاقهم؟
تريدون أن تعرفوا كم نسبة هؤلاء الذين يبحثون عن العيش الكريم، دققوا بنتائج كل استطلاعات الرأي، ستجدون لازمة تتكرر اسمها “الثلثان”، لا يثقون بالدولة، ولا ببعضهم، ولا يشاركون بالانتخابات والعمل العام، ولم يسمعوا عن لجنة التحديث السياسي ولا عن التعديلات الدستورية، باختصار لا يعنيهم أي شيء سوى “العيش الكريم”، ثلثا الأردنيين اذن مشكلتهم مع الدولة والمجتمع هي الفقر والبطالة ولقمة العيش، ومعها كلها الكرامة.
المشكلة الأكبر أن أحدا من المسؤولين لا يتحرك لإطفاء هذه الحرائق الاجتماعية، أو لاستدراك اشتعالها، ربما ما يزال البعض منهم يراهن على صبر الناس وتحملهم، أو أنه لا حلول لديه، فيما آخرون مرعوبون من اتخاذ ما يلزم من قرارات، يا سادة: تحركوا على الفور، فبلدنا أمانة بأعناقكم، لا تستهينوا بهذه الصرخات والاعتصامات، قديما قيل:” إذا سافر الفقر لبلد، قال له الكفر خذني معك”.
(الغد)
لاحظ أنني استخدمت ” العيش الكريم ” لأشير لمسألتين مترابطتين في أذهان الأردنيين هما الحياة والكرامة معا، فالفقر، حتى وإن وصل لحد الجوع، لا يفقد الناس كرامتهم، وإنما يولد فيهم المزيد من القهر والغضب، خاصة حين تختل موازين العدالة.
لاحظ، ثانيا، أن معادلة نفاد الصبر لدى الناس، لا سيما الشباب، والعجز عن إيجاد الحلول لدى مؤسسات الدولة، بدأت تجد قنوات للتصريف من خلال الاعتصامات والمناشدات، لكنها حين تتفاعل عناصرها أكثر جراء فقدان الأمل، ستنفجر بوجوهنا، لا يمكن لأحد أن يحدد موعد هذه اللحظة، لكن المؤكد أنها ستكون عند نقطة يشعر فيها هؤلاء أن الخسارة تساوي صفرا.
لدي عشرات النماذج يمكن أن أدرجها في سياق محنة “العيش الكريم” التي تصاعدت في بلدنا، ولدى القراء الأعزاء أكثر من ذلك، لكن ما استفزني، حد الغضب، أن تصل مؤسسات عريقة أسست لذاكرة الدولة وشكلت ذراعا وصوتا وحارسا لها، لهذه النتيجة المؤسفة، هذا يعني أن بلدنا ليس بخير، وأن الكارثة التي تواجهنا أصعب مما نتصور، والسؤال هنا لا يتعلق فقط بالعيش الكريم الذي دفع زملاءنا لدب الصوت عاليا، وإنما بمن أوصلنا من المسؤولين لهذه الحالة، ولمصلحة من، ولأي هدف، ثم لم لا يتصرفون لتجاوزها؟
استفزني، أيضا، مشهد المعلمين الذين اعتصموا داخل وزارة التربية ، هؤلاء الذين تم إيقافهم عن العمل أو أحيلوا للضمان والتقاعد المبكر، أمضوا أكثر من عام ونصف بلا رواتب، ثم صدر قرار بإعادتهم لوظائفهم نهاية العام الماضي، لكنه لم ينفذ من قبل الوزارة بالشكل المطلوب، السؤال: لماذا ماطل المسؤولون بحل هذا الملف الاداري والإنساني، ولمصلحة من دفعوا المعلمين للاعتصام، ثم فجأة وعدوهم بالحل القريب، أي عبث هذا الذي يجري باسم” العيش الكريم” في بلد لم يسجل تاريخه انه حارب الأردنيين بأرزاقهم؟
تريدون أن تعرفوا كم نسبة هؤلاء الذين يبحثون عن العيش الكريم، دققوا بنتائج كل استطلاعات الرأي، ستجدون لازمة تتكرر اسمها “الثلثان”، لا يثقون بالدولة، ولا ببعضهم، ولا يشاركون بالانتخابات والعمل العام، ولم يسمعوا عن لجنة التحديث السياسي ولا عن التعديلات الدستورية، باختصار لا يعنيهم أي شيء سوى “العيش الكريم”، ثلثا الأردنيين اذن مشكلتهم مع الدولة والمجتمع هي الفقر والبطالة ولقمة العيش، ومعها كلها الكرامة.
المشكلة الأكبر أن أحدا من المسؤولين لا يتحرك لإطفاء هذه الحرائق الاجتماعية، أو لاستدراك اشتعالها، ربما ما يزال البعض منهم يراهن على صبر الناس وتحملهم، أو أنه لا حلول لديه، فيما آخرون مرعوبون من اتخاذ ما يلزم من قرارات، يا سادة: تحركوا على الفور، فبلدنا أمانة بأعناقكم، لا تستهينوا بهذه الصرخات والاعتصامات، قديما قيل:” إذا سافر الفقر لبلد، قال له الكفر خذني معك”.
(الغد)
نيسان ـ نشر في 2022/02/10 الساعة 00:00