'الفاقد الكهربائي' ..سوط على جيوب المواطنين

نيسان ـ نشر في 2022/02/11 الساعة 00:00
نيسان- فاطمة العفيشات
تأمل الأردنيون ان تصدق شركة الكهرباء وان تنعكس التعرفة الجديدة للكهرباء على فواتيرهم، لكن الحلم شيء والواقع شيء اخر.
مطلع العام الحالي حمل لأردنيين فواتير كهربائية عالية، وبكلف غير مسبوقة.
وصلت بريد نيسان عدد من شكاوى لمواطنين قالوا إن قيمة فواتيرهم للشهر الاول من العام الحالي تراوحت بين 200-300 دينار أردني, مؤكدين انه يفوق استهلاكهم.
بالنسبة لمنتصر كمال بلغت الزيادة على فاتورته الشهرية 320 دينارا أردنيا. هو يؤكد لـ"نيسان" أنه وعائلته لم يستخدموا أجهزة كهربائية غير المعتادة.
واعتبر فاتورته الجديدة مبالغا فيها الى درجة تفوق قدرته المالية؛ ما دعاه لتركيب جهاز على عداد الكهرباء الخاص بمنزله لمدة أسبوع لمعرفة سبب الزيادة غير المبررة، لكنه لم يصل لنتيجة، حول أسباب الرفع على فاتورته.
لم يكن حال السيدة إيمان القطامين أفضل منه, فهي وعائلتها تفاجأوا بإرتفاع قيمة فاتورة الكهرباء بزيادة بلغت 200 دينار.
القطامين تؤكد ان استهلاكها لم يتغير عن الاشهر السابقة، لكن المتغير بالنسبة لها هو القيمة.

حذيفة العجارمة اشتكى هو الآخر من الزيادة , وقال بأنه اعتاد على استقبال فاتورة الكهرباء بمبلغ محصور بين 30-40 دينارا, إلا أن الفاتورة الأخيرة التي وصلته بشهر يناير الماضي كانون الثاني قيمتها 286 دينارا, مؤكداً أن لا تغيير على استهلاكه، ولم يضف أجهزة كهربائية جديدة في منزله، فمن أين جاءت كل هذه الزيادة، يسال العجارمة.
رامي العيسى , محمد الحجايا, محمد الخطيب, وآخرون, جميعهم قالوا في شكواهم لـ"نيسان" أن قيمة فاتورة الكهرباء التي وصلتهم الشهر الماضي زادت ما بين 50 دينارا إلى 100.
وزارة الطاقة وهيئة تنظيم الطاقة
"نيسان تواصلت مع وزارة الطاقة والثروة المعدنية للحصول على تبربرات حول الزيادة على فاتورة الكهرباء المنزلية, والتي أكدت على لسان الناطق الإعلامي باسمها أن هيئة تنظيم الطاقة هي المسؤولة عن فواتير الكهرباء المنزلية وقضاياها, كما أعادوا ارسال بيان لنا أرسلته الهيئة لـ"نيسان" واكتفوا بأنه توضيح عن موضوع زيادة قيمة فاتورة الكهرباء.
الهيئة كشفت لـ"نيسان" أن عدد الشكاوى التي وردتها من المواطنين عن إرتفاع قيمة فاتورة الكهرباء حتى مساء الأربعاء لم تتجاوز الخمس شكاوي.
وفي البيان الصادر عن هيئة تنظيم الطاقة والمعادن الأردنية , أوضحت الهيئة أن ارتفاع قيم فواتير الكهرباء مرده زيادة الاستهلاك.
ونفت بتصريحات منسوبة إلى رئيس مجلس مفوضي الهيئة الدكتور حسين اللبون وجود أي ارتفاع على أسعار الكهرباء مؤخرا، وأن العمل ما زال جاريا بالتعرفة الكهربائية المطبقة على القطاع المنزلي منذ عام 2015.
وذكرت في بيانها أن ارتفاع قيم الفواتير ناجم عن زيادة استهلاك الكهرباء في فصل الشتاء الحالي الذي سجل أعلى حمل كهربائي في تاريخ المملكة وبلغ ٤٠١٠ ميجاواط.
في التصريحات ذاتها المنسوبة للدكتور اللبون, ذكر أن الشكاوى من ارتفاع فواتير الكهرباء في الأشهر التي تزيد أو تنخفض فيها درجات الحرارة بشكل ملموس خلال فصلي الصيف والشتاء باتت أمرا متكررا في كل عام، نتيجة انتقال كمية الاستهلاك إلى شريحة التعرفة الأعلى.
اللبون قال أيضا أن الهيئة ومن خلال الضابطة العدلية الممنوحة لها بموجب القانون والحملات الرقابية التي تنفذها على شركات الكهرباء تتابع التزام الشركات بإصدار فواتير الكهرباء في موعدها الشهري وفقا للتعليمات المعتمدة من الهيئة والتي عالجت أي تأخر أو تقديم في موعد قراءة العداد من قبل الجباة.
أما عن الفاقد الكهربائي فأكد أن قيمة الفواتير تحدد حسب كمية الاستهلاك وأسعار التعرفة الكهربائية. وأن كمية استهلاك الكهرباء المقاسة في العداد تقرأ حسب الكمية لما بعد العداد, مشيرا الى ان الهيئة تتأكد وتتابع بان مستوى الجهد الكهربائي على شبكة الكهرباء ضمن الحدود المسموح بها حسب الكودات الفنية والمواصفة القياسية الاردنية.
وختم البيان بأن عداد قياس كميات الطاقة الكهربائية يسجل كمية الطاقة الكهربائية المستهلكة.
خبير الطاقة عامر الشوبكي
يشير خبير الطاقة المهندس عامر الشوبكي أن المواطن الأردني يدفع 20% من قيمة فاتورته بدلا لفاقد الكهرباء الناتج عن سرقات الكهرباء أو الفاقد الفني نتيجة اهتراء الشبكات والماسات الكهربائية .
تقرير حالة البلاد لعام 2019 أظهر أنه من غير المنصف ولا المقبول أن يدفع المواطن الملتزم بتسديد قيم فواتير الكهرباء الفاقد الكهربائي وتحمله ذلك, وأن الفاقد في الأردن أعلى من الحدود المسموح بها دوليا والتي تنحصر من 1-4% , والمواطن يتحمل نسبة 20% في فصل الشتاء و 14% في فصل الصيف(وفق تصريحات الشوبكي لنيسان).
الشوبكي استذكر مطلع العام 2020 والزيادة الكبيرة التي حصلت أيضا على قيمة فاتورة الكهرباء للإشتراكات المنزلية, حيث شكلت الحكومة حينها لجنة من ديوان المحاسبة ومجلس النواب , حيث خلصت إلى إلزام شركة الكهرباء تخفيض قيمة الفواتير للمواطنين ومساواتها بمتوسط الأسعار للسنة كاملة.
يتوقع الخبير أيضا أن أخطاء بالعدادات الكهرباية أو تلاعبا هي ما سببت تلك الزيادة , منوهاً أن الأمر بحاجة للدراسة والبحث لإثبات الخلل, وهو ما طلبه الشوبكي عام 2020 من الحكومة لإجراء دراسة على الشبكة الكهربائية بالأردن من خلال استعانته بشركة فنية على نفقته الخاصة, إلا أن الطلب قوبل بالرفض.
بالنسبة للشوبكي فإن التصريحات الحكومية كانت تتحدث عن انخفاض قيمة فاتورة الكهرباء للمواطنين ما بعد العام 2020 سواء من الطاقة المتجددة أم استيراد الغاز من "إيرائيل", وغيرها, لم تنعكس إلا سلبا على المواطن الذي لم يلمس أي انخفاض على قيمة فاتورة الكهرباء.
لجنة الطاقة النيابية
رئيس لجنة الطاقة النيلبية المهندس فراس السواعير أوضح أن اللجنة اتخذت عدة اجراءات أولها تحريك حماية المستهلك في وزارة الصناعة والتجارة وتحريكهم لمتابعة الزيادة على قيمة فاتورة الكهرباء , بالإضافة لمباحثات مع شركة الكهرباء حول القضية.
السواعير يوضح أن كمية استهلاك المواطن للكهرباء إن تطابقت مع عدد الكيلو واط وقراءة العداد فهذا يدل على عدم وجود خلل أو مشكلة في قيمة فاتورة الكهرباء خلافا لمن تختلف قيمة الإستهلاك في الفاتورة مع قراءة العداد, والتي تشهد ارتفاعا بين شهري كانون الأول والثاني/ دسمبر ويناير نظرا لبرودتهما وبدء "المربعانية".
يزيد بأن اللجنة طلبت من شركة الكهرباء عمل جولات على المحافظات والمناول التي شهدت ارتفاعا كبيرا على قيمة الفاتورة للشهر الماضي, مؤكدا تعويض المواطنين بخصم قيمة الزيادة أو تدوير المبلغ المدفوع في حال التسديد.
وختم السواعيرلـ"نيسان" أن لجنة الطاقة النيابية تنتظر ردا خطيا من هيئة تنظيم قطاع الطاقة على استجوابها عن آلية دفع المواطنين للفاقد الكهربائي.
أما أستاذ هندسة الكهرباء محمد الزعبي فعلق على زيادة قيمة فاتورة الإشتراك المنزلي خلال لقاء تلفزيوني؛ أن الموضوع هو المطروح على الساحة منذ ما يزيد عن شهر، ويتكرر في كل عام في الأردن وهناك العديد من الجوانب المهمة، أبرزها أشهر الشتاء التي تتميز بالبرودة وبالتالي فإن هناك استهلاك حقيقي للكهرباء ولساعات طويلة من الليل وهناك كمية استجرار عالية.
الزعبي لفت أن هناك دراسة أجريت في هولندا وجدت أن 47 ألف عداد صنعت بين 2004 و2014، كان يتواجد فيها خطأ في القياس يصل إلى خمسة أضعاف القراءة الحقيقية, داعيا إلى إجراء مثل تلك الدراسة للعدادات خاصة أن العديد منها مر عليها سنوات كثيرة.
    نيسان ـ نشر في 2022/02/11 الساعة 00:00