نجل الشهيد معاذ الحويطات يختصر حكاية الأردن بسخرية

نيسان ـ نشر في 2022/02/15 الساعة 00:00
إبراهيم قبيلات...نجل معاذ الحويطات يشتكي، هذا نجل شهيد يا حكومة بشر الخصاونة.
دعوكم من الورق وتصريحاتها، والكلام الرسمي وتوسعه في العطايا، فهنا ابن شهيد لم يجد إلا في السخرية طريقاً يحتج فيها على تركه وعائلته وحيدين بمواجهة قسوة حكومات الأردن؛ عقب أن أقدم أبوهم روحه فداء لنا ولبلادنا، وهنا تبدأ المشكلة.
ابن العاشرة فيما أظن يقول ما عجز ابن الثمانين عن قوله، أبهذه الطريقة نجعل الرجال يطمئنون ان من ورائهم نحن، وأنهم إذا ما استشهدوا سيعيش أبناؤهم بكرامة؟ أهكذا نبني الأردن ونحصنه يا أبناء الحلال؟
اليوم باتت (نحن) تعني الخذلان، تعني أننا نسلم الرايات لأبنائنا من بعدنا، رايات الفقد والحرمان فيما يتنعم المسؤولون وأبناؤهم بخيرات البلاد نهباً واختلاساً.
لعل أصدق جملة نقولها الآن بعد أن وصلتنا صرخة نجل المقدم الشهيد معاذ الحويطات "انج سعد فقط هلك سعيد. أهذه هي المحصلة التي يراد لنا فهمها!
بمنتهى السخرية والكوميدياء السوداء، يقول الفارس الحويطي معاذ: أريد أن أنقل شكري للمسؤولين، فقد أمنوا لي أحلى حياة، ولا ينقصني أي شيء نهائيا.
كنت أتمنى أن تكون رسالته حقيقية فعندها لنقول لرجال الحدود امضوا ونحن من خلفكم طوق عزة لأبنائكم ولأسركم، لكنه قالها ساخراً ومضى لفقده.
يضيف صقر الجنوب ونسلها، وكما ترون، مسؤول يأتي ليطمئن على أحوالنا ومسؤول يغادر، اما الهاتف فجرسه لا يهدأ لكثرة اطمئنان المسؤولين على احوال اسرتنا.
وهذا المفروض، لكن كله كذب بكذب، هم قصروا معنا، بل أكثر من التقصير.
مقدم بكامل هيبته العسكرية وصدقه ومروءته، يكافئه الأردن على سخائه ورجولته بأن يمنح أسرته 350 ديناراً، راتب شهيد ؟ ماذا نفعل بهذا المبلغ يا كرام؟
حاولنا الاتصال بالمسؤولين، فيعدون ويعدون ثم لا يعودون يستقبلون اتصالاتنا.
نجل معاذ الحويطات يشتكي، هذا نجل شهيد تركناه وحيداً في وحشة الدنيا.
المفزع أننا ندرك ان الأسر الاردنية اليوم غطّست في بيئة أفقروها وجعلوها معدمة، فصارت كلها تعاني؛ ما أضعف التكافل الاجتماعي بين الناس وصاروا مشاريع متسولين برعاية رسمية.
زمان كان التكافل الاجتماعي يغطي عيوب الدولة، فتعيش الناس، اما اليوم فالكل يقول: لا تشكي لي ببكي لك، فما الحل بمسؤولين يذهبون بنا الى السحيق.
    نيسان ـ نشر في 2022/02/15 الساعة 00:00