وقاحة التعاطف الغربي مع أوكرانيا..

لقمان اسكندر
نيسان ـ نشر في 2022/02/28 الساعة 00:00
لقمان إسكندر
ليسوا عراقيين ولا أفغانا ولا سوريين. هذه أوكرانيا يا بوتين.
هو خطاب بدأ بالظهور جليا سواء من داخل أوكرانيا او على لسان الأوروبيين والأمريكان.
بالطبع هذا لن يمنعنا من التعاطف الكامل مع الشعب الاوكراني.
بل نحن الاحق في ان نكون في مقدمة المتعاطفين فما نعترض له من روسيا وامريكا والأوروبيين يدفعنا الى ان نكون على رأس الجبهة الرافضة للارهاب الروسي.
على ان بين يدينا من المعطيات والحقائق ما تدفعنا لأن نشعر بالاشمئزاز من وقاحة اللسان الغربي.
الغربي الذي يدفع المليارات من اجل ضمان بقاء مجتمعاتنا بلا ديمقراطيات. فيما تشارك جيوشها في العراق وسوريا وليبيا بأبشع أنواع الإبادة الجماعية والإرهاب المنظم للدول، هو نفس الغربي الذي يتهمنا اليوم بالتخلف.
يقول السياسي الاوكراني ديفيد ساكفارليدزي في مقابلة: هذا مؤثر للغاية بالنسبة إليَّ، لأنني أرى أوروبيين بعيون زرقاء وشعر أشقر يُقتلون .. هذه المقولة ليست غريبة على ما يسمعه الناس في الغرب على لسان سياسييهم واعلامييهم اليوم. مداخلات على قنوات غربية تثير الاشمئزاز بمقارنتها الضحايا الأوكرانيين بضحايانا نحن المسلمين".
برغم تعاطفها صدمت الشعوب العربية والإسلامية من وقاحة التعاطف الأوروبي مع أوكرانيا.
"هذه ليست أفغانستان ولا العراق ولا سوريا.. انهم يقتلون أناسا مثلنا تماما".
بالطبع يتعرض الشعب الاوكراني للإرهاب الروسي كما يتعرض له وأكثر منه الشعب السوري، سوى ان الفرق ان السوريين يتعرضون للإرهاب من كل الجهات، وباتت ارضهم مسرحا لكل إرهاب العالم.
هذا الموقف لا يتعلق بازدواجية المعايير على الاطلاق. فالأوروبي وان كان يتجمّل بالحقوق والحريات والتصريحات الملونة، فهو يرانا الاخر. وفي احسن الأحوال يتعاطف معنا بصفتنا جنسا بشريا اقل من صنفه.
هذا ما رآه لاعب فريق أرضروم سبورت التركي، أيكوت دمير عندما رفض ارتداء قميص "لا للحرب" مثل جميع لاعبي فريقه ونظرائهم من فريق أنقرة غوتشو، قبل مباراتهم التي عقدت في مدينة أرضروم ضمن مسابقة الدوري التركي لكرة القدم.
قائد فريق أرضروم سبورت أيكوت دمير قال إن هناك الكثير من الحروب من منطقة الشرق الأوسط، ولم تهتم أي دولة أو منظمة بإبداء التضامن مع شعوبها المنكوبة؛ ولا رفضاً للجرائم التي حدثت في هذه المنطقة.
أليس قوله وجيها؟
ما زلت اتعاطف مع الاوكرانيين، واعتقد ان الإرهاب الروسي عليه ان يتوقف ضد السوريين أولا والأوكرانيين كذلك. لكن ذلك لا يجعلني أعمى عن ثقافة غربية ترى في قتل أبناء شعبي أمرا طبيعيا.
    نيسان ـ نشر في 2022/02/28 الساعة 00:00