لا خيار الا السلام
نيسان ـ نشر في 2022/03/06 الساعة 00:00
الأجدر بنا هنا أن نحاول قراءة الصفحة الاخيرة من ملف الأزمة الدموية ( الروسية – الاوكرانية ) التي بدأت رسميا بالتحرك بتاريخ 24 شباط المنصرم من هذا العام 2022 دفاعا عن الأمن القومي الروسي و عن امتداد شعوب روسيا في اقليمي ( الدونباس و لوغانسك) , و بعد ثماني سنوات من تطاول ( كييف ) و التيار البنديري النازي في داخلها على بسطاء اقليمي شرق اوكرانيا و التسبب في مقتل حوالي 14 الفا منهما , و مكوث غيرهم في الملاجيء , و هي الصورة التي يرفض الغرب التحديق بها خاصة أمريكا – بايدن و بريطانيا – جونسون , و الواجب أن تحدثنا عن السلام المقبل بين الدولتين الجارتين و الشعبين الشقيقين و تاريخهما الواحد , بعدما وصلت الأمور بينهما لمرحلة كسر العظم و اسالة الدماء وسط حرب اعلامية شرقية و غربية مبرمجة و هادفة , و الخاسر الوحيد في الحرب الدائرة و معها الأعلامية بطبيعة الحال هو الأنسان ,و المنتصر حتما هو الموقف الروسي القومي , خاصة بعد التصريحات النارية للرئيسين الأمريكي جوبايدن و الروسي فلاديمير بوتين , فلقد صرح بداية الأزمة - بايدن - متسرعا , معلقا على الحدث الروسي - الأوكراني ( إما العقوبات أو الخيارالنووي !!) , و رد عليه بوتين قائلا ( لقد أمرت وزير دفاعي سيرجي شايغو برفع جاهزية ترسانتنا النووية!! ) , و في مكان اخر و صف بوتين الغرب بإمبراطورية الكذب - ردا على حماسهم في توجيه عقوبات اقتصادية و مالية كبيرة على بلاده روسيا و في مقدمتها نظام ( سويفت ) الذي ستواجهه روسيا بنظام ( مير ) المالي , ومثلما لأمريكا قائدة الغرب و حلف ( الناتو ) العسكري حلفاء في العالم تحركهم بالريموت كونترول وسط الأزمات و على مقاسها , لروسيا الأتحادية حلفاء يشملون المنظومة السوفيتية السابقة تحت مظلة ( منظومة الأمن الجماعي ) , التي تشكلت في العاصمة موسكو عام 2002 , و ابعد من ذلك .
و الغريب في الزمن الضائع الذي يسبق صفحة السلام المرتقبة , هو بأن الغرب بقيادة أمريكا غير راغب بتفهم الخطوة الوقائية الاضطرارية العسكرية تجاه شرق أوكرانيا , و التي اعدت مسبقا و على نار هادئة , و بإمكاني وصفها هنا بالخطة ( ب ) , و من الممكن ملاحظة درجات العداء لروسيا وسط الغرب ممثلة ب- ( أمريكا و بريطانيا في المرتبة الأولى ) , و هو الغرب المتأثر بدعاية اعلامية ذات علاقة مباشرة بالحرب الباردة و سباق التسلح التي تتقدمها دعاية الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي و الذي رغب بالظهور أمام الغرب على أنه المسكين , بينما يعمل و نخبته السياسية من الجناح البنديري المتطرف , ومن وسط مكان تواجده الامن في ( كييف ) على تحريض الغرب و دول العالم , و حتى ( اسرائيل ) على روسيا متناسيا التاريخ المشترك بين بلاده أوكرانيا و روسيا الأتحادية , و هدير ماكنة الاعلام و الاعلام المضاد يتصاعد . فمن بدأ الحرب على أوكرانيا فعلا ؟ ومن بدأ السلام و يصر على ترجمته الى واقع ؟ دعونا بموضوعية نتأمل معا .
لقد بدأ حراك التيار الأوكراني البنديري المتطرف و المحسوب على النازية الهتلرية في عمق الحرب العالمية الثانية 1941 1945 برصد ما يروق له من التاريخ السوفيتي العميق مبكرا مثل موقفه من مجاعة ثلاثينيات و اربعينيات القرن الماضي على انها استهدفت الأوكران فقط , و بأن السوفييت هم من بدأو الحرب على أودولف هتلر , و قبله على نابليون عام 1812 من قبل القيصيرية الروسية , بينما جذور ( الفوبيا الروسية ) تعود للقرن الخامس عشر تماما كما ذكر لنا ذلك النائب الروسي - رئيس صندوق " روسكي – مير " في موسكو ( فيجيسلاف نيكانوف . و الصفحة الثانية من الحدث الأوكراني بدأت بتحريك ( الميدان ) وسط العاصمة ( كييف ) قبل و أثناء عام 2014 , و بالتعاون مع أمريكا التي حملت اهدافا استراتيجية بعيدة المدى وسط أوكرانيا لمماحكة روسيا عبر نقل اسلحتها الثقيلة الى هناك ,و تشجيع أوكرانيا على انتاج قنبلتها النووية ,و قصف روسيا حاليا لمحطتي ( جيرنوبل و زاباروجا ) النوويتين في أوكرانيا إجابة واضحة على رسائل الغرب الأمريكي و التطرف الأوكراني الدفين في مجال انتاج السلاح النووي المهدد لأمن روسيا الأتحادية تحديدا , و هي التي اثبتت بأنها لهم بالمرصاد . وتصريح حديث لوزير خارجية روسيا سيرجي لافروف يؤكد بأن عملية بلاده العسكرية ستبقى مستمرة لتحقيق أهدافها الدقيقة حتى بعد توقيع السلام مع ( كييف ) , و شروط موسكو الكبيرة واضحة و في مقدمتها ( الاعتراف بالقرم ,و الوسطية السياسية , و اجتثاث التيار البنديري النازي , و عدم التطاول على شرق أوكرانيا ), و بأنها لا تستهدف أوكرانيا الدولة , و لا شعبها , و لا تقصد الاهانة الوطنية , و انما ما يهدد امن روسيا داخل اوكرانيا .
وتحقق لهم انقلاب عام 2014 , و الذي هدف الى اجتثاث العلاقات الأوكرانية - الروسية من جذورها , و ادارة الظهر بالكامل لروسيا , و التوجه لأوروبا و للأتحاد الأوروبي و الذي هو حق لأوكرانيا لا تعترض روسيا عليه , و بعدها التوجه للإستقواء بحلف ( الناتو ) العسكري والانضمام اليه , و هو الذي لا تقبل به روسيا حفاظا على امنها القومي بحكم حالة الجوار بين أوكرانيا و روسيا , و هو الأمر الذي دفع بروسيا لسحب اقليم ( القرم ) من السيادة الأوكرانية ليصبح روسيا بالكامل , وفقا لمجريات تاريخة منذ الحرب الروسية على الدولة العثمانية و الانتصار فيها في عهد الامبراطورة يكيتارينا الثانية عام 1853 , و هو الذي حركه الزعيم السوفيتي نيكيتا خرتشوف عام 1954 صوب أوكرانيا لسبب مائي , و لكونه ينحدر شخصيا من اصول أوكرانية , و بقي في عهدة أوكرانيا ( 60) عاما مخترقا حالة التحول من السوفيتي الى الروسي عام 1991 , و بقي كذلك حتى تاريخ الإنقلاب الأمريكي – الأوكراني عام 2014 , و هو الذي
استهدف الانقضاض على سيادة روسيا , مما دفعها لإعادته عبر صناديق الاقتراع و بنسبة مئوية و صلت الى 95% , و عملت على اعادة بناءه بعدما أن كان مهجورا من دون بنية تحتية لازمة لمستواه السياحي , ولا ننسى بأن الاسطول الروسي النووي يرسوا في مينائه بمكانه الإستراتيجي , و ما نسبته 58 % من سكانه هم من الروس الى جانب 24% من الاوكران , و أكثر من 12% تتار , و غيرهم . وومنذ ذلك الوقت وعلى مدى ثماني سنوات و الجيش الأوكراني و المليشيات المتطرفة الاوكرانية تقصف شرق أوكرانيا حيث ( الدونباس و لوغانسك ) , في المناطق التي يسكن فيها حوالي نصف مليون روسي و ثلاثة و نصف مليون ناطق بالروسية , و معظمهم يسكنون الملاجيء , ومنهم من هاجر الى وسط روسيا . و هاهي الصحفية الحربية الفرنسية من قناة سي نيوز ( لور بونيل ) بثت مادتها الاعلامية بتاريخ 1 03 2022 من دانيتسك مباشرة , و شاهدت بأم عينها كيف يعمل الجيش الأوكراني على قصف شعب بلاده أوكرانيا شرقا .و النائب الأوكراني إيليا كيا طالب زيلينسكي بالأستقالة , و الرئيس بوتين يعلن الشهيد الداغستناني العسكري الشاب نور محمدوف بطلا للمعركة ومن أبطال روسيا .
وهكذا و بعد توجه الاقليمين بطلب من موسكو للإعتراف بإستقلالهما في اطار الحكم الذاتي و السيادة الأوكرانية , قرر الرئيس بوتين و بعد التشاور مع كبار المسؤولين في بلاده الاعتراف بهما , و الدفاع عنهما ,بعدالإرتكاز على معاهدة الصداقة و التعاون و منه الدفاعي العسكري , و على المادة 51 7 في الأمم المتحدة , قرر ادخال جيشه (الأحمر ) في عملية خاصة تنتهي بعد تنفيذ المهام العسكرية الموكلة اليها , وقد تستمر حتى بعد توقيع السلام مع أوكرانيا كما ذكرت هنا اعلاه , و هي لا تشمل المساس بالمدنيين ,و لا حتى بالأسرى الاوكران من العسكريين , و لا بالمناطق المدنية الامنة , مع ترك ممرات امنة للمحاربين الاوكران من افراد الجيش الاوكراني , ما عدا المليشيات المتطرفة بطبيعة الحال , و اعلان موسكو عن مقتل قرابة 14 الف قتيل من سكان شرق اوكرانيا , و هو الذي لا يرغب الغرب الأمريكي سماعه , و هو المتربص بروسيا , و الراغب بتنفيذ عقوبات اقتصادية عليها تحت أي ظرف , و التلويح بالخيار النووي ,و الذي هو ضرب من الجنون , و يجري تحت تصفيق رموز الغرب ,و بدلا من الدعوة للحوار و السلام . وكل دولة تشارك في العقوبات على روسيا , أو ترسل اسلحة لغرب أوكرانيا , انما هي راغبة بإستمرار الحرب و سط أهمية ديمومة الحرب الباردة و سباق التسلح بالنسبة لهم . و اقولها دائما لو أن العلم يثبت يوما بأن الحياة ممكنة فوق الاجرام الكونية المجاورة لكرتنا الأرضية لأصبح الغرب الأمريكي أكثر عدوانية , و لرفع صوت تهديده بالنووي أكثر و عاليا , لكننا نقول دائما - الحمد لله - أن روسيا الأتحادية حاضرة بقوتها فوق النووية لردع أيه دولة تراهن على حرب نووية مدمرة للبشرية و الحضارات .
و روسيا الأتحادية لمن لا يعرف و انا هنا اتحدث بموضوعية و اتمنى السلام بينها و بين غرب أوكرانيا و مع الغرب الأمريكي قاطبة , هي من دعت للحوار مبكرا مع ( كييف ) , و دعت رئيسها زيلينسكي للجلوس معها على طاولة الحوار في (موسكو) لترتيب الحوار مع شرق اوكرانيا و فقا لإتفاقية ( مينسك ) لعام 2015 , و مع موسكو للعودة بأوكرانيا الى حياة طبيعية وسطية غير منحازة وبطريقة سرابية للغرب و لحلف ( الناتو ) الذي لن تستطيع دخوله لعدة اسباب ذات علاقة بسيادة روسيا و لعدم استقراها , و هو أي ( الناتو) لن يصوت على قبولها يوما , و اكتشفت أوكرانيا مؤخرا ومن وسط الاسباب التي ذكرتها هنا و تمكنت من خلالها لجر روسيا لحرب معها , بأنها وحيدة في حربها , رغم ادعاء الغرب و بكائه على سيادتها , و رغم تزويدها بالأسلحة و المال , و رغم توجية حزمة من العقوبات غير المبررة لروسيا . و لم يكن الرئيس الأوكراني زيلينسكي موفقا بحديثه من ملجئه الامن عندما قال , بأنه ( كيف ) سيحاور الرئيس بوتين على طريقة الرئيس الفرنسي ماكرون من خلف طاولة مساحتها واسعة , غافلا وجود بروتوكول طبي في ظرف كورونا في قصر الكرملين لاستقبال رؤساء العالم , و لو بقي زيلينسكي في منزله لما استهدفه الجيش الروسي , وفي المقابل نلاحظ كيف أن الوفد الأوكراني المفاوض في جولته الثانية في منطقة (جومل ) البيلاروسية دخل القاعة و صافح الوفد الروسي حسب تعليمات اللقاء , و هو مؤشر على قبول السلام . وكما يقول السلافيون انفسهم ( سلام ضعيف خير من حرب مدمرة ) و غياب توازن القوة العسكرية بين غرب أوكرانيا و روسيا واضحة , وبالنسبة لروسيا ليست حربها التي تطمح اليها , و لديها مقدرة على مواجهة ( الناتو ) مجتمعا . و في الختام لا صوت يمكن أن يعلو على صوت السلام و التنمية الشاملة خدمة للبشرية جمعاء , و العالم بيتنا جميعا , و أجمل ما فيه هو الانسان .
و الغريب في الزمن الضائع الذي يسبق صفحة السلام المرتقبة , هو بأن الغرب بقيادة أمريكا غير راغب بتفهم الخطوة الوقائية الاضطرارية العسكرية تجاه شرق أوكرانيا , و التي اعدت مسبقا و على نار هادئة , و بإمكاني وصفها هنا بالخطة ( ب ) , و من الممكن ملاحظة درجات العداء لروسيا وسط الغرب ممثلة ب- ( أمريكا و بريطانيا في المرتبة الأولى ) , و هو الغرب المتأثر بدعاية اعلامية ذات علاقة مباشرة بالحرب الباردة و سباق التسلح التي تتقدمها دعاية الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي و الذي رغب بالظهور أمام الغرب على أنه المسكين , بينما يعمل و نخبته السياسية من الجناح البنديري المتطرف , ومن وسط مكان تواجده الامن في ( كييف ) على تحريض الغرب و دول العالم , و حتى ( اسرائيل ) على روسيا متناسيا التاريخ المشترك بين بلاده أوكرانيا و روسيا الأتحادية , و هدير ماكنة الاعلام و الاعلام المضاد يتصاعد . فمن بدأ الحرب على أوكرانيا فعلا ؟ ومن بدأ السلام و يصر على ترجمته الى واقع ؟ دعونا بموضوعية نتأمل معا .
لقد بدأ حراك التيار الأوكراني البنديري المتطرف و المحسوب على النازية الهتلرية في عمق الحرب العالمية الثانية 1941 1945 برصد ما يروق له من التاريخ السوفيتي العميق مبكرا مثل موقفه من مجاعة ثلاثينيات و اربعينيات القرن الماضي على انها استهدفت الأوكران فقط , و بأن السوفييت هم من بدأو الحرب على أودولف هتلر , و قبله على نابليون عام 1812 من قبل القيصيرية الروسية , بينما جذور ( الفوبيا الروسية ) تعود للقرن الخامس عشر تماما كما ذكر لنا ذلك النائب الروسي - رئيس صندوق " روسكي – مير " في موسكو ( فيجيسلاف نيكانوف . و الصفحة الثانية من الحدث الأوكراني بدأت بتحريك ( الميدان ) وسط العاصمة ( كييف ) قبل و أثناء عام 2014 , و بالتعاون مع أمريكا التي حملت اهدافا استراتيجية بعيدة المدى وسط أوكرانيا لمماحكة روسيا عبر نقل اسلحتها الثقيلة الى هناك ,و تشجيع أوكرانيا على انتاج قنبلتها النووية ,و قصف روسيا حاليا لمحطتي ( جيرنوبل و زاباروجا ) النوويتين في أوكرانيا إجابة واضحة على رسائل الغرب الأمريكي و التطرف الأوكراني الدفين في مجال انتاج السلاح النووي المهدد لأمن روسيا الأتحادية تحديدا , و هي التي اثبتت بأنها لهم بالمرصاد . وتصريح حديث لوزير خارجية روسيا سيرجي لافروف يؤكد بأن عملية بلاده العسكرية ستبقى مستمرة لتحقيق أهدافها الدقيقة حتى بعد توقيع السلام مع ( كييف ) , و شروط موسكو الكبيرة واضحة و في مقدمتها ( الاعتراف بالقرم ,و الوسطية السياسية , و اجتثاث التيار البنديري النازي , و عدم التطاول على شرق أوكرانيا ), و بأنها لا تستهدف أوكرانيا الدولة , و لا شعبها , و لا تقصد الاهانة الوطنية , و انما ما يهدد امن روسيا داخل اوكرانيا .
وتحقق لهم انقلاب عام 2014 , و الذي هدف الى اجتثاث العلاقات الأوكرانية - الروسية من جذورها , و ادارة الظهر بالكامل لروسيا , و التوجه لأوروبا و للأتحاد الأوروبي و الذي هو حق لأوكرانيا لا تعترض روسيا عليه , و بعدها التوجه للإستقواء بحلف ( الناتو ) العسكري والانضمام اليه , و هو الذي لا تقبل به روسيا حفاظا على امنها القومي بحكم حالة الجوار بين أوكرانيا و روسيا , و هو الأمر الذي دفع بروسيا لسحب اقليم ( القرم ) من السيادة الأوكرانية ليصبح روسيا بالكامل , وفقا لمجريات تاريخة منذ الحرب الروسية على الدولة العثمانية و الانتصار فيها في عهد الامبراطورة يكيتارينا الثانية عام 1853 , و هو الذي حركه الزعيم السوفيتي نيكيتا خرتشوف عام 1954 صوب أوكرانيا لسبب مائي , و لكونه ينحدر شخصيا من اصول أوكرانية , و بقي في عهدة أوكرانيا ( 60) عاما مخترقا حالة التحول من السوفيتي الى الروسي عام 1991 , و بقي كذلك حتى تاريخ الإنقلاب الأمريكي – الأوكراني عام 2014 , و هو الذي
استهدف الانقضاض على سيادة روسيا , مما دفعها لإعادته عبر صناديق الاقتراع و بنسبة مئوية و صلت الى 95% , و عملت على اعادة بناءه بعدما أن كان مهجورا من دون بنية تحتية لازمة لمستواه السياحي , ولا ننسى بأن الاسطول الروسي النووي يرسوا في مينائه بمكانه الإستراتيجي , و ما نسبته 58 % من سكانه هم من الروس الى جانب 24% من الاوكران , و أكثر من 12% تتار , و غيرهم . وومنذ ذلك الوقت وعلى مدى ثماني سنوات و الجيش الأوكراني و المليشيات المتطرفة الاوكرانية تقصف شرق أوكرانيا حيث ( الدونباس و لوغانسك ) , في المناطق التي يسكن فيها حوالي نصف مليون روسي و ثلاثة و نصف مليون ناطق بالروسية , و معظمهم يسكنون الملاجيء , ومنهم من هاجر الى وسط روسيا . و هاهي الصحفية الحربية الفرنسية من قناة سي نيوز ( لور بونيل ) بثت مادتها الاعلامية بتاريخ 1 03 2022 من دانيتسك مباشرة , و شاهدت بأم عينها كيف يعمل الجيش الأوكراني على قصف شعب بلاده أوكرانيا شرقا .و النائب الأوكراني إيليا كيا طالب زيلينسكي بالأستقالة , و الرئيس بوتين يعلن الشهيد الداغستناني العسكري الشاب نور محمدوف بطلا للمعركة ومن أبطال روسيا .
وهكذا و بعد توجه الاقليمين بطلب من موسكو للإعتراف بإستقلالهما في اطار الحكم الذاتي و السيادة الأوكرانية , قرر الرئيس بوتين و بعد التشاور مع كبار المسؤولين في بلاده الاعتراف بهما , و الدفاع عنهما ,بعدالإرتكاز على معاهدة الصداقة و التعاون و منه الدفاعي العسكري , و على المادة 51 7 في الأمم المتحدة , قرر ادخال جيشه (الأحمر ) في عملية خاصة تنتهي بعد تنفيذ المهام العسكرية الموكلة اليها , وقد تستمر حتى بعد توقيع السلام مع أوكرانيا كما ذكرت هنا اعلاه , و هي لا تشمل المساس بالمدنيين ,و لا حتى بالأسرى الاوكران من العسكريين , و لا بالمناطق المدنية الامنة , مع ترك ممرات امنة للمحاربين الاوكران من افراد الجيش الاوكراني , ما عدا المليشيات المتطرفة بطبيعة الحال , و اعلان موسكو عن مقتل قرابة 14 الف قتيل من سكان شرق اوكرانيا , و هو الذي لا يرغب الغرب الأمريكي سماعه , و هو المتربص بروسيا , و الراغب بتنفيذ عقوبات اقتصادية عليها تحت أي ظرف , و التلويح بالخيار النووي ,و الذي هو ضرب من الجنون , و يجري تحت تصفيق رموز الغرب ,و بدلا من الدعوة للحوار و السلام . وكل دولة تشارك في العقوبات على روسيا , أو ترسل اسلحة لغرب أوكرانيا , انما هي راغبة بإستمرار الحرب و سط أهمية ديمومة الحرب الباردة و سباق التسلح بالنسبة لهم . و اقولها دائما لو أن العلم يثبت يوما بأن الحياة ممكنة فوق الاجرام الكونية المجاورة لكرتنا الأرضية لأصبح الغرب الأمريكي أكثر عدوانية , و لرفع صوت تهديده بالنووي أكثر و عاليا , لكننا نقول دائما - الحمد لله - أن روسيا الأتحادية حاضرة بقوتها فوق النووية لردع أيه دولة تراهن على حرب نووية مدمرة للبشرية و الحضارات .
و روسيا الأتحادية لمن لا يعرف و انا هنا اتحدث بموضوعية و اتمنى السلام بينها و بين غرب أوكرانيا و مع الغرب الأمريكي قاطبة , هي من دعت للحوار مبكرا مع ( كييف ) , و دعت رئيسها زيلينسكي للجلوس معها على طاولة الحوار في (موسكو) لترتيب الحوار مع شرق اوكرانيا و فقا لإتفاقية ( مينسك ) لعام 2015 , و مع موسكو للعودة بأوكرانيا الى حياة طبيعية وسطية غير منحازة وبطريقة سرابية للغرب و لحلف ( الناتو ) الذي لن تستطيع دخوله لعدة اسباب ذات علاقة بسيادة روسيا و لعدم استقراها , و هو أي ( الناتو) لن يصوت على قبولها يوما , و اكتشفت أوكرانيا مؤخرا ومن وسط الاسباب التي ذكرتها هنا و تمكنت من خلالها لجر روسيا لحرب معها , بأنها وحيدة في حربها , رغم ادعاء الغرب و بكائه على سيادتها , و رغم تزويدها بالأسلحة و المال , و رغم توجية حزمة من العقوبات غير المبررة لروسيا . و لم يكن الرئيس الأوكراني زيلينسكي موفقا بحديثه من ملجئه الامن عندما قال , بأنه ( كيف ) سيحاور الرئيس بوتين على طريقة الرئيس الفرنسي ماكرون من خلف طاولة مساحتها واسعة , غافلا وجود بروتوكول طبي في ظرف كورونا في قصر الكرملين لاستقبال رؤساء العالم , و لو بقي زيلينسكي في منزله لما استهدفه الجيش الروسي , وفي المقابل نلاحظ كيف أن الوفد الأوكراني المفاوض في جولته الثانية في منطقة (جومل ) البيلاروسية دخل القاعة و صافح الوفد الروسي حسب تعليمات اللقاء , و هو مؤشر على قبول السلام . وكما يقول السلافيون انفسهم ( سلام ضعيف خير من حرب مدمرة ) و غياب توازن القوة العسكرية بين غرب أوكرانيا و روسيا واضحة , وبالنسبة لروسيا ليست حربها التي تطمح اليها , و لديها مقدرة على مواجهة ( الناتو ) مجتمعا . و في الختام لا صوت يمكن أن يعلو على صوت السلام و التنمية الشاملة خدمة للبشرية جمعاء , و العالم بيتنا جميعا , و أجمل ما فيه هو الانسان .
نيسان ـ نشر في 2022/03/06 الساعة 00:00