الخطاب الذي ورط الرئيس الأوكراني
نيسان ـ نشر في 2022/03/23 الساعة 00:00
فولوديمير زيلينسكي ممثل سابق امتهن مواجهة الجمهور وهو يدرك تماماً تأثير الكلمة عليه ويعرف ايضاً طرق إيصالها من خلال وسائل متعددة تبدأ من شاشات التلفزيون ولا تنتهي عند وسائل التواصل الاجتماعي ففي الحرب الدائرة التي تغزو بها روسيا أوكرانيا استطاع هذا الرئيس الشاب أن يخاطب العالم وشعبه وكذلك الروس بشكل بسيط وبكلمات قريبة لكل من مستمعيه فعندما يخاطب شعبه يحرص أن يتواجد في الميدان وعندما يتحدث الى برلمانات العالم يتقمص ثقافة شعب ذلك البرلمان وأدبه وعندما يخاطب الروس يذكرهم في الماضي المشترك ويطرح عليهم السلام و?ي رحلته تلك نجح في أن يكسب الجولة الإعلامية على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكن زيلينسكي كسب أغلب جولاته الخطابية السابقة ونجح في جعل القضية الأوكرانية حاضرة كقضية أولى على اغلب طاولات المحادثات وتمكن ايضاً من جمع كلمة شعبه على كلمة واحدة واستطاع ان يبث من خلال خطاباته روح المقاومة في الشعب الأوكراني، لكن لماذا تعثر وفقد خطابه قوة التأثير عندما وجهه للكنيست في دولة الاحتلال الاسرائيلي ما السر وراء هذه الضجة التي أعقبت خطابه؟ اولاً يجب توضيح الغايات من هذا الخطاب حتى نستطيع أن نرصد أسباب الورطة، فهو في الغالب أراد أن يفند المزاعم الروسية بأن من يحكمون في كييف ليسوا سوى مجموعة من النازيين الجدد ولكي يفند هذا الادعاء عليه أن يوغل في إثبات أنه يهودي وهذا ابتدأ عندما وجه رسالة ليهود العالم كي يتوحدوا لنصرته وللإمعان أكثر في هذه اليهودية كان لزاماً عليه أن يتوجه الى الدولة التي يعتقد أنها معقل اليهودية في العالم (إسرائيل) وسببه الثاني هو الحصول على الدعم السياسي والعسكري، لكنه في غمرة ذلك نسي أو تناسى أنه رئيس دولة أمة وأنه يمثلها ب?ل أطيافها وتحدث كيهودي يعاتب أهله على تخليهم عنه وفي لحظة انسجامه هذه تبنى تماماً خطاب الحركة الصهيونية التي شوهت التاريخ وقلبت الحقائق رأساً على عقب فحول المجني عليه الشعب الفلسطيني إلى جزار غازي ومعتدٍ بمعنى أصح روسيا الآن حسب ما أراد زيلينسكي أما الشعب اليهودي فهو المظلوم والمضطهد والمعُتدى عليه أي أوكرانيا كانت هذه سقطته بالنسبة للفلسطينيين أما سقطته الإسرائيلية فكانت عندما شبه ما تقوم به روسيا الآن بما فعله النازيون ايام المحرقة فقامت الدنيا عليه ولم تقعد في دولة الاحتلال.
إذاً هو لم ينجح في دفع الساسة الإسرائيليين الى الموافقة على مطالبه سواء في ادانة موسكو او دعمه بالاسلحة او السماح للأوكرانيين من غير اليهود باللجوء الى اسرائيل كما أنه لم ينجح في كسب تأييد الرأي العام في دولة الاحتلال بسبب حالة الانقسام بين اليهود الأوكرانيين واليهود الروس وما تتركه الحرب من توتر بينهم، أما لماذا لم ينجح فلأن إسرائيل تقيس موقفها انطلاقاً فقط من مصالحها فهي إن فعلت ستخسر دعم دولة حليفة لها في ملفات عديدة أولها الملف السوري فدولة الاحتلال لا تريد أن تكشف الغطاء عن نفسها هناك بالذات بعد ان تل?ت تهديداً من موسكو بعدم اتخاذها موقفاً غير محايد من الازمة وإلا ستكون النتائج وخيمة عليها كما أن وجود جالية يهودية من كلتا الدولتين يحول دون اتخاذ هكذا موقف، أما بالنسبة للفلسطينيين ورغم وجود سفارة لدولة فلسطين في أوكرانيا لكن كان الغضب وربما القهر هو سيد الموقف فقد وضعهم زيلينسكي في مكانة الجلاد وجردهم من تاريخهم العادل وتناسى أنهم هم من تشتت في مختلف أصقاع الدنيا كل ذلك بسبب غلبة القوة وغياب العدل وتملق الإرادة الدولية حينما قررت أن تحرم شعباً من أرضه لتعطيها لشعب آخر لا يستحقها لأنها ليست له ووجود السيد?زيلينسكي رئيساً ينسف كل ادعاءات المنظمات الصهيونية أن اليهود لا يستطيعون أن يكونوا مواطنين عاديين في دولهم وإلا كيف يستطيعون ان يصبحوا رؤساء، ومع كل ذلك وبغض النظر عن الموقف الشائن للرئيس زيلينسكي تجاه القضية الفلسطينية يجب علينا أن ندين اي غزو لأي دولة لأن الحق واحد لا يتجزأ.
الرأي
إذاً هو لم ينجح في دفع الساسة الإسرائيليين الى الموافقة على مطالبه سواء في ادانة موسكو او دعمه بالاسلحة او السماح للأوكرانيين من غير اليهود باللجوء الى اسرائيل كما أنه لم ينجح في كسب تأييد الرأي العام في دولة الاحتلال بسبب حالة الانقسام بين اليهود الأوكرانيين واليهود الروس وما تتركه الحرب من توتر بينهم، أما لماذا لم ينجح فلأن إسرائيل تقيس موقفها انطلاقاً فقط من مصالحها فهي إن فعلت ستخسر دعم دولة حليفة لها في ملفات عديدة أولها الملف السوري فدولة الاحتلال لا تريد أن تكشف الغطاء عن نفسها هناك بالذات بعد ان تل?ت تهديداً من موسكو بعدم اتخاذها موقفاً غير محايد من الازمة وإلا ستكون النتائج وخيمة عليها كما أن وجود جالية يهودية من كلتا الدولتين يحول دون اتخاذ هكذا موقف، أما بالنسبة للفلسطينيين ورغم وجود سفارة لدولة فلسطين في أوكرانيا لكن كان الغضب وربما القهر هو سيد الموقف فقد وضعهم زيلينسكي في مكانة الجلاد وجردهم من تاريخهم العادل وتناسى أنهم هم من تشتت في مختلف أصقاع الدنيا كل ذلك بسبب غلبة القوة وغياب العدل وتملق الإرادة الدولية حينما قررت أن تحرم شعباً من أرضه لتعطيها لشعب آخر لا يستحقها لأنها ليست له ووجود السيد?زيلينسكي رئيساً ينسف كل ادعاءات المنظمات الصهيونية أن اليهود لا يستطيعون أن يكونوا مواطنين عاديين في دولهم وإلا كيف يستطيعون ان يصبحوا رؤساء، ومع كل ذلك وبغض النظر عن الموقف الشائن للرئيس زيلينسكي تجاه القضية الفلسطينية يجب علينا أن ندين اي غزو لأي دولة لأن الحق واحد لا يتجزأ.
الرأي
نيسان ـ نشر في 2022/03/23 الساعة 00:00