'حارس النهر': الإرهاب في الأردن بمئة عام تحت المجهر
نيسان ـ نشر في 2022/03/24 الساعة 00:00
يتناول كتاب (حارس النهر، أسطوغرافية الإرهاب في الأردن: 1921ـ2020) الصادر عن وزارة الثقافة الأردنية لمؤلفه الباحث في العلوم السياسية الدكتور سعود الشرفات، ظاهرة العمليات الإرهابية في الأردن على مدى (100) عام، ويُقدّم فيه وجبة دسمة وهائلة غير مسبوقة من المعلومات والدراسات والجداول، ويتضمّن قدراً من المعرفة والتحليل والمتابعة لا يمكن الإحاطة بها في مساحة محدودة، ويعكس الكتاب إضافة إلى خبرة المؤلف العملية والأكاديمية متابعة دؤوبة وجهداً بحثياً ومعرفياً يجعل الكتاب أهمّ مرجع عن الإرهاب في الأردن.
يتكوّن الكتاب من (4) فصول؛ التاريخ الجيوسياسي والاجتماعي للأردن، والإرهاب العالمي، ويبحث هنا تعريف الإرهاب وإشكاليات المفهوم، وفي الفصل الثالث يبحث الإرهاب في الأردن، ويُقدّم المؤلف هنا دراسة للإرهاب باستخدام السلاسل الزمنية، وفي الفصل الرابع يبحث ظاهرة التيار السلفي الجهادي في الأردن، وتأثير الإرهاب على بنية وسلوك الدولة، والنموذج الأردني في مكافحة الإرهاب، وملف المقاتلين الأردنيين في سوريا والعراق، ومشاركة الأردنيين في تنظيم حرّاس الدين، مثل تنظيم القاعدة في سوريا، وتقييم الاستراتيجية الأردنية لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف.
يتناول كتاب الباحث في العلوم السياسية سعود الشرفات ظاهرة العمليات الإرهابية في الأردن على مدى 100 عام
ويُقدّم المؤلف أيضاً مجموعة من القوائم الزمنية التسلسلية والصور والأشكال؛ مثل الأحداث التي أثرت على تاريخ الأردن خلال الفترة 1921 ـ 2021، ومجموعة من القوائم والأشكال الخاصة بالتحليل الإحصائي للعمليات الإرهابية وتصنيفها حسب أساليبها، وأهمّ قيادات السلفية الجهادية في الأردن.
تكمن أهمية الكتاب، كما يُقدّرها المؤلف، في أنّه شهادة من الداخل، تعكس رؤية أردنية متخصصة لظاهرة الإرهاب في الأردن، يستوعب ويستدرك أيضاً في الكتابة في هذا المجال، والتي غلب عليها أنّها دراسات غير أردنية أو غير متخصصة، كما أنّ الكتاب ليس تأريخاً فقط للإرهاب، لكنّه معالجة منهجية لجينولوجيا الإرهاب، وفحص فرضية الكتاب الرئيسية بأنّ الإرهاب في الأردن، خلال الـ(100) عام الماضية، كان مصدره الرئيسي تأثيرات البيئة الخارجية، وليس ببيئته الداخلية. ولا يُغفل الكتاب أحداثاً خطيرة تُنبئ عن مقدار التطرف العنيف وخطاب الكراهية والتنمّر وعدم قبول الآخر، خاصة المسيحيين، تلك الظاهرة التي تنتشر وتتوسع في شبكة التواصل الاجتماعي، ويمكن أن تتحول إلى خطر شديد، وتنتج إرهاباً محليّاً لا يمكن السيطرة عليه إلّا بخسائر وتضحيات كبيرة.
يقسّم الشرفات مراحل ودورات الإرهاب في الأردن إلى (3) مراحل: مرحلة الإرهاب الثوري التي امتدت من تأسيس الدولة الحديثة عام 1921 إلى عام 1946 عندما أعلنت المملكة الأردنية الهاشمية، ومرحلة الإرهاب العلماني (الجماعات اليسارية والقومية والثورية) وتمتدّ من عام 1946 ـ 1970، ومرحلة الإرهاب الإسلاموي التي أطلقتها الثورة الإيرانية عام 1979، ثم تطورت وتفاعلت مع أحداث ومراحل كثيرة ومعقدة، مثل حرب الخليج الثانية عام 1990، وتدمير مركز التجارة العالمي في 11 أيلول (سبتمبر) عام 2001، وما تبعها من أحداث كبرى مثل غزو العراق وأفغانستان، ثم متوالية وتداعيات "الربيع العربي" عام 2011. وقد كان الملك المؤسّس عبد الله بن الحسين ضحية عملية إرهابية أدت إلى استشهاده في المسجد الأقصى في 20 تموز (يوليو) عام 1951، وتعرّض الملك الحسين بن طلال إلى (18) محاولة اغتيال، واغتيل في عمّان رئيس الوزراء اللبناني رياض الصلح، واغتيل أيضاً اثنان من رؤساء الوزراء الأردنيين، هما هزاع المجالي (1960) ووصفي التل (1971)، ومن عمليات الاغتيال التي استهدفت الأردن اغتيال المعارض السوري عبد الوهاب البكري في عمّان (1980)، واغتيال السفير الأردني في روما تيسير طوقان (1983)، واغتيال السفير الأردني في الهند محمد علي خورما (1983)، واغتيال السفير الأردني في مدريد جمال بلقز (1983)، واغتيال المستشار في السفارة الأردنية في روما (1984)، واغتيال المستشار في السفارة الأردنية في بيروت عمران المعايطة (1994)، واغتيال سائق السفارة الأردنية في بغداد عمر صبح (1996)، واغتيال الإسرائيلي إسحق سنير في عمّان (2001)، واغتيال الدبلوماسي الأمريكي في عمّان لورنس فولي (2002)، واغتيال خالد الردايدة سائق رئيس المكتب التمثيلي الأردني في غزة (2006)، واغتيال ناهض حتر على باب قصر العدل في أثناء محاكمته في عام 2016.
ارتبطت المرحلة الأولى بالقضية الفلسطينية التي أخذت اتجاهاً خطيراً منذ عام 1917، عندما احتلت بريطانيا فلسطين، وبدأت بعمليات واسعة لتوطين وتمكين اليهود في فلسطين، ونشأت بسبب ذلك عمليات عنف واسعة وممتدة تُوّجت بحرب 1948 التي انتهت بقيام دولة إسرائيل على أرض فلسطين، ثم نشأت مرحلة من المقاومة والعمل السياسي القومي واليساري تطورت إلى حرب 1967 التي تمخضت عن احتلال الضفة الغربية من فلسطين وهضبة الجولان السورية وصحراء سيناء، وصعود حركات المقاومة الفلسطينية التي اتخذت من الأردن مقرّاً لها، ثم انتقلت إلى لبنان، ودخلت في صراع سياسي وعسكري مع الدولة الأردنية.
وربما يكون الأكثر أهمية وحضوراً اليوم هو صعود الإرهاب الإسلاموي الذي انطلق مع الثورة الإيرانية عام 1979، وما زالت تداعياته وتفاعلاته تؤثر في السياسة والصراع في الأردن ومعظم الدول العربية والإسلامية وكثير من الدول الأخرى. وقد رصد المؤلف بين عامي 1970 ـ 2020 ما مجموعه (133) عملية إرهابية حدثت في الأردن، نتج عنها (156) وفاة، و(300) جريح، وكان عدد العمليات المنسوبة إلى جماعات إسلاموية (30) عملية، كان أخطرها عملية تفجير (3) فنادق في عام 2005، وحرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة عام 2015.
تؤسّس حرب الخليج الثانية (1990) لموجة جديدة وكبيرة من الإرهاب الإسلاموي، فقد ترافقت أيضاً مع بدء عودة المقاتلين العرب في أفغانستان إلى بلادهم، وانتشرت في الأردن موجة سلفية على يد العائدين من الخليج، ومن الأحداث والقضايا التي شهدها الأردن في هذه الفترة جماعة جيش محمد (1991)، والنفير الإسلامي (1992)، وتنظيم جامعة مؤتة (1993)، وتنظيم الأفغان الأردنيين (1994)، والتجديد الإسلامي (1994)، وبيعة الإمام (1995)، والإصلاح والتجديد (1997)، ومؤامرة الألفية (2000).
يعكس تاريخ الإرهاب في الأردن، كما يلاحظ المؤلف، الأزمات والدورات الموسمية التي شكّلت مساره وحددت تطوره
وتؤسّس أحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2001 لمتوالية جديدة وعالمية من الإرهاب، كان أخطرها بالنسبة إلى الأردن عمليات تفجير الفنادق (2005)، ويوجد اليوم حوالي (500) مقاتل أردني في صفوفف تنظيم حرّاس الدين في سوريا، ويُقدّر عدد أعضاء الجماعات الجهادية في الأردن بـ(5) آلاف عضو.
يلاحظ المؤلف أنّ ثمة فوضى مفاهيمية ومعرفية بالنسبة إلى الإرهاب، ومن ذلك الخلط بين الدراسة العلمية للإرهاب بوصفها حقلاً مستقلاً لظاهرة اجتماعية إنسانية من جهة، وبين مكافحة الإرهاب وأساليبه المختلفة التي تركّز على الجوانب الأمنية والعسكرية من جهة أخرى، حيث يلاحظ أنّ معظم ما تنشره وسائل الإعلام يندرج تحت إطار مكافحة الإرهاب.
ويعكس تاريخ الإرهاب في الأردن (كما يلاحظ المؤلف) الأزمات والدورات الموسمية التي شكّلت مساره وحددت تطوره إلى حدّ كبير، والأردن بوصفه جزءاً من هذا العالم، ونظراً لأنّه انخرط مبكراً في سيروة العولمة بعمق؛ فقد انعكست عليه تأثيراتها المختلفة.
وبعد، فإنّ هذا المقال لا يُغني أبداً عن قراءة الكتاب بالغ الأهمية والمليء بالمعرفة والبحث، ويُشكّل مرجعاً بالغ الأهمية والثراء للعاملين في المجال، والمثقفين والباحثين، كما أنّه يُمثل استجابة مكافئة ومعرفية وعميقة لفهم تاريخ الدولة الأردنية الحديثة، وهدية كبرى مقدّرة لاحتفالات الدولة الأردنية الحديثة بمناسبة مرور (100) عام على تأسيسها.
(حفريات)
يتكوّن الكتاب من (4) فصول؛ التاريخ الجيوسياسي والاجتماعي للأردن، والإرهاب العالمي، ويبحث هنا تعريف الإرهاب وإشكاليات المفهوم، وفي الفصل الثالث يبحث الإرهاب في الأردن، ويُقدّم المؤلف هنا دراسة للإرهاب باستخدام السلاسل الزمنية، وفي الفصل الرابع يبحث ظاهرة التيار السلفي الجهادي في الأردن، وتأثير الإرهاب على بنية وسلوك الدولة، والنموذج الأردني في مكافحة الإرهاب، وملف المقاتلين الأردنيين في سوريا والعراق، ومشاركة الأردنيين في تنظيم حرّاس الدين، مثل تنظيم القاعدة في سوريا، وتقييم الاستراتيجية الأردنية لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف.
يتناول كتاب الباحث في العلوم السياسية سعود الشرفات ظاهرة العمليات الإرهابية في الأردن على مدى 100 عام
ويُقدّم المؤلف أيضاً مجموعة من القوائم الزمنية التسلسلية والصور والأشكال؛ مثل الأحداث التي أثرت على تاريخ الأردن خلال الفترة 1921 ـ 2021، ومجموعة من القوائم والأشكال الخاصة بالتحليل الإحصائي للعمليات الإرهابية وتصنيفها حسب أساليبها، وأهمّ قيادات السلفية الجهادية في الأردن.
تكمن أهمية الكتاب، كما يُقدّرها المؤلف، في أنّه شهادة من الداخل، تعكس رؤية أردنية متخصصة لظاهرة الإرهاب في الأردن، يستوعب ويستدرك أيضاً في الكتابة في هذا المجال، والتي غلب عليها أنّها دراسات غير أردنية أو غير متخصصة، كما أنّ الكتاب ليس تأريخاً فقط للإرهاب، لكنّه معالجة منهجية لجينولوجيا الإرهاب، وفحص فرضية الكتاب الرئيسية بأنّ الإرهاب في الأردن، خلال الـ(100) عام الماضية، كان مصدره الرئيسي تأثيرات البيئة الخارجية، وليس ببيئته الداخلية. ولا يُغفل الكتاب أحداثاً خطيرة تُنبئ عن مقدار التطرف العنيف وخطاب الكراهية والتنمّر وعدم قبول الآخر، خاصة المسيحيين، تلك الظاهرة التي تنتشر وتتوسع في شبكة التواصل الاجتماعي، ويمكن أن تتحول إلى خطر شديد، وتنتج إرهاباً محليّاً لا يمكن السيطرة عليه إلّا بخسائر وتضحيات كبيرة.
يقسّم الشرفات مراحل ودورات الإرهاب في الأردن إلى (3) مراحل: مرحلة الإرهاب الثوري التي امتدت من تأسيس الدولة الحديثة عام 1921 إلى عام 1946 عندما أعلنت المملكة الأردنية الهاشمية، ومرحلة الإرهاب العلماني (الجماعات اليسارية والقومية والثورية) وتمتدّ من عام 1946 ـ 1970، ومرحلة الإرهاب الإسلاموي التي أطلقتها الثورة الإيرانية عام 1979، ثم تطورت وتفاعلت مع أحداث ومراحل كثيرة ومعقدة، مثل حرب الخليج الثانية عام 1990، وتدمير مركز التجارة العالمي في 11 أيلول (سبتمبر) عام 2001، وما تبعها من أحداث كبرى مثل غزو العراق وأفغانستان، ثم متوالية وتداعيات "الربيع العربي" عام 2011. وقد كان الملك المؤسّس عبد الله بن الحسين ضحية عملية إرهابية أدت إلى استشهاده في المسجد الأقصى في 20 تموز (يوليو) عام 1951، وتعرّض الملك الحسين بن طلال إلى (18) محاولة اغتيال، واغتيل في عمّان رئيس الوزراء اللبناني رياض الصلح، واغتيل أيضاً اثنان من رؤساء الوزراء الأردنيين، هما هزاع المجالي (1960) ووصفي التل (1971)، ومن عمليات الاغتيال التي استهدفت الأردن اغتيال المعارض السوري عبد الوهاب البكري في عمّان (1980)، واغتيال السفير الأردني في روما تيسير طوقان (1983)، واغتيال السفير الأردني في الهند محمد علي خورما (1983)، واغتيال السفير الأردني في مدريد جمال بلقز (1983)، واغتيال المستشار في السفارة الأردنية في روما (1984)، واغتيال المستشار في السفارة الأردنية في بيروت عمران المعايطة (1994)، واغتيال سائق السفارة الأردنية في بغداد عمر صبح (1996)، واغتيال الإسرائيلي إسحق سنير في عمّان (2001)، واغتيال الدبلوماسي الأمريكي في عمّان لورنس فولي (2002)، واغتيال خالد الردايدة سائق رئيس المكتب التمثيلي الأردني في غزة (2006)، واغتيال ناهض حتر على باب قصر العدل في أثناء محاكمته في عام 2016.
ارتبطت المرحلة الأولى بالقضية الفلسطينية التي أخذت اتجاهاً خطيراً منذ عام 1917، عندما احتلت بريطانيا فلسطين، وبدأت بعمليات واسعة لتوطين وتمكين اليهود في فلسطين، ونشأت بسبب ذلك عمليات عنف واسعة وممتدة تُوّجت بحرب 1948 التي انتهت بقيام دولة إسرائيل على أرض فلسطين، ثم نشأت مرحلة من المقاومة والعمل السياسي القومي واليساري تطورت إلى حرب 1967 التي تمخضت عن احتلال الضفة الغربية من فلسطين وهضبة الجولان السورية وصحراء سيناء، وصعود حركات المقاومة الفلسطينية التي اتخذت من الأردن مقرّاً لها، ثم انتقلت إلى لبنان، ودخلت في صراع سياسي وعسكري مع الدولة الأردنية.
وربما يكون الأكثر أهمية وحضوراً اليوم هو صعود الإرهاب الإسلاموي الذي انطلق مع الثورة الإيرانية عام 1979، وما زالت تداعياته وتفاعلاته تؤثر في السياسة والصراع في الأردن ومعظم الدول العربية والإسلامية وكثير من الدول الأخرى. وقد رصد المؤلف بين عامي 1970 ـ 2020 ما مجموعه (133) عملية إرهابية حدثت في الأردن، نتج عنها (156) وفاة، و(300) جريح، وكان عدد العمليات المنسوبة إلى جماعات إسلاموية (30) عملية، كان أخطرها عملية تفجير (3) فنادق في عام 2005، وحرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة عام 2015.
تؤسّس حرب الخليج الثانية (1990) لموجة جديدة وكبيرة من الإرهاب الإسلاموي، فقد ترافقت أيضاً مع بدء عودة المقاتلين العرب في أفغانستان إلى بلادهم، وانتشرت في الأردن موجة سلفية على يد العائدين من الخليج، ومن الأحداث والقضايا التي شهدها الأردن في هذه الفترة جماعة جيش محمد (1991)، والنفير الإسلامي (1992)، وتنظيم جامعة مؤتة (1993)، وتنظيم الأفغان الأردنيين (1994)، والتجديد الإسلامي (1994)، وبيعة الإمام (1995)، والإصلاح والتجديد (1997)، ومؤامرة الألفية (2000).
يعكس تاريخ الإرهاب في الأردن، كما يلاحظ المؤلف، الأزمات والدورات الموسمية التي شكّلت مساره وحددت تطوره
وتؤسّس أحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2001 لمتوالية جديدة وعالمية من الإرهاب، كان أخطرها بالنسبة إلى الأردن عمليات تفجير الفنادق (2005)، ويوجد اليوم حوالي (500) مقاتل أردني في صفوفف تنظيم حرّاس الدين في سوريا، ويُقدّر عدد أعضاء الجماعات الجهادية في الأردن بـ(5) آلاف عضو.
يلاحظ المؤلف أنّ ثمة فوضى مفاهيمية ومعرفية بالنسبة إلى الإرهاب، ومن ذلك الخلط بين الدراسة العلمية للإرهاب بوصفها حقلاً مستقلاً لظاهرة اجتماعية إنسانية من جهة، وبين مكافحة الإرهاب وأساليبه المختلفة التي تركّز على الجوانب الأمنية والعسكرية من جهة أخرى، حيث يلاحظ أنّ معظم ما تنشره وسائل الإعلام يندرج تحت إطار مكافحة الإرهاب.
ويعكس تاريخ الإرهاب في الأردن (كما يلاحظ المؤلف) الأزمات والدورات الموسمية التي شكّلت مساره وحددت تطوره إلى حدّ كبير، والأردن بوصفه جزءاً من هذا العالم، ونظراً لأنّه انخرط مبكراً في سيروة العولمة بعمق؛ فقد انعكست عليه تأثيراتها المختلفة.
وبعد، فإنّ هذا المقال لا يُغني أبداً عن قراءة الكتاب بالغ الأهمية والمليء بالمعرفة والبحث، ويُشكّل مرجعاً بالغ الأهمية والثراء للعاملين في المجال، والمثقفين والباحثين، كما أنّه يُمثل استجابة مكافئة ومعرفية وعميقة لفهم تاريخ الدولة الأردنية الحديثة، وهدية كبرى مقدّرة لاحتفالات الدولة الأردنية الحديثة بمناسبة مرور (100) عام على تأسيسها.
(حفريات)
نيسان ـ نشر في 2022/03/24 الساعة 00:00