وأنا ربكم فاعبدون...
نيسان ـ نشر في 2022/04/06 الساعة 00:00
العبادة هي العلاج الذي يضبط النفس الانسانية، ويجعلها تعمل بشكل مثالي، وهي حاجة للعابد وليس للمعبود، فالنفس الانسانية عندما تكتشف وجودها وتفكر في مصيرها وضعفها وحاجتها ونقصها، يصير حتماً عليها أن تحل هذه المعضلات حلا ترتاح اليه.. وتسير في حياتها بدون انتكاسات نفسية، وبذلك تحقق النفس أعلى درجات المثالية الإنسانية، لذلك على الانسان أن يتقوى على وجوده وحياته ومصيره بالعبادة، التي تربطه بخالقه وتعوض حاجته ونقصه..
العبادة دقيقة جداً، ولا يستطيع الحكم على صحتها إلا صاحبها والمقياس هو راحة النفس، وليس الحكم على حركاتها وأعمالها، بل بالتوجه النفسي والاستفادة منها، فالعابد هو الذي يعرف ما الذي استحوذ على خيالة وتفكيره عند دخوله في طقوس العبادة، وبغض النظر عن العبادة أهي صلاة، أم صوم ، أم زكاة،
فالذي يستحوذ على الشخص ويشغل تفكيره والمتوجه اليه أثناء الصلاة هو المعبود؟ فقد يكون رأي الناس فيه ونظرتهم اليه وهي ما يشغل المصلي، وقد يكون حديثاً سمعه قبل الصلاة لاحقه في صلاته، أو صفقة ينتظرها تعرضت له وحجبت ما سواها!! وعندما يتصدق، قد يتصدق لأن أحد الأشخاص الذين يراهم كباراً كان حاضراً وتصدق ليعلو في عين هذا الكبير، وعندما يتردد الى مكان العبادة، كان يشغل باله ويسيطر على تفكيره، شهادة الناس له بأنه رجل صالح ويصلح أن يصيب من الدنيا من مناصب ومكاسب عن طريق هؤلاء الناس لتأثرهم بمنظره وهو يؤدي لهم الطقوس.. وإذا صلى مع مسؤول، يبقى متصلا بالمسؤول طول صلاته، ويقطع اتصاله بالله، مع أن المسؤول المحتاج والناقص لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً.
الاتصال بالله هو العبادة أما من يتصل بالدنيا وحطامها، ويشغله كل شيء في مكان العبادة من ناس و أثاث وماء وكهرباء، ولا يستحضر للحظة واحدة "الله" الذي جاء من أجل الاتصال به.. فهذا لن يجد لذة العبادة؟!!
هناك نوع من المتعبدين شكلاً لم يتصل بالله قط، فهو يدخل مع رواد المسجد في نزاعات، ثم يتعداهم الى الإمام، حتى يكرهه، فيأتي يتجشم الصعاب الى صلاة الفجر، وإذا كبر الامام تكبيرة الاحرام امتعظ، وظل مشغولاً بحنقه على الامام، ولم يتصل بالله، وكذلك بعض الأئمة يقضي عمره في المسجد ولم يتصل بالله إلا سويعات شغلته مناكفات المصلين عن العبادة..
بقيت عبادة تختص بالعلماء والسياسيين، عليهم أن يتصلوا بالله عندما يتصدون لمصالح الناس، ويبينوا حكمه ولا يتزلفوا للزعماء، يزينون لهم أعمالهم المخالفة لكل الشرائع والقوانين، يحاربون الله الخالق، من أجل الحاكم الضعيف المحتاج الناقص..
وما دام جوهر العبادة هو الاتصال بالله عند التهيؤ لأي عمل، سواء كان عبادة أم عملاً دنيوياً
فيصبح كل عمل يقوم به الانسان يأخذ في اعتباره انه متصل بالله وأنّ هذا العمل يرضي الله أم لا، وعلى هذا الأساس يُقدم أم يُحجم، فهو بهذا في عبادة دائمة، فتكون نفسه راضية طول الوقت، وهذه هي السعادة التي يبحث عنها البشر في كل الماديات حولهم لكنهم لم يجدوها.
العبادة دقيقة جداً، ولا يستطيع الحكم على صحتها إلا صاحبها والمقياس هو راحة النفس، وليس الحكم على حركاتها وأعمالها، بل بالتوجه النفسي والاستفادة منها، فالعابد هو الذي يعرف ما الذي استحوذ على خيالة وتفكيره عند دخوله في طقوس العبادة، وبغض النظر عن العبادة أهي صلاة، أم صوم ، أم زكاة،
فالذي يستحوذ على الشخص ويشغل تفكيره والمتوجه اليه أثناء الصلاة هو المعبود؟ فقد يكون رأي الناس فيه ونظرتهم اليه وهي ما يشغل المصلي، وقد يكون حديثاً سمعه قبل الصلاة لاحقه في صلاته، أو صفقة ينتظرها تعرضت له وحجبت ما سواها!! وعندما يتصدق، قد يتصدق لأن أحد الأشخاص الذين يراهم كباراً كان حاضراً وتصدق ليعلو في عين هذا الكبير، وعندما يتردد الى مكان العبادة، كان يشغل باله ويسيطر على تفكيره، شهادة الناس له بأنه رجل صالح ويصلح أن يصيب من الدنيا من مناصب ومكاسب عن طريق هؤلاء الناس لتأثرهم بمنظره وهو يؤدي لهم الطقوس.. وإذا صلى مع مسؤول، يبقى متصلا بالمسؤول طول صلاته، ويقطع اتصاله بالله، مع أن المسؤول المحتاج والناقص لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً.
الاتصال بالله هو العبادة أما من يتصل بالدنيا وحطامها، ويشغله كل شيء في مكان العبادة من ناس و أثاث وماء وكهرباء، ولا يستحضر للحظة واحدة "الله" الذي جاء من أجل الاتصال به.. فهذا لن يجد لذة العبادة؟!!
هناك نوع من المتعبدين شكلاً لم يتصل بالله قط، فهو يدخل مع رواد المسجد في نزاعات، ثم يتعداهم الى الإمام، حتى يكرهه، فيأتي يتجشم الصعاب الى صلاة الفجر، وإذا كبر الامام تكبيرة الاحرام امتعظ، وظل مشغولاً بحنقه على الامام، ولم يتصل بالله، وكذلك بعض الأئمة يقضي عمره في المسجد ولم يتصل بالله إلا سويعات شغلته مناكفات المصلين عن العبادة..
بقيت عبادة تختص بالعلماء والسياسيين، عليهم أن يتصلوا بالله عندما يتصدون لمصالح الناس، ويبينوا حكمه ولا يتزلفوا للزعماء، يزينون لهم أعمالهم المخالفة لكل الشرائع والقوانين، يحاربون الله الخالق، من أجل الحاكم الضعيف المحتاج الناقص..
وما دام جوهر العبادة هو الاتصال بالله عند التهيؤ لأي عمل، سواء كان عبادة أم عملاً دنيوياً
فيصبح كل عمل يقوم به الانسان يأخذ في اعتباره انه متصل بالله وأنّ هذا العمل يرضي الله أم لا، وعلى هذا الأساس يُقدم أم يُحجم، فهو بهذا في عبادة دائمة، فتكون نفسه راضية طول الوقت، وهذه هي السعادة التي يبحث عنها البشر في كل الماديات حولهم لكنهم لم يجدوها.
نيسان ـ نشر في 2022/04/06 الساعة 00:00