اتفاق نووي وشيك مع إيران
نيسان ـ نشر في 2022/04/16 الساعة 00:00
توشك مجموعة الخمسة + 1 بقيادة الولايات المتحدة أن تصل لاتفاق نووي جديد مع إيران. هذا يأتي في اعقاب تعليق الاتفاق القديم من قبل إدارة ترامب، واستبداله بسياسة “الضغوط القصوى” التي فرضت عقوبات اقتصادية قاسية على إيران، هدفت ان ترضخها للشروط الدولية ودفعها الانفكاك من برنامجها النووي المقلق للاقليم والعالم.
إيران ردت بأن زادت التخصيب رغم قسوة العقوبات، ولكنها عادت وأدركت أن اتفاقا نوويا أفضل من عقوبات كانت ستودي بالاقتصاد الإيراني وتهدد استقرار إيران الداخلي.
كانت البدايات للعودة للمفاوضات صعبة حرجة، فالولايات المتحدة تريد عودة إيرانية للمفاوضات قبل رفع العقوبات، وتريد إدخال بنود جديدة للتفاوض مثل برنامج إيران للصواريخ البالستية ونشاطات إيران الإقليمية المقلقة.
إيران بالمقابل شعرت أن العقوبات يجب أن ترفع أولا قبل العودة للمفاوضات لان ترامب هو الذي انسحب منها احاديا.
حل وسط بعيدا عن الإعلام وبوساطة أوروبية كان المخرج، حيث عادت إيران للمفاوضات قبل رفع العقوبات، ووصلنا الآن لمرحلة قريبة من الإعلان عن اتفاق جديد “يبطئ” برنامج إيران النووي.
نعم يبطئ ولا ينهي البرنامج النووي، وتلك هي رؤية أوباما التي تبناها بايدن أيضا، بإن الابطاء من شأنه أن يعطي العالم الوقت لإحداث تغيير في إيران من الداخل، وان رفع العقوبات والدخول في اتفاق من شأنه ان يجعل إيران معتادة على موارد مالية سيكون من الصعب عليها التخلي عنها مستقبلا وهذا سيدفع لتغيير في سلوكها.
غير واضحة للآن معالم الاتفاق الجديد، لكن الجميع ينتظر بنودا جديدة حول برنامج إيران للصواريخ البالستية، وبنودا عن نشاطات إيران التدخلية بواسطة اذرعها في المنطقة.
ما يبدو غير مبشر ان أميركا لم تشرك حلفاءها الاقليميين بالشكل الكافي في تفاصيل ما يحدث.
دول الخليج وإسرائيل ليست قريبة بالقدر الكافي من المفاوضات الدائرة، والأرجح أن لذلك تكلفة ستتمثل ربما بشكل من اشكال التحفظ على الاتفاق القادم كما حدث وقت اوباما.
كان الأفضل إشراك دول الإقليم بالتفاصيل فهم حلفاء وشركاء، وإبعادهم غير مفهوم ولا بناء.
تعلمت إدارة بايدن من أخطاء أوباما في إغفال برنامج الصواريخ الإيرانية، وإغفال نشاطات إيران الإقليمية، ولكنها اخطأت انها لم تشرك حلفاءها بالإقليم وهذا ما كان يجب تجنبه، ليس فقط لانهم أعلم بإيران وأخبر بها، بل لانهم من يقفون على خطوط مواجهة يومية معها من خلال اذرعها في الإقليم.
الاتفاق القادم سيكون له تداعياته السياسية الكبيرة في الإقليم، وغير واضح إذا ما كانت هذه التداعيات ستكون سلبية أم إيجابية، لكن من تجربة وخبرة مع إيران، فإن رفع العقوبات سوف يزيد من عوائدها المالية الذي سوف يتم استخدامه على الارجح في نشاطات إيران من بث الفوضى وعدم الاستقرار في الإقليم، والارجح ان إيران ستبطئ برنامجها النووي والصاروخي ولكن ربما تستبدله ببرنامج طائرات مسيرة أصبحت أكثر فتكا من الصواريخ.
بالمحصلة، فالاتفاق سيمد إيران بالاكسجين المالي الضروري لكي تستمر في تصديرها لعدم الاستقرار، ولن يجعل منها دولة عادية تسعى لترسيخ امنها الذاتي ورفاه شعبها كما يتوقع بعض المثاليين.
(الغد)
إيران ردت بأن زادت التخصيب رغم قسوة العقوبات، ولكنها عادت وأدركت أن اتفاقا نوويا أفضل من عقوبات كانت ستودي بالاقتصاد الإيراني وتهدد استقرار إيران الداخلي.
كانت البدايات للعودة للمفاوضات صعبة حرجة، فالولايات المتحدة تريد عودة إيرانية للمفاوضات قبل رفع العقوبات، وتريد إدخال بنود جديدة للتفاوض مثل برنامج إيران للصواريخ البالستية ونشاطات إيران الإقليمية المقلقة.
إيران بالمقابل شعرت أن العقوبات يجب أن ترفع أولا قبل العودة للمفاوضات لان ترامب هو الذي انسحب منها احاديا.
حل وسط بعيدا عن الإعلام وبوساطة أوروبية كان المخرج، حيث عادت إيران للمفاوضات قبل رفع العقوبات، ووصلنا الآن لمرحلة قريبة من الإعلان عن اتفاق جديد “يبطئ” برنامج إيران النووي.
نعم يبطئ ولا ينهي البرنامج النووي، وتلك هي رؤية أوباما التي تبناها بايدن أيضا، بإن الابطاء من شأنه أن يعطي العالم الوقت لإحداث تغيير في إيران من الداخل، وان رفع العقوبات والدخول في اتفاق من شأنه ان يجعل إيران معتادة على موارد مالية سيكون من الصعب عليها التخلي عنها مستقبلا وهذا سيدفع لتغيير في سلوكها.
غير واضحة للآن معالم الاتفاق الجديد، لكن الجميع ينتظر بنودا جديدة حول برنامج إيران للصواريخ البالستية، وبنودا عن نشاطات إيران التدخلية بواسطة اذرعها في المنطقة.
ما يبدو غير مبشر ان أميركا لم تشرك حلفاءها الاقليميين بالشكل الكافي في تفاصيل ما يحدث.
دول الخليج وإسرائيل ليست قريبة بالقدر الكافي من المفاوضات الدائرة، والأرجح أن لذلك تكلفة ستتمثل ربما بشكل من اشكال التحفظ على الاتفاق القادم كما حدث وقت اوباما.
كان الأفضل إشراك دول الإقليم بالتفاصيل فهم حلفاء وشركاء، وإبعادهم غير مفهوم ولا بناء.
تعلمت إدارة بايدن من أخطاء أوباما في إغفال برنامج الصواريخ الإيرانية، وإغفال نشاطات إيران الإقليمية، ولكنها اخطأت انها لم تشرك حلفاءها بالإقليم وهذا ما كان يجب تجنبه، ليس فقط لانهم أعلم بإيران وأخبر بها، بل لانهم من يقفون على خطوط مواجهة يومية معها من خلال اذرعها في الإقليم.
الاتفاق القادم سيكون له تداعياته السياسية الكبيرة في الإقليم، وغير واضح إذا ما كانت هذه التداعيات ستكون سلبية أم إيجابية، لكن من تجربة وخبرة مع إيران، فإن رفع العقوبات سوف يزيد من عوائدها المالية الذي سوف يتم استخدامه على الارجح في نشاطات إيران من بث الفوضى وعدم الاستقرار في الإقليم، والارجح ان إيران ستبطئ برنامجها النووي والصاروخي ولكن ربما تستبدله ببرنامج طائرات مسيرة أصبحت أكثر فتكا من الصواريخ.
بالمحصلة، فالاتفاق سيمد إيران بالاكسجين المالي الضروري لكي تستمر في تصديرها لعدم الاستقرار، ولن يجعل منها دولة عادية تسعى لترسيخ امنها الذاتي ورفاه شعبها كما يتوقع بعض المثاليين.
(الغد)
نيسان ـ نشر في 2022/04/16 الساعة 00:00