هل نحن أملهم بعد انقطاع عملهم
نيسان ـ نشر في 2022/05/05 الساعة 00:00
بعد أن نجحت مواقع التواصل في بداية العقد الماضي برعاية الربيع العربي، ومحاولة ايقاظ الشعوب العربية بالالتفات الى حياتها، وانتزاع حقوقها من الأنظمة المتغولة، تنبهت الأنظمة وصانعوها الى خطر الفضاء الإلكتروني على الأنظمة، فهبت الأنظمة وجيوشها الالكترونية للعمل على لفت الناس عن السياسة والمطالبة بالحقوق الضائعة، في عمليات ممنهجة من أجهزة الدول المستهدفة تدعمها إدارة الفيس، للتعتيم على حاضر الشعوب المزري، وإشغالها بالماضي والبحث في القبور ، بدلا من السير نحو المستقبل وانتزاع الحقوق وبناء الدولة الحديثة التي تقوم على حرية الشعوب وانعتاقها من عبودية الماضي،
وكأن قوى الشد العكسي و أجهزة الدول المستبدة، نجحت في جعل مواقع التواصل وخاصة الفيس بوك، مواقع بعيدة عن بعث وعي الشعوب، بل جعلت الفئة التي تبث الوعي، فئة قليلة صوتها خافت أمام الفئة الأكثر التي حولت مواقع التواصل الى مآتم وبيوت عزاء وحلقات للترحم على الأموات، وإذا استجبت الى حملة ترحم أو ذكرى وفاة، جلب لك الذكاء الاصطناعي كل المنشورات المشابهة، ما يهيًج أشجان البعض أيضا لفعل ذلك فينشر صورة فقيد له حتى لو مرّ على وفاته خمسين عاماً، فتمتلئ بالتعازي وحملات الاستغفار والترحم وتغوص أنت في هذا الجو وينشغل الجو العام بالترحم والدعاء الذي لا تنتفع به إلا الأنظمة المستبدة.
وهذا يقودنا الى عدة أسئلة: هل الدين يقرّ هذا، بمعنى هل يستفيد المتوفى من هذه الحملات، أم أنها تبقى نوعاً من الاستعراض!، فلو نشر كل صديق صور أمواته، ومناسباته الحزينة في كل منعطف، ونشر مشاعره الحزينة إن -كانت صادقة- الى أناس لاهين ولا يشعرون بشعوره، هل يستفيد المتوفى؟!
ثم إن حساباتنا متخمة بآلاف الاصدقاء، فتصوروا مدى الإرباك والسأم الذي ستعيشه، لو قرر كل أصدقائك متابعة مناسباتهم الحزينة والسعيدة ونشرها.
هناك خطأ في مفهوم الدعاء عند الكثير، فالدعاء مقرون بالعمل.. جاء في الحديث: رب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب، لو أقسم على الله لأبره.. وبالمقابل.. ذكر الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء، يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك؟.
صلاح الإنسان يكون في العمل، ومن صلح عمله كان مؤهلاً لأن يستجاب دعاؤه وكذلك المتوفى أفضى الى عمله.. لذلك لن ينفع دعاء الملايين على اختلاف أحوالهم مع الله، لشخص يجهلون حاله، يعني لن ينفع دعاء الآلاف لشخص انقطع عمله؟!! والله يقول في محكم التنزيل:(.وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىوَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الأَوْفَى.) والنتيجة كل الأدعية التي تحصدها على الفيس بوك، لن تنفع أمواتكم، وهي للاستهلاك الدنيوي تحصل لطالب التفاعل، أما الميت فدعاء الابن له في صلاته وهو قريب من الله، وتوسله بأعمال قام بها المتوفى في حياته، أفضل ألف مرة من عرضك صورة أمك أو أبيك للناس استجابوا أو لم يستجيبوا، وفكرة الشفاعة، ليست مطلقة، بمعنى الشفاعة لا تكون الا لمن حَسُن عمله في الحياة الدنيا، فالعمل هو المعتبر ومن كان عمله صالحاً استحق الشفاعة، ثم أحوال الشافعين لها اعتبار، فلا تطلب الدعاء والترحم والشفاعة من فضاء أنت تجهل أحوال من هم فيه ولا تعرف مدى صلتهم بالله في تلك اللحظة، أي أنهم ليسوا مستعدين لما تطلبه منهم، فيجاملونك مجاملة لا تصل الى من تطلب الدعاء له..
وكأن قوى الشد العكسي و أجهزة الدول المستبدة، نجحت في جعل مواقع التواصل وخاصة الفيس بوك، مواقع بعيدة عن بعث وعي الشعوب، بل جعلت الفئة التي تبث الوعي، فئة قليلة صوتها خافت أمام الفئة الأكثر التي حولت مواقع التواصل الى مآتم وبيوت عزاء وحلقات للترحم على الأموات، وإذا استجبت الى حملة ترحم أو ذكرى وفاة، جلب لك الذكاء الاصطناعي كل المنشورات المشابهة، ما يهيًج أشجان البعض أيضا لفعل ذلك فينشر صورة فقيد له حتى لو مرّ على وفاته خمسين عاماً، فتمتلئ بالتعازي وحملات الاستغفار والترحم وتغوص أنت في هذا الجو وينشغل الجو العام بالترحم والدعاء الذي لا تنتفع به إلا الأنظمة المستبدة.
وهذا يقودنا الى عدة أسئلة: هل الدين يقرّ هذا، بمعنى هل يستفيد المتوفى من هذه الحملات، أم أنها تبقى نوعاً من الاستعراض!، فلو نشر كل صديق صور أمواته، ومناسباته الحزينة في كل منعطف، ونشر مشاعره الحزينة إن -كانت صادقة- الى أناس لاهين ولا يشعرون بشعوره، هل يستفيد المتوفى؟!
ثم إن حساباتنا متخمة بآلاف الاصدقاء، فتصوروا مدى الإرباك والسأم الذي ستعيشه، لو قرر كل أصدقائك متابعة مناسباتهم الحزينة والسعيدة ونشرها.
هناك خطأ في مفهوم الدعاء عند الكثير، فالدعاء مقرون بالعمل.. جاء في الحديث: رب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب، لو أقسم على الله لأبره.. وبالمقابل.. ذكر الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء، يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك؟.
صلاح الإنسان يكون في العمل، ومن صلح عمله كان مؤهلاً لأن يستجاب دعاؤه وكذلك المتوفى أفضى الى عمله.. لذلك لن ينفع دعاء الملايين على اختلاف أحوالهم مع الله، لشخص يجهلون حاله، يعني لن ينفع دعاء الآلاف لشخص انقطع عمله؟!! والله يقول في محكم التنزيل:(.وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىوَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الأَوْفَى.) والنتيجة كل الأدعية التي تحصدها على الفيس بوك، لن تنفع أمواتكم، وهي للاستهلاك الدنيوي تحصل لطالب التفاعل، أما الميت فدعاء الابن له في صلاته وهو قريب من الله، وتوسله بأعمال قام بها المتوفى في حياته، أفضل ألف مرة من عرضك صورة أمك أو أبيك للناس استجابوا أو لم يستجيبوا، وفكرة الشفاعة، ليست مطلقة، بمعنى الشفاعة لا تكون الا لمن حَسُن عمله في الحياة الدنيا، فالعمل هو المعتبر ومن كان عمله صالحاً استحق الشفاعة، ثم أحوال الشافعين لها اعتبار، فلا تطلب الدعاء والترحم والشفاعة من فضاء أنت تجهل أحوال من هم فيه ولا تعرف مدى صلتهم بالله في تلك اللحظة، أي أنهم ليسوا مستعدين لما تطلبه منهم، فيجاملونك مجاملة لا تصل الى من تطلب الدعاء له..
نيسان ـ نشر في 2022/05/05 الساعة 00:00