الاردن..كم من نجاح مخنوق في صدور مجهولة أحبت بلادها بلا نياشين
نيسان ـ نشر في 2022/05/26 الساعة 00:00
نيسان-فاطمة العفيشات
عرضت بالأمس في حفل عيد الاستقلال قصة قُدِمت على أنها قصة نجاح.
القصة تفاعل معها الجمهور الأردني، إلا أن الكثير لم يدركوا منها إلا أن النجاح يبدأ من "طريق المطار".
الشاب بطل القصة درس في مدارس الـ"كنجز أكاديمي" ليسافر عقبها إلى الولايات المتحدة الأمريكية مخترعا فيها حلمه قبل أن يعود بنجاحه إلى الأردن.
في تلك القصة كان كفاح والده هو الأكثر تأثيراً، أما الجمهور فتأثروا بالاتجاه المعاكس، وكأن من سمح بعرض تلك القصة يريد اخبارهم أن لا أمل يذكر في هذه البلاد.
وخلف ستائر النجاح الأردنية وكفاحها نماذج تخرجت من المدارس الحكومية، آباء شقوا الصخر وفتتوه ليزرعوا بذرة لم تنبت إلا على هذه الأرض ولم يجني ثمارها غريب.
في الأردن من درسوا وعملوا بذات الوقت، من اجتهدوا وابتكروا وصنعوا دون أن يلتفت لقصصهم أحدهم، فصاغوا نجمة في محيط مجهول بعد أن أغمض الجميع عيونهم .
بالعودة لقصة النجاح فهناك الالاف الشباب حلموا بالهجرة وفشلوا، وهناك من هاجر حقا ليجد نفسه متورطا بانتهاء إقامته لكنه ظل هناك متوارياً، فإما العودة مجبراً إلى وطن ابتلعته الواسطة والمحسوبية ولم يعد له به موطئ قدم أو الزواج من سيدة اجنبية تكبره سناً ليحصل على الجنسية فيضمن بها البقاء في بلاد الغربة.
لن نجمل الواقع فتلك المشاهد كثيرة من حولنا، أو ربما هناك الكثير ممن تخلى عن رقمه الوطني أو تحمل ٥سنوات بلا عودة قبل أن يحصل على الجنسية، وأما العائلة فكانت تحت خيارين أحلاهما مر أن يبقى أحد أفرادها معذبا من البطالة أو أن يعذبها الشوق له خارج حدودها.
قصص نجاح كثيرة على هذه الأرض، سيدات أنجبن من رحم المعاناة أملاً فكن منتجات معيلات لأسرهن، وأزواج ما توانوا عن البحث عن المعادن ليطعموا أمعاء أطفالهم الخاوية.
ولنشير هنا أن المعادن رخيصة لا تتعدى علب مشروبات غازية أو طعام معلب رمي بها إلى النفاية هي فرغت وصبرهم لم يفرغ من الرجاء والتمني!
وراء كل تلك النجاحات البسيطة وحتى المآسي ابتسامات حقيقية فرحة بالاستقلال، استقلال خطه الأجداد في التاريخ لتتغنى به أجيال تطمح أن ينظر لها بعين فخر حتى وإن لم يعلق باسمها نيشان.
عرضت بالأمس في حفل عيد الاستقلال قصة قُدِمت على أنها قصة نجاح.
القصة تفاعل معها الجمهور الأردني، إلا أن الكثير لم يدركوا منها إلا أن النجاح يبدأ من "طريق المطار".
الشاب بطل القصة درس في مدارس الـ"كنجز أكاديمي" ليسافر عقبها إلى الولايات المتحدة الأمريكية مخترعا فيها حلمه قبل أن يعود بنجاحه إلى الأردن.
في تلك القصة كان كفاح والده هو الأكثر تأثيراً، أما الجمهور فتأثروا بالاتجاه المعاكس، وكأن من سمح بعرض تلك القصة يريد اخبارهم أن لا أمل يذكر في هذه البلاد.
وخلف ستائر النجاح الأردنية وكفاحها نماذج تخرجت من المدارس الحكومية، آباء شقوا الصخر وفتتوه ليزرعوا بذرة لم تنبت إلا على هذه الأرض ولم يجني ثمارها غريب.
في الأردن من درسوا وعملوا بذات الوقت، من اجتهدوا وابتكروا وصنعوا دون أن يلتفت لقصصهم أحدهم، فصاغوا نجمة في محيط مجهول بعد أن أغمض الجميع عيونهم .
بالعودة لقصة النجاح فهناك الالاف الشباب حلموا بالهجرة وفشلوا، وهناك من هاجر حقا ليجد نفسه متورطا بانتهاء إقامته لكنه ظل هناك متوارياً، فإما العودة مجبراً إلى وطن ابتلعته الواسطة والمحسوبية ولم يعد له به موطئ قدم أو الزواج من سيدة اجنبية تكبره سناً ليحصل على الجنسية فيضمن بها البقاء في بلاد الغربة.
لن نجمل الواقع فتلك المشاهد كثيرة من حولنا، أو ربما هناك الكثير ممن تخلى عن رقمه الوطني أو تحمل ٥سنوات بلا عودة قبل أن يحصل على الجنسية، وأما العائلة فكانت تحت خيارين أحلاهما مر أن يبقى أحد أفرادها معذبا من البطالة أو أن يعذبها الشوق له خارج حدودها.
قصص نجاح كثيرة على هذه الأرض، سيدات أنجبن من رحم المعاناة أملاً فكن منتجات معيلات لأسرهن، وأزواج ما توانوا عن البحث عن المعادن ليطعموا أمعاء أطفالهم الخاوية.
ولنشير هنا أن المعادن رخيصة لا تتعدى علب مشروبات غازية أو طعام معلب رمي بها إلى النفاية هي فرغت وصبرهم لم يفرغ من الرجاء والتمني!
وراء كل تلك النجاحات البسيطة وحتى المآسي ابتسامات حقيقية فرحة بالاستقلال، استقلال خطه الأجداد في التاريخ لتتغنى به أجيال تطمح أن ينظر لها بعين فخر حتى وإن لم يعلق باسمها نيشان.
نيسان ـ نشر في 2022/05/26 الساعة 00:00