فوضى مسموحة
نيسان ـ نشر في 2022/05/31 الساعة 00:00
فوضى مسموحة
كان يقود مركبته بسرعة معقولة، يريد أن يصل الى المستشفى قبل أن تبدأ التحركات غير المنضبطة التي تملأ الشوارع في هذا الوقت من السنة، ويقع في دوامة الفوضى التي ترعاها الحكومة...، ولسوء حظه، لم يكد ينعم بالمسير الطبيعي طويلاً، حتى تناقصت سرعته فجأة، وصار لا يستطيع التحرك، فكأنما غرق في بركة من الطين، .. ضرب كفاً بكف وقال: هذا ما كنا نحذر.. "اللي يخاف من البعبع يطلع له"!، وضع رأسه على المقود قليلاً ثم نفخ بفيه من شده ضجره، وصار يناور بسيارته ليخرج من بركة الطين الآسنة، لكن السيارات تتحرك ببطء شديد، وكأن شيئاً اعترض حلق النفق وأغلقه، .. كان الدم يغلي في عروقه، وجهله حقيقة ما يحدث في الشارع، يزيده توتراً وغضباً!! كيف يتعطل النفق؟!! رد مرافقه: لا يعطله إلا حادث، أو أعمال الباص السريع.
عاد ينظر الى ساعته ثم يتأمل السيارات أمامه وبجانبه، ويكرر النفخ لعله يهدئ قليلاً من توتره.. ولا يهدئ من توتره الا صوت العقل بجانبه: ردد.. لعله خير، لا ندري ما أمامنا، لعله أمر كبير، ليس لنا إلا، النزول عند أمره تعالى... تشرب هذه الكلمات فهدأت ثورته قليلاً، وصار يرى كأن الفرج يقترب، فقد بدأت السيارت تعطي إشارة الى اليمين لتتفادى شيئاً ما، فتبعها.
لم يطل الوقت حتى ظهر السبب، إنها سيارة تعترض النفق!، ..اقترب أكثر، كانت "كيا سيفيا 95" لون خمري تعترض الطريق، وتكاد تختفي تحت الأعلام!!، ..تقدم قليلاً، شاهد شماغاً يكسو غطاء الماتور، ويدور حولها شابٌ نحيف يحاول الجنوح بها الى يسار الشارع، وبيده علبة بلاستيكية..
تفحصه بغضب واشمئزاز من صندله الى قبعته -التي يخرج شعره من فتحتها الخلفية-، مروراً "ببنطلون الرياضة والفانيلا"، ثم قال: "خير شو مالها"؟
رد الشاب دون أن ينظر الى من يخاطبه، لكثرة ما سمع السؤال: "فاضية بنزين"!!
زاد غضبه وشعر أنه أمام نموذج يجب أن يقرّع ويهان، قال له.. حاط عالسيارة بثلاثين دينار أعلام، ومش قادر تعبي سيارتك بنزين!!
ثم زاد وهو يزيد من سرعته: "شد حالك شوي، بنات البوليفارد بيستنوا بطلتك، طولت عليهم.. نظر الى مرافقه وتمتم: شعب يكذب على حاله...!!..
كان يقود مركبته بسرعة معقولة، يريد أن يصل الى المستشفى قبل أن تبدأ التحركات غير المنضبطة التي تملأ الشوارع في هذا الوقت من السنة، ويقع في دوامة الفوضى التي ترعاها الحكومة...، ولسوء حظه، لم يكد ينعم بالمسير الطبيعي طويلاً، حتى تناقصت سرعته فجأة، وصار لا يستطيع التحرك، فكأنما غرق في بركة من الطين، .. ضرب كفاً بكف وقال: هذا ما كنا نحذر.. "اللي يخاف من البعبع يطلع له"!، وضع رأسه على المقود قليلاً ثم نفخ بفيه من شده ضجره، وصار يناور بسيارته ليخرج من بركة الطين الآسنة، لكن السيارات تتحرك ببطء شديد، وكأن شيئاً اعترض حلق النفق وأغلقه، .. كان الدم يغلي في عروقه، وجهله حقيقة ما يحدث في الشارع، يزيده توتراً وغضباً!! كيف يتعطل النفق؟!! رد مرافقه: لا يعطله إلا حادث، أو أعمال الباص السريع.
عاد ينظر الى ساعته ثم يتأمل السيارات أمامه وبجانبه، ويكرر النفخ لعله يهدئ قليلاً من توتره.. ولا يهدئ من توتره الا صوت العقل بجانبه: ردد.. لعله خير، لا ندري ما أمامنا، لعله أمر كبير، ليس لنا إلا، النزول عند أمره تعالى... تشرب هذه الكلمات فهدأت ثورته قليلاً، وصار يرى كأن الفرج يقترب، فقد بدأت السيارت تعطي إشارة الى اليمين لتتفادى شيئاً ما، فتبعها.
لم يطل الوقت حتى ظهر السبب، إنها سيارة تعترض النفق!، ..اقترب أكثر، كانت "كيا سيفيا 95" لون خمري تعترض الطريق، وتكاد تختفي تحت الأعلام!!، ..تقدم قليلاً، شاهد شماغاً يكسو غطاء الماتور، ويدور حولها شابٌ نحيف يحاول الجنوح بها الى يسار الشارع، وبيده علبة بلاستيكية..
تفحصه بغضب واشمئزاز من صندله الى قبعته -التي يخرج شعره من فتحتها الخلفية-، مروراً "ببنطلون الرياضة والفانيلا"، ثم قال: "خير شو مالها"؟
رد الشاب دون أن ينظر الى من يخاطبه، لكثرة ما سمع السؤال: "فاضية بنزين"!!
زاد غضبه وشعر أنه أمام نموذج يجب أن يقرّع ويهان، قال له.. حاط عالسيارة بثلاثين دينار أعلام، ومش قادر تعبي سيارتك بنزين!!
ثم زاد وهو يزيد من سرعته: "شد حالك شوي، بنات البوليفارد بيستنوا بطلتك، طولت عليهم.. نظر الى مرافقه وتمتم: شعب يكذب على حاله...!!..
نيسان ـ نشر في 2022/05/31 الساعة 00:00