بعد إقلاعه عن تعاطي الدجاج.. موظف يثأر لنفسه

بقلم تيم الأقطش
ما قام به الموظفُ اليوم مع مديره أمرٌ بالغ الخطورة وغير مسبوق ويحتاج إلى توقّفٍ وتدبّر وقراءة دقيقة، هذا الموظّف البسيط الصّغير الهادئ المتواضع الذي اعتاد مديره أن يوبّخه ويقلل من شأنه كلما صادفه أو التقى به في الممر الضّيق، دون أن يبدي هذا المسكين أية ردّة فعل تُذكر، ودون أن ينبس ببنت شفة.
اليوم كان استثنائيّا وغير اعتيادي، ما إن فتح المديرُ فاه بكلمة سوء حتى رأينا الموظف الصغير ينقض عليه كأسد جسور، يريد أن يفترسه بنابين من قهر وغضب، تدخل الحاضرون بكل قواهم حتى لا يصل مخلبه إلى عنق المدير، أمسكه أصدقاؤه وأخذوا يبعدونه والدهشة تسكنهم، وحالة من الانشداه تغالبهم، ولما سكت عن الموظّف الغضبُ أخذه أصدقاؤه إلى أقرب مستشفى ليطمئنوا عليه، فما حدث في الرّدهة قبل قليل حيّر الجميع وجعلهم في صدمة لا يقوون على تفسير ما حدث.
قام الطبيب بعمل كل الفحوصات اللازمة للوقوف على حالته، وبعد هُنيهة أقبل الطبيب ودهشة تعلو محيّاه، فأسرع إليه الأصدقاء يزفّون متسائلين عمّا حدث لصديقهم الطّيب الوادع، فأجابهم الطبيب ( يبدو أن صديقكم هذا قد امتنع عن لحوم الدواجن مدة طويلة تسببت في انخفاض مستوى هرمون التدجين في دمه، وقد استعاد جسدُه وظائفَه الحقيقية التي كان عليها قبل إدمانه على تعاطي الدجاج، وأنتم تعلمون أيّها السادة أن من يُكثر من تناول شيء فإنّه يكتسبُ خصاله، وقد ارتفع لدى صاحبكم الآن مستوى هرمون الحرّية والعدالة، وإذا استمر صاحبكم على عدم أكل الدواجن فربّما سيقف ذات صباح على مكان مرتفع ويصيح كالدّيك بأعلى صوته قائلا : Freedom