الموناركية ومستقبل الدولة الأردنية

نيسان ـ نشر في 2015/10/09 الساعة 00:00
محمد قبيلات الساسة الغربيون والاسرائيليون ومعهم بعض العاربة لا يتوانون عن الحديث عن مستقبل الأردن وما يكتنفه من غموض، وكان آخرهم وزيرة الخارجية الأ مريكية السابقة والطامحة لولوج البيت الأبيض في الانتخابات الرئاسية الامريكية القادمة. تحدثت الوزيرة المرشحة لمنصب الرئيس الى طلاب جامعيين في محاضرة دأبت الشخصيات السياسية الامريكية على اقامتها في المدارس والجامعات وتلغيمها بالرسائل التي قد تبلغ الفجاجة منها مبلغا من الصعب تضمينها معه بالخطابات الرسمية. ربما أن مرد كل ذلك هي مجرد مشاعر امرأة مفعمة بتداعيات سن اليأس، التي تفاقمت عندها عندما عادت ودخلت باحة الجامعة، ودارت بها الذاكرة الى تلك الأيام في كلية الحقوق التي تعرفت بها الى الشاب اللطيف سابقا و"أُلألعبان" لاحقا بيل كلينتون، نعم جرّها شريط الذكريات والمآلات الى دوار أكثر من خفيف. فتحدثت عن الشرق الأوسط، تحت تأثير ذاك الدوار، وخصّت الاردن الموناركية بالحديث عن غموض المستقبل فيها كدولة مجاورة لسوريا وإن الحل في قضية فلسطين مرتبط بهذا المستقبل "الغامض"، وكما دأبُ الساسة من بعد آل بوش، فإنهم يهربون عن الحديث عن أمريكا ومشاكلها التاريخية و"مستقبلها" الى الحكي -نعم مجرد حكي- عن الشرق الأوسط وروسيا والصين. ليس مهما ما يتحدثُ به هؤلاء الساسة في محاضراتهم، فربما أن كل ما يوردونه من نقاط ضعف كانت هي نقاط القوة، فلا يغرنّكم أمرهم يا سادة! فهم ليسوا خبراء بما يكفي للتنبؤ بمستقبل الدول، وإلا ما كانوا أوصلوا الولايات المتحدة الأمريكية الى ما وصلت اليه من حال. أمريكا التي لم يكن ينقصها إلا أن تقودها السيدة كلينتون الغارقة في سوداويات سن اليأس من بعد باراك اوباما المسكون بعقد النقص حسب نظرية القذافي. أما الاردنيون فنقول لهم اثبتوا يا سادة.. وكفوّا ايها المرجفون عن ترديد وتكبير كل واردة الينا. فما هي إلا مجرد محاضرة كان يجب أن تُغطى بأية مواضيع، فالأردن بوحدته وإرادته الحرة بالتطوير والمثابرة وبناء دولة القانون والمؤسسات أقوى من كل هذه التخرصات، وأثبتت مختلف الصروف أنه الأقدر على استيعاب المتناقضات وتنظيم أطراف التناقضات بوحدة هدفها الصراعات الرئيسية وليست الفرعية أو الثانوية. ومن جانب آخر، من هي الدولة اليوم التي لا يكتنف مستقبلها الغموض؟؟ من أمريكا -الى اسرائيل طبعا- الى أصغر دولة في أقاصي المحيطات؟؟ الدولة الأردنية بشكل نظام حكمها (الموناركي)، وبإمكاناتها وميزاتها الذاتية، وبالظروف الموضوعية المحيطة بها اقليميا وعالميا، تتوافر الآن على أفضل شروط للصراع والبقاء، أكثر من كثير من الدول في العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية ذاتها. لمتابعة الكاتب على التويتر @qubilatmohammad
    نيسان ـ نشر في 2015/10/09 الساعة 00:00