غداء الأربعاء.. بايدن والمهدي
نيسان ـ نشر في 2022/06/07 الساعة 00:00
في البداية، سنتساءل بعجالة عن الأمر عندنا، ماذا يعني قوله تعالى في سورة الأعراف على لسان سيدنا محمد: (وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ۚ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ..)
هل انشغل الرسول الكريم في بناء دولة، تشرف على ديمومة هذا الرسالة الخالدة وحمايتها وإقامة حكم الله في الأرض، أم جمع أصحابه وصار يحدثهم عن نبوءات المستقبل وعجائب الزمان، وسرد ما يحصل حتى تقوم الساعة، شأنه شأن "التُبّع حسان"، في ملحمة تغريبة بني هلال؟!! لكن القرآن يقرر أن مهمة الرسول لا علاقة لها بسرد القصص عن مستقبل البشرية، بل هو بشير ونذير.. يوصل رسالة الله الى البشرية وهم يمتلكون الأدوات -التي أودعها الله في الإنسان- لإقامة حكم الله في الأرض، ويحققون الغاية من استخلافهم فيها..
فكرة المهدي أتت من الضعف والانسحاب، الذي أصاب اليهود، وهم في اليمن، حيث غزتهم الأمم، ليس لمكانتهم الدينية ولكن لأن اليمن في ذلك الوقت كانت تستحوذ على تجارة البخور والتوابل التي تشبه البترول في زماننا، وفقدوا نتيجة ذلك كيانهم السياسي.. ثم بعد هذا الضياع كتبوا التوراة من واقعهم الانهزامي، واتكؤوا على نبوءة "نبي آخر الزمان" التي وردت عندهم في التوراة، وظنوها خاصة بهم، مع أنهم قبيلة عربية، لكن أنانيتهم جعلتهم ينظرون الى باقي العرب على أنهم اسماعيليون أبناء هاجر، لذلك لما بُعث سيدنا محمد، رفضوا أن يؤمنوا به كونه ليس منهم، مع أن الاسلام صرّح لأصحاب الأديان السابقة أن الدين واحد والرسالة واحدة من آدم الى محمد، وما أنزل على محمد هو نفس الذي أنزل على موسى وعيسى، وعملية توالي انزال الأنبياء، الى أن أنزل القرآن وتكفل بحفظه، سببه أن الرسالات السابقة طُمس فيها التوحيد، أو انحرف أصحابها عن حقيقتها، جراء الواقع الدولي آنذاك..
إذن فكرة نبي آخر الزمان موجودة عند أصحاب الأديان السماوية السابقة، وعند رفضهم رسالة "محمد" الذي هو نبي آخر الزمان، بقيت النبوءة عندهم تبحث عن النبي الخاتم، وبعد عصر النبوة أدخلها أحبار اليهود الذين دخلوا الاسلام الى الثقافة الاسلامية، من طريق الأحاديث التي نسبت للرسول، متجاهلين بعثة سيدنا محمد، وتجاهلوا خاتم الانبياء، وتجاهلوا القرآن الذي يثبت أن الرسول لا يعلم الغيب فكيف، سيتنبأ بشخص يأتي آخر الزمان يقوم بدوره مع أنه قام بدوره على أكمل وجه!!، عدا عن أن القرآن محفوظ، وأي شخص يطبقة ويسير على هديه سيحقق مراد الله، إذن الفكرة في أصلها التوراتي، تشير الى سيدنا محمد، وكل ما ذكر في الاسرائيليات في موروثنا، هو كلام لا يجوز لأنه يتجاوز رسالة سيدنا محمد كما هو في عقيدة التوراتيين.
أما استغلال فكرة المهدي سياسياً، فاستغلت منذ نشأتها من(الأمويين، والعباسيين) لتثبيط الشيعة الذين كانوا يحاربون مغتصبي السلطة، فطبقتها على الشيعة، فلما نجحت طبقوها على السنة حتى يبتعد المسلمون عن مطالبتهم بحقهم في السلطة..
وها هو بايدن يدخل على الخط ليركب موجة المهدي الخرافية، ليَسُوق بها الشعوب الغافلة الى مذبحها، فقد قرر الغرب والأميركان سابقاً أن الصراع في بلاد المسلمين ليس صراع نفوذ استعماري بين الدول الاستعمارية، بل هو صراع بين مكونات المجتمع الاسلامي بين السنة والشيعة، وكلاهما انطلت عليه خرافة المهدي، ولا بد من ركوب موجتها، لأن الفكرة تحمل في طياتها فكرة الحسم الفكري والسياسي.. حيث بدأت دوائر اللعب على الخرافة في أجهزة الاستخبارات الغربية، بترويج اقتراب نهاية الزمان وبدء تحقق نبوءات التوراة الخرافية، ولابد لأميركا أن تستغل الموقف وتحقق هدفها السياسي بالسيطرة على الشرق الأوسط، عن طريق توحيد فكرة المهدي، أو تباينها، لادخال "الشيعة" تحت عباءتهم، ليوازنوا الجناح الثاني "السنة" وتستفرد بالعالم الاسلامي دون غيرها، ومن خلال تمكين اليهود ظاهرياً من أطماعهم، وخرافاتهم التوراتية الضائعة في الزمان والمكان، يتحقق لأميركا التفرد في القرن الحادي والعشرين..
عن الBbc أنها نشرت عن بايدن أنه قال في مقطع فيديو متداول: "أدركت أنني أعلم القليل عن تفاصيل الإسلام، أعرف القليل ولكن لم أعرف الفِرَق، لم أعرف "الإمام المخفي" وعليه وظفت بروفيسورا للدراسات الاسلامية أتناول معه الغداء كل أربعاء على مدار العام لأعرف اكثر عن الامام المخفي (المهدي المنتظر) .."
هل انشغل الرسول الكريم في بناء دولة، تشرف على ديمومة هذا الرسالة الخالدة وحمايتها وإقامة حكم الله في الأرض، أم جمع أصحابه وصار يحدثهم عن نبوءات المستقبل وعجائب الزمان، وسرد ما يحصل حتى تقوم الساعة، شأنه شأن "التُبّع حسان"، في ملحمة تغريبة بني هلال؟!! لكن القرآن يقرر أن مهمة الرسول لا علاقة لها بسرد القصص عن مستقبل البشرية، بل هو بشير ونذير.. يوصل رسالة الله الى البشرية وهم يمتلكون الأدوات -التي أودعها الله في الإنسان- لإقامة حكم الله في الأرض، ويحققون الغاية من استخلافهم فيها..
فكرة المهدي أتت من الضعف والانسحاب، الذي أصاب اليهود، وهم في اليمن، حيث غزتهم الأمم، ليس لمكانتهم الدينية ولكن لأن اليمن في ذلك الوقت كانت تستحوذ على تجارة البخور والتوابل التي تشبه البترول في زماننا، وفقدوا نتيجة ذلك كيانهم السياسي.. ثم بعد هذا الضياع كتبوا التوراة من واقعهم الانهزامي، واتكؤوا على نبوءة "نبي آخر الزمان" التي وردت عندهم في التوراة، وظنوها خاصة بهم، مع أنهم قبيلة عربية، لكن أنانيتهم جعلتهم ينظرون الى باقي العرب على أنهم اسماعيليون أبناء هاجر، لذلك لما بُعث سيدنا محمد، رفضوا أن يؤمنوا به كونه ليس منهم، مع أن الاسلام صرّح لأصحاب الأديان السابقة أن الدين واحد والرسالة واحدة من آدم الى محمد، وما أنزل على محمد هو نفس الذي أنزل على موسى وعيسى، وعملية توالي انزال الأنبياء، الى أن أنزل القرآن وتكفل بحفظه، سببه أن الرسالات السابقة طُمس فيها التوحيد، أو انحرف أصحابها عن حقيقتها، جراء الواقع الدولي آنذاك..
إذن فكرة نبي آخر الزمان موجودة عند أصحاب الأديان السماوية السابقة، وعند رفضهم رسالة "محمد" الذي هو نبي آخر الزمان، بقيت النبوءة عندهم تبحث عن النبي الخاتم، وبعد عصر النبوة أدخلها أحبار اليهود الذين دخلوا الاسلام الى الثقافة الاسلامية، من طريق الأحاديث التي نسبت للرسول، متجاهلين بعثة سيدنا محمد، وتجاهلوا خاتم الانبياء، وتجاهلوا القرآن الذي يثبت أن الرسول لا يعلم الغيب فكيف، سيتنبأ بشخص يأتي آخر الزمان يقوم بدوره مع أنه قام بدوره على أكمل وجه!!، عدا عن أن القرآن محفوظ، وأي شخص يطبقة ويسير على هديه سيحقق مراد الله، إذن الفكرة في أصلها التوراتي، تشير الى سيدنا محمد، وكل ما ذكر في الاسرائيليات في موروثنا، هو كلام لا يجوز لأنه يتجاوز رسالة سيدنا محمد كما هو في عقيدة التوراتيين.
أما استغلال فكرة المهدي سياسياً، فاستغلت منذ نشأتها من(الأمويين، والعباسيين) لتثبيط الشيعة الذين كانوا يحاربون مغتصبي السلطة، فطبقتها على الشيعة، فلما نجحت طبقوها على السنة حتى يبتعد المسلمون عن مطالبتهم بحقهم في السلطة..
وها هو بايدن يدخل على الخط ليركب موجة المهدي الخرافية، ليَسُوق بها الشعوب الغافلة الى مذبحها، فقد قرر الغرب والأميركان سابقاً أن الصراع في بلاد المسلمين ليس صراع نفوذ استعماري بين الدول الاستعمارية، بل هو صراع بين مكونات المجتمع الاسلامي بين السنة والشيعة، وكلاهما انطلت عليه خرافة المهدي، ولا بد من ركوب موجتها، لأن الفكرة تحمل في طياتها فكرة الحسم الفكري والسياسي.. حيث بدأت دوائر اللعب على الخرافة في أجهزة الاستخبارات الغربية، بترويج اقتراب نهاية الزمان وبدء تحقق نبوءات التوراة الخرافية، ولابد لأميركا أن تستغل الموقف وتحقق هدفها السياسي بالسيطرة على الشرق الأوسط، عن طريق توحيد فكرة المهدي، أو تباينها، لادخال "الشيعة" تحت عباءتهم، ليوازنوا الجناح الثاني "السنة" وتستفرد بالعالم الاسلامي دون غيرها، ومن خلال تمكين اليهود ظاهرياً من أطماعهم، وخرافاتهم التوراتية الضائعة في الزمان والمكان، يتحقق لأميركا التفرد في القرن الحادي والعشرين..
عن الBbc أنها نشرت عن بايدن أنه قال في مقطع فيديو متداول: "أدركت أنني أعلم القليل عن تفاصيل الإسلام، أعرف القليل ولكن لم أعرف الفِرَق، لم أعرف "الإمام المخفي" وعليه وظفت بروفيسورا للدراسات الاسلامية أتناول معه الغداء كل أربعاء على مدار العام لأعرف اكثر عن الامام المخفي (المهدي المنتظر) .."
نيسان ـ نشر في 2022/06/07 الساعة 00:00