ورطة وزير الداخلية
نيسان ـ نشر في 2022/06/09 الساعة 00:00
إبراهيم قبيلات..
قديما كنا نقول حين يفشل السياسي يتورط الأمني بكلف لا ذنب له فيها، وقديما كنا نقول حين يخفق الاقتصادي الرسمي يأتي الأمني لترقيع ما يمكن تقيعه، اليوم لا نعرف ماذا نقول ونحن نرى الجميع يسقط في أزمات يجري خلقها إما قصداً أو بتراكم الأخطاء.
لا يزال صدى تصريح وزير الداخلية مازن الفراية حول رفع أسعار المشتقات النفطية أربع مرات قريباً يرن في مجالس الأردنيين ويحفر في أحاديثهم قلقاً.
لم ورّط وزير الداخلية نفسه في ملف ليس له؟ ولم قال ما استفز الأردنيين وضاعف من خشيتهم وهو القادم إليهم من قلب الجيش وقايش العسكر؟
لنفترض أن الوزير قال ما أجمع عليه القوم، وإنهم يريدون توصيل رسالة واضحة وشفافة للمجتمع، تحذّرهم من مغبة الاقتراب من الدواوير وحرق الإطارات احتجاجاً على رفع أسعار المحروقات، ولنفترض بأنهم يريدون إيصال رسالة واضحة أيضاً تؤكد لنا بأن ملف النفط صار في البؤبؤ الأحمر للعين الحمراء، صار أمنياً بامتياز، فهذا يعني إن الحكومة وصلت مرحلة الجنون والهذيان الرسمي.
ولنفترض أيضاً أنهم يريدون إطلاق بالون اختبار يحمل رفوعات الفراية الأربع، إلى جانب ما قاله النائب عبد الله عيال عواد حول وصول سعر تنكة المحروقات إلى ثلاثين ديناراً، ثم يطير في سماء المحافظات والقرى والمخيمات والبوادي، وعلى طريقة هدهد سليمان، ثم إذا ما تشكّلت كرة الغضب والاحتجاج الشعبي يعود القوم عن الثلاثين ديناراً ويكتفون بـ22 ديناراً ثمنا لتنكة البنزين، فإنهم بذلك يفقأون عين الناس، ويسكبون الزيت أمام عربة المئوية الثانية مع سبق الإصرار والترصد.
في الأثناء، أراد وزير الطاقة صالح الخرابشة أمس، _ يجزاه ربه خير الجزاء - أن يفزع لزميله وزير الداخلية، مازن الفراية، فقال ما زاد الطين بله، وأكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن الحكومة سترفع أسعار المحروقات سواء أوصت لجنة تسعير المحروقات أم لم توصِ.
فهم الأردنيون الرسالة، وأن القصة لا علاقة لها بالأسعار العالمية بقدر ما هي "مطاحنة" و"مداقرة" تصل حد النهب الرسمي لجيوب الأردنيين.
صحيح أن الفراية حاول أن يبدو صريحاً وشفافاً في لقائه أمس الأول مع مستثمرين في مدينة إربد، لكن صراحته زرعت من القنابل كثيراً في حضن حكومة الخصاونة.
ما فهمناه من تصريح الوزيرين وتسريبة النائب أن هناك قراراً بمعاقبة الأردنيين على السياسات الاقتصادية الفاشلة التي اتبعتها الدولة وعنوانها الضريبة منذ عقود.
وكأن الرأس الاقتصادي الرسمي في الاردن فقد عقله منذ سنوات طويلة، بدأ ذلك عندما سلّموا الرأس والجسد للمؤسسات الدولية التي حظرت على الاردن مجرد التفكير، طالما الرأس وعقله مرتهن برغباتها وإملاءاتها.
ماذا يعني أن يقول وزير الطاقة أن الحكومة سترفع أسعار المشتقات النفطية الشهر المقبل حتى لو لم ترتفع عالميا؟ هل يريد الوزير إجبار الناس على النزول للشارع؟ وأين وزير الإعلام من هذا كله؟
الواضح تماماً من مشهد الحكومة أن الفريق يتخبط، وأنه يعيش في مرحلة جنون مطبق، ولا يعرف كيف يخرج أقدامه من رمال التصاريح المتحركة.
قديما كنا نقول حين يفشل السياسي يتورط الأمني بكلف لا ذنب له فيها، وقديما كنا نقول حين يخفق الاقتصادي الرسمي يأتي الأمني لترقيع ما يمكن تقيعه، اليوم لا نعرف ماذا نقول ونحن نرى الجميع يسقط في أزمات يجري خلقها إما قصداً أو بتراكم الأخطاء.
لا يزال صدى تصريح وزير الداخلية مازن الفراية حول رفع أسعار المشتقات النفطية أربع مرات قريباً يرن في مجالس الأردنيين ويحفر في أحاديثهم قلقاً.
لم ورّط وزير الداخلية نفسه في ملف ليس له؟ ولم قال ما استفز الأردنيين وضاعف من خشيتهم وهو القادم إليهم من قلب الجيش وقايش العسكر؟
لنفترض أن الوزير قال ما أجمع عليه القوم، وإنهم يريدون توصيل رسالة واضحة وشفافة للمجتمع، تحذّرهم من مغبة الاقتراب من الدواوير وحرق الإطارات احتجاجاً على رفع أسعار المحروقات، ولنفترض بأنهم يريدون إيصال رسالة واضحة أيضاً تؤكد لنا بأن ملف النفط صار في البؤبؤ الأحمر للعين الحمراء، صار أمنياً بامتياز، فهذا يعني إن الحكومة وصلت مرحلة الجنون والهذيان الرسمي.
ولنفترض أيضاً أنهم يريدون إطلاق بالون اختبار يحمل رفوعات الفراية الأربع، إلى جانب ما قاله النائب عبد الله عيال عواد حول وصول سعر تنكة المحروقات إلى ثلاثين ديناراً، ثم يطير في سماء المحافظات والقرى والمخيمات والبوادي، وعلى طريقة هدهد سليمان، ثم إذا ما تشكّلت كرة الغضب والاحتجاج الشعبي يعود القوم عن الثلاثين ديناراً ويكتفون بـ22 ديناراً ثمنا لتنكة البنزين، فإنهم بذلك يفقأون عين الناس، ويسكبون الزيت أمام عربة المئوية الثانية مع سبق الإصرار والترصد.
في الأثناء، أراد وزير الطاقة صالح الخرابشة أمس، _ يجزاه ربه خير الجزاء - أن يفزع لزميله وزير الداخلية، مازن الفراية، فقال ما زاد الطين بله، وأكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن الحكومة سترفع أسعار المحروقات سواء أوصت لجنة تسعير المحروقات أم لم توصِ.
فهم الأردنيون الرسالة، وأن القصة لا علاقة لها بالأسعار العالمية بقدر ما هي "مطاحنة" و"مداقرة" تصل حد النهب الرسمي لجيوب الأردنيين.
صحيح أن الفراية حاول أن يبدو صريحاً وشفافاً في لقائه أمس الأول مع مستثمرين في مدينة إربد، لكن صراحته زرعت من القنابل كثيراً في حضن حكومة الخصاونة.
ما فهمناه من تصريح الوزيرين وتسريبة النائب أن هناك قراراً بمعاقبة الأردنيين على السياسات الاقتصادية الفاشلة التي اتبعتها الدولة وعنوانها الضريبة منذ عقود.
وكأن الرأس الاقتصادي الرسمي في الاردن فقد عقله منذ سنوات طويلة، بدأ ذلك عندما سلّموا الرأس والجسد للمؤسسات الدولية التي حظرت على الاردن مجرد التفكير، طالما الرأس وعقله مرتهن برغباتها وإملاءاتها.
ماذا يعني أن يقول وزير الطاقة أن الحكومة سترفع أسعار المشتقات النفطية الشهر المقبل حتى لو لم ترتفع عالميا؟ هل يريد الوزير إجبار الناس على النزول للشارع؟ وأين وزير الإعلام من هذا كله؟
الواضح تماماً من مشهد الحكومة أن الفريق يتخبط، وأنه يعيش في مرحلة جنون مطبق، ولا يعرف كيف يخرج أقدامه من رمال التصاريح المتحركة.
نيسان ـ نشر في 2022/06/09 الساعة 00:00