الثقافة القطرية أزمة وجود
نيسان ـ نشر في 2022/06/28 الساعة 00:00
كان في زمننا العربي الضائع، أرى خيولاً هاربة، تتجول في المنطقة تبحث عن ذاتها بعد أن ذهب زمن الحروب التقليدية، فيعلو الصهيل والضباح دون انتاج، فصار فرسانها يتبعون المناسبات ليفرغوا شيئاً من طاقتها في السباق وسط جمهور لا يدري مايحصل سوى أن واحدة تقدمت وأخرى تأخرت.
أدمن فرسانها التجول وكلما ذُكرت لهم ساحة ترابية فروا إليها ومارسوا ما مارسوه في ساحة سابقة، وهكذا تدور هذه الخيل على الساحات، تفرغ طاقتها، وعند الليل تدرك أنها لم تنتج شيئاً، ولم تحقق هدفاً كما حققت أجدادها في ساحات المعارك..
الثقافة في بلادنا كمناسباتنا، تعج بالطبل والزمر، ويتعالى الضجيج، ثم تنطفئ مرة واحدة وتنتهي ويسود الصمت بعدها، إلا من الذين يجمعون مخلفات الحفل.
المدن الثقافية لا تنهض بثقافة عرجاء صارت تهتم بالتزويق والاستعراض أكثر من المحتوى الهادف، والمثقف لا يتثقف لذات الثقافة بل ليهذب نفسه ويسمو بها من الفردية الى القيم المشتركة والفضائل العليا التي تنقذ مجتمعه من الاستعباد والتبعية والذل والانحطاط..
أما إذا اعتاش المثقف على قوت الناس الذي تأخذه هذه المؤسسات من أفواه الجوعى وتلقيه في فمه، فلن ينتج شيئاً ذا بال، ولن يستفيد منه الشعب ولا البلد، لأن المال صيّره الى نوع من المجترات ويظل دأبه دفع مجتمعه الى الحضيض ليأكل هو، إذ قومه جياع مما اغتصبه المستبدون.
لماذا مؤسسات البلد التي تعتمد في ميزانياتها على جيوب المواطنين تحتفي بالثقافة المقيدة وبمثقفين احرار تدور حريتهم في جانب ضيق من الجسد، فتنشر لهم ابداعاتهم التي تصف بعض أجهزة الجسم والخيالات التي تحوم حولها، ليخدعوا المراهقين والغرائزيين، أن المثقف متمرد على قيم مجتمعه الصحيحة، فيأنف من ذكر حياتهم البسيطة الطيبة، ويجنح نحو ذكر الحانات والسلوكات المنحرفة ويجعلها عنوانا لابداعاته.
هذه المؤسسات تحتفي بهذا التيار وتنشر له أي شيء وتدفع بسخاء مما غصبته من جيوب المواطنين، فيفرح برهة ويمتلئ بنشوة التوقيع على أعماله فيأخذ حصته ويمضي، فإذا تكدست الكتب في هذه المؤسسات ولم تجد طريقها لقارئ، تعمد المؤسسات الداعمة للثقافة الخاصة الى الاستعانة بمكب الغباوي، ليخلصها من ازدحام الكتب في مخازنها..!!
كل الأمم الحديثة تحررت بأدبها، ودفعها أدباؤها الى الوعي والتحرر، بما يكتبون عن قيم الحرية وحقوق الشعوب..
وما دام ما يكتبه بعض أدبائنا إن جاز التعبير محصور في الغرائز، فلن يندفع المتلقي "إن وُجد" إلا إلى إشباع غريزته ثم يرتاح. ولن يستطيع الاهتمام بقيم الحرية ولا يندغم بالمجتمع والوطن، ولن تتعزز عنده القيم العامة، لأنه يعلي غرائزه الفردية فقط..
ثقافة كهذه لا تدعم تطلعات مجتمعها هي ثقافة هدم وتكريس للضياع....!!
أدمن فرسانها التجول وكلما ذُكرت لهم ساحة ترابية فروا إليها ومارسوا ما مارسوه في ساحة سابقة، وهكذا تدور هذه الخيل على الساحات، تفرغ طاقتها، وعند الليل تدرك أنها لم تنتج شيئاً، ولم تحقق هدفاً كما حققت أجدادها في ساحات المعارك..
الثقافة في بلادنا كمناسباتنا، تعج بالطبل والزمر، ويتعالى الضجيج، ثم تنطفئ مرة واحدة وتنتهي ويسود الصمت بعدها، إلا من الذين يجمعون مخلفات الحفل.
المدن الثقافية لا تنهض بثقافة عرجاء صارت تهتم بالتزويق والاستعراض أكثر من المحتوى الهادف، والمثقف لا يتثقف لذات الثقافة بل ليهذب نفسه ويسمو بها من الفردية الى القيم المشتركة والفضائل العليا التي تنقذ مجتمعه من الاستعباد والتبعية والذل والانحطاط..
أما إذا اعتاش المثقف على قوت الناس الذي تأخذه هذه المؤسسات من أفواه الجوعى وتلقيه في فمه، فلن ينتج شيئاً ذا بال، ولن يستفيد منه الشعب ولا البلد، لأن المال صيّره الى نوع من المجترات ويظل دأبه دفع مجتمعه الى الحضيض ليأكل هو، إذ قومه جياع مما اغتصبه المستبدون.
لماذا مؤسسات البلد التي تعتمد في ميزانياتها على جيوب المواطنين تحتفي بالثقافة المقيدة وبمثقفين احرار تدور حريتهم في جانب ضيق من الجسد، فتنشر لهم ابداعاتهم التي تصف بعض أجهزة الجسم والخيالات التي تحوم حولها، ليخدعوا المراهقين والغرائزيين، أن المثقف متمرد على قيم مجتمعه الصحيحة، فيأنف من ذكر حياتهم البسيطة الطيبة، ويجنح نحو ذكر الحانات والسلوكات المنحرفة ويجعلها عنوانا لابداعاته.
هذه المؤسسات تحتفي بهذا التيار وتنشر له أي شيء وتدفع بسخاء مما غصبته من جيوب المواطنين، فيفرح برهة ويمتلئ بنشوة التوقيع على أعماله فيأخذ حصته ويمضي، فإذا تكدست الكتب في هذه المؤسسات ولم تجد طريقها لقارئ، تعمد المؤسسات الداعمة للثقافة الخاصة الى الاستعانة بمكب الغباوي، ليخلصها من ازدحام الكتب في مخازنها..!!
كل الأمم الحديثة تحررت بأدبها، ودفعها أدباؤها الى الوعي والتحرر، بما يكتبون عن قيم الحرية وحقوق الشعوب..
وما دام ما يكتبه بعض أدبائنا إن جاز التعبير محصور في الغرائز، فلن يندفع المتلقي "إن وُجد" إلا إلى إشباع غريزته ثم يرتاح. ولن يستطيع الاهتمام بقيم الحرية ولا يندغم بالمجتمع والوطن، ولن تتعزز عنده القيم العامة، لأنه يعلي غرائزه الفردية فقط..
ثقافة كهذه لا تدعم تطلعات مجتمعها هي ثقافة هدم وتكريس للضياع....!!
نيسان ـ نشر في 2022/06/28 الساعة 00:00