يا خسارة ما كتبنا
نيسان ـ نشر في 2022/06/29 الساعة 00:00
حالة لا تعرف كيف تصفها أو ما هي الكلمة التي يمكن أن تلخصها، تبادلت في الأيام الماضية الحديث مع عدد من الكتاب والصحافيين حول غيابهم عن الكتابة، وكنت اسأل بدافع الاطمئنان عليهم.
شعرت وأنا أتحدث معهم كما لو أنهم كسروا أقلامهم وندموا على هذه الحرفة، وعلى عمرهم الذي ضاع بين الكتب وأوراق الصحف ورائحة حبر المطابع وصوت ماكينة الطباعة وهي تدور.
حالة من القرف والإحباط وعدم الجدوى من كل شيء أخذت تسري بين مسامات الكاتب والمثقف الأردني والعربي، ولم يعد يرى أن ثمة عزاء في الكتابة.
قارئ زمان انقرض وتلاشى، القارئ الذي كان يطارد الكاتب والصحفي مثل ظله، ويتجول بين اكشاك وسط عمان. حاليا حين تعرف أحدهم على كاتب، وتقول له أنه أستاذ ومعلم في حرفة الصحافة والكتابة، ينظر إليك كما لو أنك تتحدث عن كائن فضائي بلا ملامح.
ضاع الكاتب والصحافي والأديب بين مئات الذين يكتبون بوستات أو تغريديات ثم يتصل بك ويسألك: قرأت مقالي؟ وحين تقول له أي مقال؟ يريد عليك غاضبا: شو أنت ما بتقرأ؟
وبعد أن تتيقن أنك أصبحت خارج العصر، ولم تعد متابعا جديا لم يكتب، تزور صفحة هذا الكاتب فتجد المقال المذكورة عبارة عن حالة مغص شديد واضطراب بالمعدة وقرحة في الإثني عشر.
الكاتب الحقيقي ضاع بين الأدعياء والكذبة والكتبة.
حتى الدولة لم تعد تكترث بهؤلاء الكتاب، ولم تعد تسمع كلامهم ونصائحهم ورؤيتهم، وباتت تعتمد على كتاب، نصف ما يكتبونه ترويج لبضاعة رسمية رديئة لا تصلح أن تقدم للجمهور، والنصف الأخر تقليل من شأن المواطن الذي لا يقدر المجهود الذي تقدمه الحكومة لرفاهيته، مواطن متذمر وشكاء وكسول بتكبر على الشغل وعلى بعض المهن، وتشعر أحيانا أن هذا الكاتب يوشك أن يضرب المواطن بالشلوت أو بـ"البوكس" على وجهه.
حال غالبية من تحدثت معهم كحال "محبوب" فيروز اللي مغير من شهرين "كتبنا وما كتبنا ويا خسارة ما كتبنا"..كأنهم يقولون: كتبنا أو ما كتبنا، لجنة ورا لجنة، وتحقيق ورا تحقيقوالعمر بضيع..ارمي في البحر، كله عند الحكومة صابون، ما بتفرق. المسؤول مدلي رجليه على أكتاف المواطن وماد رجليه وببرطع على الشط بالمايوه وكرشه 3 امتار أمامه.
ويا خسارة ما كتبنا!
شعرت وأنا أتحدث معهم كما لو أنهم كسروا أقلامهم وندموا على هذه الحرفة، وعلى عمرهم الذي ضاع بين الكتب وأوراق الصحف ورائحة حبر المطابع وصوت ماكينة الطباعة وهي تدور.
حالة من القرف والإحباط وعدم الجدوى من كل شيء أخذت تسري بين مسامات الكاتب والمثقف الأردني والعربي، ولم يعد يرى أن ثمة عزاء في الكتابة.
قارئ زمان انقرض وتلاشى، القارئ الذي كان يطارد الكاتب والصحفي مثل ظله، ويتجول بين اكشاك وسط عمان. حاليا حين تعرف أحدهم على كاتب، وتقول له أنه أستاذ ومعلم في حرفة الصحافة والكتابة، ينظر إليك كما لو أنك تتحدث عن كائن فضائي بلا ملامح.
ضاع الكاتب والصحافي والأديب بين مئات الذين يكتبون بوستات أو تغريديات ثم يتصل بك ويسألك: قرأت مقالي؟ وحين تقول له أي مقال؟ يريد عليك غاضبا: شو أنت ما بتقرأ؟
وبعد أن تتيقن أنك أصبحت خارج العصر، ولم تعد متابعا جديا لم يكتب، تزور صفحة هذا الكاتب فتجد المقال المذكورة عبارة عن حالة مغص شديد واضطراب بالمعدة وقرحة في الإثني عشر.
الكاتب الحقيقي ضاع بين الأدعياء والكذبة والكتبة.
حتى الدولة لم تعد تكترث بهؤلاء الكتاب، ولم تعد تسمع كلامهم ونصائحهم ورؤيتهم، وباتت تعتمد على كتاب، نصف ما يكتبونه ترويج لبضاعة رسمية رديئة لا تصلح أن تقدم للجمهور، والنصف الأخر تقليل من شأن المواطن الذي لا يقدر المجهود الذي تقدمه الحكومة لرفاهيته، مواطن متذمر وشكاء وكسول بتكبر على الشغل وعلى بعض المهن، وتشعر أحيانا أن هذا الكاتب يوشك أن يضرب المواطن بالشلوت أو بـ"البوكس" على وجهه.
حال غالبية من تحدثت معهم كحال "محبوب" فيروز اللي مغير من شهرين "كتبنا وما كتبنا ويا خسارة ما كتبنا"..كأنهم يقولون: كتبنا أو ما كتبنا، لجنة ورا لجنة، وتحقيق ورا تحقيقوالعمر بضيع..ارمي في البحر، كله عند الحكومة صابون، ما بتفرق. المسؤول مدلي رجليه على أكتاف المواطن وماد رجليه وببرطع على الشط بالمايوه وكرشه 3 امتار أمامه.
ويا خسارة ما كتبنا!
نيسان ـ نشر في 2022/06/29 الساعة 00:00