هل تنجح القمة مع بايدن؟
نيسان ـ نشر في 2022/07/02 الساعة 00:00
الرئيس بايدن يسعى من خلال القمة تحقيق عدة أهداف: اولها واهمها، محاولة اقناع الحلفاء بزيادة ضخ النفط والغاز حتى تنخفض الاسعار عالميا، فالتضخم تحد كبير يواجه اوروبا وأميركا، واهم من ذلك، فان زيادة الضخ سوف يأخذ سلاح بوتين الفتاك من يده.
ثانيا، يريد بايدن مزيدا من التوسيع والتعاون بين الدول العربية واسرائيل، وتحقيق ذلك سيعطي الزيارة صفة الشمولية ويساعد بايدن كثيرا سياسيا في الداخل. واخيرا، يريد بايدن من دول الخليج ان تتفهم حساسية ملف حقوق الانسان أميركيا ودوليا، وألا يتم التعامل معه كأنه طرح مثالي لا يجب التوقف عنده، وهو يعلم ان ليس لديه القدرة على وضع اية املاءات بشأن حقوق الانسان، لذلك هو يريد ان يتفهم كل طرف مواقف الاخر بشأن هذا الملف، وان تبتعد الدول العربية عن احراج امريكا في تعاملها مع ملفات حقوق الانسان.
السعودية ودول الخليج بالمقابل لديها قائمة بما تريده من بايدن: اولا، هي تريد ان تعرف ماذا يجري من تفاوض مع ايران، وان تتأكد ان بايدن لن يفعل ما فعله اوباما بالاتفاق النووي الذي اعتبرته دول الخليج واسرائيل كارثيا، بل وتريد الاستمرار بسياسة الضغط القصوى التي انتهجها ترامب بطلب وتشجيع من اسرائيل ودول الخليج. ثانيا، دول الخليج تريد ضمانات امنية حقيقية ملتزم بها، فقد عانت كل مرة من سياسة رسم الخطوط الحمر ثم الابتعاد عن حمايتها، فقد رسم اوباما وترامب خطوطا حمراء منها التعامل مع اذرع ايران وان تهديداتها قادمة من ايران ولم يلتزم كلاهما بذلك. دول الخليج تريد ان تعرف ان اعادة التموضع الأميركي بإتجاه آسيا لن يكون على حساب امنها، وهو ما يظهر انه كذلك، سياسة القيادة من الخلف شوشت المعادلة الامنية بالخليج وفاقمت التهديدات الامنية، ما دفع الخليج للاتجاه نحو الصين وروسيا، وهي تريد من بايدن الان ان يوضح ما هي حدود الدور الامني الأميركي، في ظل اعادة التموضع، حتى تتمكن دول الخليج من التأقلم مع الواقع الجديد. ثالثا، يريد قادة الخليج ان يعرفوا لماذا يزيدون ضخ النفط ويستخدمونه كسلاح سياسي ومقابل اي ثمن، اي انهم يعلمون انهم يستطيعون انقاذ العالم من تداعيات حرب اوكرانيا، ولكن لماذا عساهم يفعلون ذلك، وهل التعامل معهم والاثمان التي ستقدم لهم سياسيا وامنيا بحجم دورهم المحوري والمفصلي بالحرب فهم قادرون بالفعل على حسمها باستخدام سلاح النفط.
اعلاه سيكون جوهر واساس القمة الاساسي. دع عنك الحديث عن اي اجندات مبادئ مثالية، فالمجتمعون جميعا ومنهم بايدن واقعيون براغماتيون، لن يدعوا اجندات المثالية السياسية او الحديث عن مصافحة او التقاط صور سببا حتى للنقاش، لان ثمة امورا اكثر حساسية واستراتيجية تحتاج لقرارات. ومع ذلك، وبالرغم من ان النقاش سيكون واقعيا بحتا وبتجرد، فإن القمة على الارجح لن تنجح، وذلك لاسباب سياسية ضمن النطاق الاوسع وهي عدم الرغبة بانقاذ بايدن في انتخابات نوفمبر القادم، وسيترك يخوض الانتخابات وشبح حرب اوكرانيا فوق رأسه ما سيجلب عليه ضغطا جمهوريا بالكونغرس، وربما يهيء لعودة الجمهوريين بعد بايدن، وهذا ما يريده الخليج.
الغد
ثانيا، يريد بايدن مزيدا من التوسيع والتعاون بين الدول العربية واسرائيل، وتحقيق ذلك سيعطي الزيارة صفة الشمولية ويساعد بايدن كثيرا سياسيا في الداخل. واخيرا، يريد بايدن من دول الخليج ان تتفهم حساسية ملف حقوق الانسان أميركيا ودوليا، وألا يتم التعامل معه كأنه طرح مثالي لا يجب التوقف عنده، وهو يعلم ان ليس لديه القدرة على وضع اية املاءات بشأن حقوق الانسان، لذلك هو يريد ان يتفهم كل طرف مواقف الاخر بشأن هذا الملف، وان تبتعد الدول العربية عن احراج امريكا في تعاملها مع ملفات حقوق الانسان.
السعودية ودول الخليج بالمقابل لديها قائمة بما تريده من بايدن: اولا، هي تريد ان تعرف ماذا يجري من تفاوض مع ايران، وان تتأكد ان بايدن لن يفعل ما فعله اوباما بالاتفاق النووي الذي اعتبرته دول الخليج واسرائيل كارثيا، بل وتريد الاستمرار بسياسة الضغط القصوى التي انتهجها ترامب بطلب وتشجيع من اسرائيل ودول الخليج. ثانيا، دول الخليج تريد ضمانات امنية حقيقية ملتزم بها، فقد عانت كل مرة من سياسة رسم الخطوط الحمر ثم الابتعاد عن حمايتها، فقد رسم اوباما وترامب خطوطا حمراء منها التعامل مع اذرع ايران وان تهديداتها قادمة من ايران ولم يلتزم كلاهما بذلك. دول الخليج تريد ان تعرف ان اعادة التموضع الأميركي بإتجاه آسيا لن يكون على حساب امنها، وهو ما يظهر انه كذلك، سياسة القيادة من الخلف شوشت المعادلة الامنية بالخليج وفاقمت التهديدات الامنية، ما دفع الخليج للاتجاه نحو الصين وروسيا، وهي تريد من بايدن الان ان يوضح ما هي حدود الدور الامني الأميركي، في ظل اعادة التموضع، حتى تتمكن دول الخليج من التأقلم مع الواقع الجديد. ثالثا، يريد قادة الخليج ان يعرفوا لماذا يزيدون ضخ النفط ويستخدمونه كسلاح سياسي ومقابل اي ثمن، اي انهم يعلمون انهم يستطيعون انقاذ العالم من تداعيات حرب اوكرانيا، ولكن لماذا عساهم يفعلون ذلك، وهل التعامل معهم والاثمان التي ستقدم لهم سياسيا وامنيا بحجم دورهم المحوري والمفصلي بالحرب فهم قادرون بالفعل على حسمها باستخدام سلاح النفط.
اعلاه سيكون جوهر واساس القمة الاساسي. دع عنك الحديث عن اي اجندات مبادئ مثالية، فالمجتمعون جميعا ومنهم بايدن واقعيون براغماتيون، لن يدعوا اجندات المثالية السياسية او الحديث عن مصافحة او التقاط صور سببا حتى للنقاش، لان ثمة امورا اكثر حساسية واستراتيجية تحتاج لقرارات. ومع ذلك، وبالرغم من ان النقاش سيكون واقعيا بحتا وبتجرد، فإن القمة على الارجح لن تنجح، وذلك لاسباب سياسية ضمن النطاق الاوسع وهي عدم الرغبة بانقاذ بايدن في انتخابات نوفمبر القادم، وسيترك يخوض الانتخابات وشبح حرب اوكرانيا فوق رأسه ما سيجلب عليه ضغطا جمهوريا بالكونغرس، وربما يهيء لعودة الجمهوريين بعد بايدن، وهذا ما يريده الخليج.
الغد
نيسان ـ نشر في 2022/07/02 الساعة 00:00