السردية تكتب: اشياء تحدث لمرة واحدة فقط

بقلم ميسر السردية
ناضلت لأيام كي أحصل على موافقة أهلي بشراء ساعة منبه،علقت على عدم وجودها سبب تأخري عن المدرسة صباحا و العقاب المستمر من المعلمة، كنت رأيت الساعة في المسلسلات المصرية، أردت امتلاكها من باب تقليد عالم الفن المدهش بالنسبة لي.
عدت عصرا من سوق المدينة، وقتت الساعة ونمت فور الوصول لأجربها، لم أصبر حتى صباح اليوم التالي، نمت عميقا بعد أن تملخت من حمل المشتريات العائلية، لكل شيء ضريبة، رنت الساعة في وقتها الذي حددته مع صلاة المغرب، رميت الغطاء مفزوعة، طشيت لا ألوي خلفي خارج الدار، بسم الله ومحمد رسول الله، جني مو جني هذا.. من يومها لم أعد لها، الحمدلله الذي لم استخدمها صباحا وإلا لهربت العائلة كلها.
اليوم اشتريت سماعة هاتف، شحنتها وجربتها في مكالمة واحدة، ضرورية في حالات استخدام اليد والتحدث أحيانا، وضعتها بقربي، قلبت رأسي، وشتت انتباهي، فيها ضوء يلمع كذنب الطائرة ليلا، حيرتني كيف أتخلص من برقها هذا، وضعتها تحت المخدة ويتضح انها ستحلق بهاتيك الساعة التي كانت لمرة واحدة فقط.
اليوم أيضا انقلب صهريج "نضح" مياه عادمة من فوق جسر المدينة الرياضية، هذه النقطة الجغرافية تفصل تماما مابين جزيرة عمان الغربية مركز الغنى و جزيرة عمان الشرقية مركز العوز والفقر غالبا.. لا أدري بأي الإتجاهات سالت الحمولة.. لكن على الأغلب أنها تشعبت شرقا وغربا، لاندري نصيب من كان الأكثر.. هذه أول مرة نتقاسم جغرافيا محتويات نتنه جدا جدا... هذا منبه جديد سمعنا صوته قبلما نشتم رائحته... مش طبيعي هذا التنك في عدالة التوزيع ..!!!