الحقبة المنجوسة..حين حكمت مصر دولة (أحمد موسى)
نيسان ـ نشر في 2015/10/13 الساعة 00:00
سيقف المؤرخون طويلا أمام تلك الحقبة من عمر مصر ، بضع سنوات لا غير ، لن يستطع مؤرخ مهما بلغت حنكته أومهارته أو معرفته بفنون اللغة وإلمامه بمصطلحاتها أن يطلق عليها وصفا يليق بها وبالأحداث فيها!!
بماذا يمكنهم تسميتها ؟! فعلى غرار دول قامت ،واصطبغت بصفات محددة ، وحكم فيها اناس من سلالة أو عائلة معينة ، يمكننا ان نعدد دولا كثيرة مرت على مصر، فما بين عصر الاسرات الفرعونية بداية من الدولة القديمة ثم الوسطى ثم الحديثة، ثم العصر الانتقالي ، إلى العصر الروماني والإغريقي ، ثم الفتح الإسلامي في عهد الخلفاء الراشدين وولاتهم على مصر ، ثم الدولة الأموية وولاتها و العباسية والطولونية والإخشيدية ثم الدولة الفاطمية ثم دولة الأيوبيين وبعدها دولة المماليك ثم الدولة العثمانية ثم حكم أسرة محمد علي ،وانتهاء بدولة العسكر ،التي بدأت بإنقلاب 23 يوليو 1952 وتوطدت أركانها وأخذت شكلها الحقيقي في العام 1954 والتي مازالت تحكم مصر إلى الآن ،حين قرر مجموعة من الضباط ذوي العلل النفسية والأخلاق المتدنية بقيادة زعيمهم الهالك "جمال عبد الناصر" أن يسيطروا على حكم مصر ،فينهبوا خيراتها ويستعبدوا ابنائها ،وكانوا هم الستار الخفي الذي سيطرت به قوى الغرب على العالم العربي والإسلامي، وانتهى على أيديهم أي أثر باق لدولة الخلافة الإسلامية، وصنع عبد الناصر وزملائه صنما اسموه القومية العربية بديلا عن الهوية الإسلامية للشعوب ، وبدأ طاغية العصر الحديث حربا لا هوادة فيها على الدين الإسلامي في مشارق العالم ومغاربه ، حربا لم يقم بها أبو جهل راس الكفر في عهد رسول الله "صلى الله عليه وسلم"
وانحدرت مصر إلى قيعان بعيدة ، حتى وصلت لتلك الهوة السحيقة في مستنقع التخلف البغيض في أدنى العالم ،وانحدرت معها بالتبعية دول العالم العربي بأكمله ،ومازلنا بلا فخر نحتكر المقاعد الأخيرة في قطار التقدم والتنمية العالمي ،بينما مصر للأسف تعاني من حالة إمساك شديدة أجبرتها أن تقبع في حمام خرب داخل مؤخرة القطار منذ الخمسينات وإلى الآن ، فمصر الغنية بخيراتها ، والتي دوما كانت واسطة العقد ودرة التاج لأي دولة حكمتها في العالم ، يبتلع خيراتها وينهب ثرواتها ثلة من العشرات وعلى اكثر تقدير المئات من عائلات العسكر وأذيالهم وتابعيهم ، ومن طبيعي أن تمتلئ كروشهم ، وتنتفخ أمعائهم ، وتعاني معداتهم من تخمة شديدة ، تجبرهم وتجبر مصر باكملها على الركون في ذلك الحمام.
ولكن ما أقصده حقيقة ..هي حقبة مختلفة ،حيث الأمور اكثر حدة وأشد فجاجة ، حيث اصطبغت مصر بصبغة ليست عسكرية.. أو ديكتاتورية فحسب ، بل صبغة سوداء نجسة، على شكل خليط من هباب البرك وزفت الأرصفة مع دم آسن وكتل من ترسبات في عمق قاع بالوعة صرف صحي ..لم يتم تنظيفها منذ اكثر من ستين عاما.. إنها دولة 30 يونيو ، حين انقلب ابناء عسكر كامب ديفيد ، ذلك الجيل الجديد الذي تربى على حجر قادة بني صهيون ،ورضع حب اليهود مع حليب الأم ،وفرشت له مهود من أموال ملطخة بدماء شعب متعوس ، فلم ينقلبوا فقط على أول حكم ديمقراطي شهدته مصر ،بل انقلبوا على كل القيم والمعايير والفطرة السوية للبشر الطبيعيين ، لم يحاربوا فقط الهوية الإسلامية ، بل حاربوا إنسانية البشر ، وعمدوا إلى مؤيديهم بأكبر عملية غسيل أدمغة شهدها التاريخ ، فوجدنا قطيعا من حمير وأنعام لا يعقلون ولا يفقهون يقودهم مجموعة من اسافل البشر في الإعلام والفن و الشرطة والقضاء، يصدرون لهم الأوامر بالنهيق ملبين مذعنين ، ثم اوامر اخرى بالنهش في اجساد المعارضين.. دولة شحاذة ، تتخذ من التسول منهجا للحياة ، يحكمها أخرق بضحكة بلهاء ، ما أن تطئ أقدامه مطار دولة من بلاد العالم ، حتى يتحول لنكتة وأضحوكة في كل وسائل الإعلام. دولة يحكمها الشواذ والمخنثين ومرضى القلوب والعقول ، فما بين ضابط سادي يتلذذ بتعذيب مسجونيه ، فيقتلهم مخنوقين محترقين داخل عربة للترحيلات ،أو يغتصب الحرائر في الشوارع وداخل المدرعات ، أو يدخل إليه محام شاب ليدافع عن موكله ،فيخرج من قسم الشرطة بعد اربع وعشرين ساعة ، ميت بشهادة من الطب الشرعي تثبت أنه مكسور به عشرة ضلوع ، مفقوءة عينه ، وتمت كهربته في كافة الأعضاء.
وما بين قاض داعر ،ترك القوادة مع العاهرات ، ليجلس على منصة القضاء ، يتحكم بقراراته الجائرة في حياة العشرات من الأبرياء و الشرفاء. وما بين إعلامي اتهمته زوجته بالشذوذ ، يتحدث بصوت "عرسة" مزنوقة ، يخرج كل يوم يتقيء على المشاهدين ، يفرغ في عقولهم ما بداخله من صديد وسموم ،يعلنها مدوية على الشاشات : "أنا عاوز دم ..انا عاوز جثث".. وحين تحكم عليه المحكمة بحكم قضائي بات بالسجن سنتين ، ليس لدعواته الصريحة بالقتل والولوج في الدماء ، ولكن لسبه احد المشاهير في برنامجه على الهواء ، يطل علينا مجددا من شاشات الفضائيات ، بضحكته السمجة المعهودة ،مخرجا لسانه للجماهير ، والعجيب أن ذلك يحدث ،ليس في حلقة من حلقات برنامجه القميء ، ولكن من داخل الطائرة الرئاسية ، معلنا انه سيرافق رئيسه في رحلة خارج البلاد. دولة يدين اكثر من خمسة وتسعون بالمئة من سكانها بدين الإسلام ، تهدم فيها المساجد بكل أريحية ،وتقتحم بكل بساطة وتنتهك حرماتها بمنتهى اليسر ، ويضيق فيها على المصلين ،ويحارب فيها كل اشكال التدين ،وتوضع غرامة على من يدعو فيها للصلاة على نبي الإسلام ، بل ويؤمر بحرق الكتب فيها داخل المساجد، ويصبح عدد العلماء والشيوخ داخل سجونها والمعتقلات اكثر من أعداد اللصوص والبلطجية وتجار المخدرات . ومكان العبادة الوحيد الذي يمكنك ان تشعر فيه بالأمان هو الكنيسة. واللحية الوحيدة التي يحترم صاحبها ،ولا تجعله عرضة للسجن أوالسحل والتعذيب هي لحية القسيس.
والجمعيات الخيرية الوحيدة المسموح لها بالعمل داخل مصر وإعانة الفقراء بل وإفطار الصائمين هي الجمعيات التابعة للكنائس. والمنشورات الوحيدة التي يمكنك توزيعها على الفقراء والصائمين ، هي صفحات من الإنجيل. والوحيد الذي يمكنه أن يقف رأسا برأس مع حكام تلك الدولة من العسكر المجرمين ، بل ويشارك في كتابة دستور الأغلبية من المسلمين هو بابا الاقباط ،تواضروس رأس الكنيسة الارثوذكسية. مهما حاولت ان أصف تلك الحقبة من عمر مصر ، بعهرها وشذوذها ، بضحالتها وإنهيارها ، بنجاستها ودنسها،
لا يمكنني ابدا ان اصفها بالوصف الملائم ... وفي إعتقادي أن المؤرخين في كتب التاريخ ، سيجتمعوا على وصفها بالحقبة المنجوسة ، وإذا ارادوا إطلاق اسم على الدولة التي تحكم مصر في ذلك الوقت ،حيث لا قانون يعلو فوق قانون البلطجة ، والمبدأ الذي يحكم إعلامها هو المثل القائل "الغجرية ست جيرانها " ، والعهر فيها ثقافة ، والدعارة فيها فن ،والأقلية والشواذ يحكمون فيها الأغلبية المستضعفة ،ولا مكان للشرفاء والأحرار فيها سوى السجون أو القبور. بإعتقادي ..لن يجدوا مصطلحا انسب ولا أدق وصفا من : دولة "احمد موسى".
ملحوظة : نشرت هذا المقال أول مرة في منتصف شهر يونيو من هذا العام ...لم أجد أنسب منه للرد على من يلومون على المخبر في هيئة مذيع أنه التزم ب (الاسكريبت) المعطى له ، وردد ما تلاه على مسامعه ضابط المخابرات المسئول عنه .. ونشر مقطع من "فيديو جيم" على أنه القصف الروسي على سوريا ..وفي حقيقة الأمر ..ما هو وكل الإعلاميين زملائه سوى أحذية في قدم اللواء "عباس كامل" ..وأدوات بغيضة لتلك الدولة التي تسير نحو القاع منذ 1954 وإلى الآن.. فلا تلوموا "أحمد موسى" بل لوموا الأنعام التي مازالت تستمع لما يتقيئه"أحمد موسى"..وبرغم ما تراه حولها من نكسات وخزي وخراب ..مازالت راضية بأن تعيش كالعبيد في دولة "أحمد موسى". كلمتي
وانحدرت مصر إلى قيعان بعيدة ، حتى وصلت لتلك الهوة السحيقة في مستنقع التخلف البغيض في أدنى العالم ،وانحدرت معها بالتبعية دول العالم العربي بأكمله ،ومازلنا بلا فخر نحتكر المقاعد الأخيرة في قطار التقدم والتنمية العالمي ،بينما مصر للأسف تعاني من حالة إمساك شديدة أجبرتها أن تقبع في حمام خرب داخل مؤخرة القطار منذ الخمسينات وإلى الآن ، فمصر الغنية بخيراتها ، والتي دوما كانت واسطة العقد ودرة التاج لأي دولة حكمتها في العالم ، يبتلع خيراتها وينهب ثرواتها ثلة من العشرات وعلى اكثر تقدير المئات من عائلات العسكر وأذيالهم وتابعيهم ، ومن طبيعي أن تمتلئ كروشهم ، وتنتفخ أمعائهم ، وتعاني معداتهم من تخمة شديدة ، تجبرهم وتجبر مصر باكملها على الركون في ذلك الحمام.
ولكن ما أقصده حقيقة ..هي حقبة مختلفة ،حيث الأمور اكثر حدة وأشد فجاجة ، حيث اصطبغت مصر بصبغة ليست عسكرية.. أو ديكتاتورية فحسب ، بل صبغة سوداء نجسة، على شكل خليط من هباب البرك وزفت الأرصفة مع دم آسن وكتل من ترسبات في عمق قاع بالوعة صرف صحي ..لم يتم تنظيفها منذ اكثر من ستين عاما.. إنها دولة 30 يونيو ، حين انقلب ابناء عسكر كامب ديفيد ، ذلك الجيل الجديد الذي تربى على حجر قادة بني صهيون ،ورضع حب اليهود مع حليب الأم ،وفرشت له مهود من أموال ملطخة بدماء شعب متعوس ، فلم ينقلبوا فقط على أول حكم ديمقراطي شهدته مصر ،بل انقلبوا على كل القيم والمعايير والفطرة السوية للبشر الطبيعيين ، لم يحاربوا فقط الهوية الإسلامية ، بل حاربوا إنسانية البشر ، وعمدوا إلى مؤيديهم بأكبر عملية غسيل أدمغة شهدها التاريخ ، فوجدنا قطيعا من حمير وأنعام لا يعقلون ولا يفقهون يقودهم مجموعة من اسافل البشر في الإعلام والفن و الشرطة والقضاء، يصدرون لهم الأوامر بالنهيق ملبين مذعنين ، ثم اوامر اخرى بالنهش في اجساد المعارضين.. دولة شحاذة ، تتخذ من التسول منهجا للحياة ، يحكمها أخرق بضحكة بلهاء ، ما أن تطئ أقدامه مطار دولة من بلاد العالم ، حتى يتحول لنكتة وأضحوكة في كل وسائل الإعلام. دولة يحكمها الشواذ والمخنثين ومرضى القلوب والعقول ، فما بين ضابط سادي يتلذذ بتعذيب مسجونيه ، فيقتلهم مخنوقين محترقين داخل عربة للترحيلات ،أو يغتصب الحرائر في الشوارع وداخل المدرعات ، أو يدخل إليه محام شاب ليدافع عن موكله ،فيخرج من قسم الشرطة بعد اربع وعشرين ساعة ، ميت بشهادة من الطب الشرعي تثبت أنه مكسور به عشرة ضلوع ، مفقوءة عينه ، وتمت كهربته في كافة الأعضاء.
وما بين قاض داعر ،ترك القوادة مع العاهرات ، ليجلس على منصة القضاء ، يتحكم بقراراته الجائرة في حياة العشرات من الأبرياء و الشرفاء. وما بين إعلامي اتهمته زوجته بالشذوذ ، يتحدث بصوت "عرسة" مزنوقة ، يخرج كل يوم يتقيء على المشاهدين ، يفرغ في عقولهم ما بداخله من صديد وسموم ،يعلنها مدوية على الشاشات : "أنا عاوز دم ..انا عاوز جثث".. وحين تحكم عليه المحكمة بحكم قضائي بات بالسجن سنتين ، ليس لدعواته الصريحة بالقتل والولوج في الدماء ، ولكن لسبه احد المشاهير في برنامجه على الهواء ، يطل علينا مجددا من شاشات الفضائيات ، بضحكته السمجة المعهودة ،مخرجا لسانه للجماهير ، والعجيب أن ذلك يحدث ،ليس في حلقة من حلقات برنامجه القميء ، ولكن من داخل الطائرة الرئاسية ، معلنا انه سيرافق رئيسه في رحلة خارج البلاد. دولة يدين اكثر من خمسة وتسعون بالمئة من سكانها بدين الإسلام ، تهدم فيها المساجد بكل أريحية ،وتقتحم بكل بساطة وتنتهك حرماتها بمنتهى اليسر ، ويضيق فيها على المصلين ،ويحارب فيها كل اشكال التدين ،وتوضع غرامة على من يدعو فيها للصلاة على نبي الإسلام ، بل ويؤمر بحرق الكتب فيها داخل المساجد، ويصبح عدد العلماء والشيوخ داخل سجونها والمعتقلات اكثر من أعداد اللصوص والبلطجية وتجار المخدرات . ومكان العبادة الوحيد الذي يمكنك ان تشعر فيه بالأمان هو الكنيسة. واللحية الوحيدة التي يحترم صاحبها ،ولا تجعله عرضة للسجن أوالسحل والتعذيب هي لحية القسيس.
والجمعيات الخيرية الوحيدة المسموح لها بالعمل داخل مصر وإعانة الفقراء بل وإفطار الصائمين هي الجمعيات التابعة للكنائس. والمنشورات الوحيدة التي يمكنك توزيعها على الفقراء والصائمين ، هي صفحات من الإنجيل. والوحيد الذي يمكنه أن يقف رأسا برأس مع حكام تلك الدولة من العسكر المجرمين ، بل ويشارك في كتابة دستور الأغلبية من المسلمين هو بابا الاقباط ،تواضروس رأس الكنيسة الارثوذكسية. مهما حاولت ان أصف تلك الحقبة من عمر مصر ، بعهرها وشذوذها ، بضحالتها وإنهيارها ، بنجاستها ودنسها،
لا يمكنني ابدا ان اصفها بالوصف الملائم ... وفي إعتقادي أن المؤرخين في كتب التاريخ ، سيجتمعوا على وصفها بالحقبة المنجوسة ، وإذا ارادوا إطلاق اسم على الدولة التي تحكم مصر في ذلك الوقت ،حيث لا قانون يعلو فوق قانون البلطجة ، والمبدأ الذي يحكم إعلامها هو المثل القائل "الغجرية ست جيرانها " ، والعهر فيها ثقافة ، والدعارة فيها فن ،والأقلية والشواذ يحكمون فيها الأغلبية المستضعفة ،ولا مكان للشرفاء والأحرار فيها سوى السجون أو القبور. بإعتقادي ..لن يجدوا مصطلحا انسب ولا أدق وصفا من : دولة "احمد موسى".
ملحوظة : نشرت هذا المقال أول مرة في منتصف شهر يونيو من هذا العام ...لم أجد أنسب منه للرد على من يلومون على المخبر في هيئة مذيع أنه التزم ب (الاسكريبت) المعطى له ، وردد ما تلاه على مسامعه ضابط المخابرات المسئول عنه .. ونشر مقطع من "فيديو جيم" على أنه القصف الروسي على سوريا ..وفي حقيقة الأمر ..ما هو وكل الإعلاميين زملائه سوى أحذية في قدم اللواء "عباس كامل" ..وأدوات بغيضة لتلك الدولة التي تسير نحو القاع منذ 1954 وإلى الآن.. فلا تلوموا "أحمد موسى" بل لوموا الأنعام التي مازالت تستمع لما يتقيئه"أحمد موسى"..وبرغم ما تراه حولها من نكسات وخزي وخراب ..مازالت راضية بأن تعيش كالعبيد في دولة "أحمد موسى". كلمتي
نيسان ـ نشر في 2015/10/13 الساعة 00:00