المرأة ...التي طالبت بإلغاء الملكية في شبابها تحصل على موافقة الملكة لقيادة حكومة بريطانيا

نيسان ـ نشر في 2022/09/07 الساعة 00:00
إليزابيث (ليز) تراس البالغة من العمر 47 عاما أصبحت رئيسة وزراء بريطانيا الـ 56، والمرأة الثالثة التي تتولى الحكم منذ مارغريت تاتشر وتيريزا ماي .
يتحدث نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” وأعده مارك لاندلر على رحلة ليز تراس المتناقضة لتصبح زعيمة تقليدية لحزب المحافظين وميالة لمعسكر اليمين فيه. هي إشارة عندما كانت في التاسعة عشرة من عمرها في جامعة أكسفورد عام 1994، حيث دعت تراس إلى إجراء استفتاء لإلغاء الملكية البريطانية، وقالت لجمهور من زملائها الديمقراطيين الليبراليين، “نحن لا نعتقد أن الناس يجب أن يولدوا ليحكموا”. وبعد ثلاثة عقود، حصلت على موافقة من الملكة إليزابيث الثانية لتصبح رئيسة وزراء جديدة لبريطانيا، لتكمل رحلة سياسية من جمهورية تحرض الحشود ضد الملكية إلى زعيمة تلبس العباءة التقليدية لحزب المحافظين.
فقد تحولت تراس منذ فترة طويلة إلى تبني النظام الملكي باعتباره أمرا جيدا للديمقراطية البريطانية، تماما كما تخلت منذ فترة طويلة عن الديمقراطيين الليبراليين لصالح المحافظين. وفي الآونة الأخيرة، غيرت موقفها بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث عارضت حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قبل استفتاء عام 2016، ثم عكست مسارها لتصبح واحدة من أكثر المبشرين وبحماسة به.
ويقول الكاتب إن ما ساعدها للوصول إلى أعلى منصب سياسي في البلاد هو براعتها الأيديولوجية – التي يسميها النقاد انتهازية.
ويظل السؤال قائما حول مدى استعدادها للمنصب ومتطلباته القاسية، بالنظر إلى الأوضاع الاقتصادية الرهيبة التي تحيط بالبلاد، وحزب المحافظين الذي يبدو ممزقا بين الرغبة في بداية جديدة والندم على التخلص من سلفها بوريس جونسون.
وباعتراف شخصي منها قالت تراس إن لديها القليل من كاريزما جونسون. لكنها تقدمت في صفوف الحزب بما يصفه زملاؤها بالجرأة والقيادة والشهية للسياسة المشاغبة. عندما وقع جونسون في المتاعب، قامت بموضعة نفسها ببراعة، ولم تنفصل عنه علانية أبدا بينما بقيت في دائرة الضوء بصفتها وزيرة خارجية متشددة. ويعلق مارك ستيرز، أستاذ العلوم السياسية الذي درس تراس عندما كانت في أكسفورد: “لديها ثقة كبيرة في مواهبها.. إنها على استعداد لتحمل المخاطر وقول الأشياء التي لا يرغب الآخرون في قولها. في بعض الأحيان، هذا يعمل لصالحها؛ في أوقات أخرى، يؤذيها”.
وستحتاج تراس إلى كل مواهبها وخفة حركتها للعمل في الوظيفة التي ترثها من جونسون. نيويورك تايمز
    نيسان ـ نشر في 2022/09/07 الساعة 00:00