مراهقة مجتمعية
نيسان ـ نشر في 2022/09/18 الساعة 00:00
في الماضي كانت المجتمعات محصنة بكبارها، فكان الكبار في مجتمعاتهم سياجاً متيناً يحميها من كل ما يمكن أن يعكر صفوها، فيتصدون الى الفتن وأصحابها، والى الشر وأهله، وإذا حصل أن وقع أمر بالخطأ يقفون سداً منيعاً بين الشر وبين المجتمع، فيمنعونه من الانتشار ويدفنونه في مهده بحكمة واخلاص لا يطلبون من وراء فعلهم مالاً ولا سمعة.. فالهدف أن يبقى المجتمع محصناً من الانحلال ومن التعدي على الحقوق..
من أين أتوا هؤلاء الكبار بالحكمة والروية ليقوموا بهذا الدور الكبير، وهم إما أميّ لا يقرأ ولا يكتب، وإما "يفك الخط" بصعوبة.. لكن الثقافة والحكمة التي يتمتعون بها أخذوها عملياً في حياتهم أو سماعاً في مجالسهم التي تحتفي بالنخوة والشهامة ومعالي الأمور، فأخرجت منهم حكماء يبنون المجتمع ويحصنونه من الانهيار.. والأهم أن الأسرة والمجتمع فوضاهم في القيام بهذا الدور. ومستعدون للنزول عند حكمهم لاقتناعهم بحرصهم على الأسرة والمجتمع.
أما في حاضرنا الذي يفتقد الى هذه الفئة إلا في القليل النادر، فقد أصبحت مجتمعاتناً مراهقة، بلا حكمة ولا روية، إن أقبل الشر استقبله الصغير والكبير وغذوه وزادوه اشتعالاً حتى يحرق كل شيء، وبأيديهم لا بأيدي غيرهم..
كيف يصل الى الحكمة من لم يجالس أصحاب الحكمة، إذ أصبحت تخلو منها مجالسنا الرقمية، وأصبح معظم الرجال مقسّمون بين البيت والوظيفة، يغدون الى أوراق صماء ويروحون الى أطفال ونساء.. لم يتعلموا الحكمة وكيف يعالجون الأمور، حتى أبناءهم يعجزون عن تربيتهم تربية سليمة، فصار إن تعرض أحدهم إلى تحدٍ يريد حلاً كان هو وأبناؤه سواء في طريقة المعالجة القائمة على العصبية والطيش.. وقد يكون أبناؤه أعقل منه، ثم يأتي أصحاب الحل فاقدو الحكمة فيجهزون عليه..
في المراهقة المجتمعية، تعيش الحكمة في الظل، والطيش تحت الأضواء، فالأسرة تفقد دورها والمجتمع غُلّت يده، فلا الكبير له أمر على الصغير، ولا القريب يستطيع التدخل في تعديل سلوك قريبه، وحتى العم ليس له أمر على ابن أخيه، وصرنا نهباً للمراهقة المنحرفة.
من أين أتوا هؤلاء الكبار بالحكمة والروية ليقوموا بهذا الدور الكبير، وهم إما أميّ لا يقرأ ولا يكتب، وإما "يفك الخط" بصعوبة.. لكن الثقافة والحكمة التي يتمتعون بها أخذوها عملياً في حياتهم أو سماعاً في مجالسهم التي تحتفي بالنخوة والشهامة ومعالي الأمور، فأخرجت منهم حكماء يبنون المجتمع ويحصنونه من الانهيار.. والأهم أن الأسرة والمجتمع فوضاهم في القيام بهذا الدور. ومستعدون للنزول عند حكمهم لاقتناعهم بحرصهم على الأسرة والمجتمع.
أما في حاضرنا الذي يفتقد الى هذه الفئة إلا في القليل النادر، فقد أصبحت مجتمعاتناً مراهقة، بلا حكمة ولا روية، إن أقبل الشر استقبله الصغير والكبير وغذوه وزادوه اشتعالاً حتى يحرق كل شيء، وبأيديهم لا بأيدي غيرهم..
كيف يصل الى الحكمة من لم يجالس أصحاب الحكمة، إذ أصبحت تخلو منها مجالسنا الرقمية، وأصبح معظم الرجال مقسّمون بين البيت والوظيفة، يغدون الى أوراق صماء ويروحون الى أطفال ونساء.. لم يتعلموا الحكمة وكيف يعالجون الأمور، حتى أبناءهم يعجزون عن تربيتهم تربية سليمة، فصار إن تعرض أحدهم إلى تحدٍ يريد حلاً كان هو وأبناؤه سواء في طريقة المعالجة القائمة على العصبية والطيش.. وقد يكون أبناؤه أعقل منه، ثم يأتي أصحاب الحل فاقدو الحكمة فيجهزون عليه..
في المراهقة المجتمعية، تعيش الحكمة في الظل، والطيش تحت الأضواء، فالأسرة تفقد دورها والمجتمع غُلّت يده، فلا الكبير له أمر على الصغير، ولا القريب يستطيع التدخل في تعديل سلوك قريبه، وحتى العم ليس له أمر على ابن أخيه، وصرنا نهباً للمراهقة المنحرفة.
نيسان ـ نشر في 2022/09/18 الساعة 00:00