في الأمم المتحدة .. خطاب برؤية جيوسياسية الملك إلى العالم

حسين دعسة
نيسان ـ نشر في 2022/09/19 الساعة 00:00
لا يبتعد الملك عبدالله الثاني في رؤية الجيوسياسية الفكرية والأمنية للعالم اليوم، عن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي يعيش رهانات، وضعتها الأمم المتحدة لصور أخرى تمثل الرفاهية والسلام واستشراف مستقبل البشرية، والأرض والمناخ.
في نيويورك، وقبل اجتماعات «الأسبوع الرفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة»، قال غوتيريش: لا تزال الحرب الروسية الأوكرانية، وتداعياتها العالمية من التضخم والركود الاقتصادي، ونقص الطاقة والغذاء، وانعدام مؤشرات الأمن الغذائي والتهديد النووي،.. كل ذلك، سيطر، منذ النصف الأول من هذا العام على النقاشات الدولية، وعلى رأسها اجتماعات الأمم المتحدة، عدا حلف الناتو والولايات المتحدة، والمنطقة والإقليم.
يأتي افتتاح الدورة العادية الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة، فرصة دولية-غالبا ليست تقليدية -، لأنها تؤسس لمتابعة ملفات الوضع الدولي، الأزمات، الحروب، الهجرة واللجوء، والمناخ والبيئة والتعليم والتنمية المستدامة.
كل هذه الملفات وقممها داخل مقر الأمم المتحدة، يجعل ملوك ورؤساء الدول، في جدل تشاوري، ودبلوماسية إقليمية ودولية، لوضع الإطار للحراك بين الألغام، في عالم التجاذبات والاستقطابات والمواقف المتباينة، نتيجة أثر حدية المواقف بين روسيا والولايات المتحدة وحلف الناتو، وبالتالي ورقة الحرب على أوكرانيا، طريقها لتغيير صورة العالم.. وهذه حقيقة مؤسفة تعلن مع اجتماعات الأمم المتحدة؛ ذلك أن حرب أوكرانيا تسيطر وغوتيريش يستبعد سلاماً قريباً.
ثقة العالم والمنطقة والإقليم بالفكر المستنير والرؤية الملكية السامية، زادت من حرص الملك عبدالله الثاني، على مشاركة المملكة الأردنية الهاشمية في اجتماعات الأمم المتحدة المعقدة في أدق مراحل تاريخ المنطقة والعالم.
.. أجندة الملك، والديوان الملكي الهاشمي، عامرة بالترقب، إذ يتوجه الملك إلى نيويورك، للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السابعة والسبعين، والتي تبدأ في العشرين من هذا الشهر.
ما هي القضايا الأساسية في خطاب الملك في الأمم المتحدة..؟
عملياً: في أكثر المواسم الدبلوماسية الأممية، ازدحامًا في العام، يتهيأ الملك عبدالله الثاني، لالقاء خطاب سياسي في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، ضمن قمة الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة التي عقدت تحت عنوان «لحظة فاصلة: حلول تحويلية للتحديات المتشابكة».
خطاب الملك في الأمم المتحدة، مع اللحظة الفاصلة، ومع الحلول المنطقية الدولية، التي تعي خصوصية المنطقة والشرق الأوسط وازماته، وتوصلها مع العالم، لهذا رشحت قضايا وملفات، يقدمها ويلخصها الملك وهي:
* ملف أزمات المنطقة العربية والإسلامية السياسية والامنية والاقتصادية، كالازمة السورية والوضع اللبناني، ووضع العراق وليبيا.
* ملف تداعيات الحرب الروسيَّةِ الأوكرانية، وأثرها على السلم والأمان والسلام العالمي.
* ملف القضية الفلسطينية، القضية العربية الدولية المركزية، والموقف الدولي، لآفاق عودة مفاوضات السلام والمحافظة على وضع القدس الراهن والإصرار الأردني الهاشمي على الوصاية الهاشمية، وإقامة الدولة الفلسطينية.
* ملف ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية وانعدامها، والتضخم والكود العالمي والتحذير من مجاعات في دول المنطقة وشمال غرب إفريقيا والباكستاني وآسيا الوسطى.
* ملف المناخ والبيئة، وأثر ذلك على مستقبل الكون وأزمات كوارث المناخ.
* ملف اللاجئين السوريين في الأردن ودول المنطقة والعالم، والاستجابة العالمية لدعم خطط الأردن لتأمين الرعاية والحماية والحياة الفضلى لكل لاجئ في المخيمات.
* ملف التعليم والتنمية المستدامة وتمكين المرأة والشباب والتحول الديمقراطي والاقتصادي والإداري.
يحمل الملك عبدالله الثاني، اهم الملفات، ملف القضية الفلسطينية، القدس ومستقبل إقامة الدولة الفلسطينية، ومع جهود الملك والدولة الأردنية، نذكر انه قبيل انعقاد اجتماعات الجمعية العمومية، الأردن يدعو للتنسيق مع الفلسطينيين قبل اجتماعات الأمم المتحدة، ذلك خلال لقاء جمع الملك عبدالله الثاني مع الرئيس الفلسطيني في عمان ٢٤ تموز الماضي.
واقع الحال، يدعم مواقف الأردن والدول العربية والإسلامية، بخاصة بعد الكشف عن تقرير أممي جديد، يتحدث عن ضمان جهوزية السلطة الفلسطينية لإقامة الدولة؛ أولوية ملحة، في التقرير الذي يقدم لاجتماعات الأمم المتحدة:
إن الفجوة الآخذة في الاتساع بين المسار السياسي المتعثر والتقدم المحرز منذ إنشاء السلطة الفلسطينية «تصل إلى نقطة عدم الاستدامة»، مما يعرض الإنجازات التاريخية في الأرض الفلسطينية المحتلة لخطر المجهول.
أيضاً: يقدم التقرير حزمة مفصلة تدور حول أربعة عناصر رئيسية: معالجة الدوافع المستمرة للصراع وعدم الاستقرار؛ تعزيز المؤسسات الفلسطينية والتصدي لتحديات الحوكمة الفلسطينية؛ تحسين الوصول والحركة والتجارة وبالتالي خلق مساحة لنمو الاقتصاد الفلسطيني، وتعزيزه والمؤسسات الفلسطينية، والحفاظ على قابلية الحل القائم على وجود دولتين إلى أن يحين الوقت الذي يتسنى فيه استئناف المفاوضات الرسمية.
جلالة الملك، يتفق في خطابه القادم مع رؤى الأمين العام للأمم المتحدة، في أهمية أن تتمحور مناقشات الجمعية العامة هذا العام حول توفير الأمل للناس، قائلا إنه «لا يمكن أن يتحقق ذلك الأمل إلا من خلال الحوار والمناقشة اللذين يشكلان القلب النابض،أن الناس يحتاجون إلى تلمس النتائج في حياتهم اليومية، «وإلا فإنهم يفقدون الثقة في حكوماتهم ومؤسساتهم، والأمل في المستقبل».
.. والملك في نيويورك، بالتأكيد، يعمل ضمن ثوابت الأمة ومشاورات ملوك وزعماء البلاد العربية والخليج العربي، وهي تستند إلى رؤية وعزم الملك في المواجهات الدولية، والأممية.
الرأي
    نيسان ـ نشر في 2022/09/19 الساعة 00:00