أزمة نحاس كبيرة مقبلة على الاقتصاد العالمي
نيسان ـ نشر في 2022/09/23 الساعة 00:00
نشرت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية تقريرا تحدث فيه عن التراجع الأخير المُسجّل في أسعار النحاس، الأمر الذي قد يؤدي مستقبلا إلى تفاقم العجز في إمدادات هذا المعدن وسط ركود الاستثمارات.
وقال الموقع، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي 21"، إن أسعار النحاس تشهد انخفاضًا بنحو الثلث منذ آذار/ مارس مما دفع المستثمرين للبيع خوفًا من أن يؤدي الركود العالمي إلى إحباط الطلب عليه. قد لا يبدو ذلك ظاهرًا بالنظر إلى مؤشرات السوق اليوم.
لكن بعض أكبر المنقبين وتجار المعادن يحذرون من أنه في غضون سنتين فقط سيحدث نقص هائل في معدن النحاس يمكن أن يعيق النمو العالمي ويزيد التضخم من خلال زيادة تكاليف التصنيع، وهذا الأمر من شأنه إعاقة تحقيق أهداف المناخ العالمية.
ونبّه الموقع إلى أن المخزون الذي تتبعه البورصات التجارية يقترب من أدنى مستوياته التاريخية، وأحدث تقلب في الأسعار يعني أن إنتاج المناجم الجديدة يمكن أن ينخفض في المستقبل القريب. ويحذر الخبراء من أزمة نحاس محتملة منذ أشهر - إن لم يكن سنوات.
وقد يتسبب الانكماش الأخير في السوق إلى تفاقم مشاكل العرض المستقبلية من خلال تقديم شعور زائف بالأمان، وخنق التدفق النقدي وتجمد الاستثمارات. وتجدر الإشارة إلى أن تطوير منجم جديد وتشغيله يستغرق 10 سنوات على الأقل، مما يعني أن القرارات التي يتخذها المنتجون اليوم ستساعد في تحديد الإمدادات لمدة عقد من الزمن على الأقل.
لماذا النحاس معدن مهم؟
ذكر الموقع أن النحاس من المعادن الضرورية وهو يدخل في صناعة السيارات وفي مختلف الأجهزة المنزلية وهو معدن معتمد في نقل الكهرباء، ناهيك عن كونه مفتاح عالم أكثر اخضرارًا. وبينما تم التركيز كثيرًا على الليثيوم حتى الآن، فإن الانتقال الطاقي قائم على مجموعة متنوعة من المواد الخام، بما في ذلك النيكل والكوبالت والصلب.
هذا إلى جانب الحاجة الماسة إلى ملايين الأقدام من الأسلاك النحاسية لتعزيز شبكات الطاقة في العالم، بالإضافة إلى أطنان وأطنان منه لبناء مزارع طاقة الرياح والطاقة الشمسية. ووفقًا لتحالف النحاس، تستخدم السيارات الكهربائية أكثر من ضعف كمية النحاس المستخدمة في صناعة السيارات التي تعمل بالبنزين.
إلى أي مدى سيصبح النقص كبيرًا؟
وفقًا لدراسة ممولة من الصناعة من "إس آند بي غلوبال"، ستُضاعف أهداف حملة "صافي الانبعاثات الصفري" من الطلب على النحاس إلى 50 مليون طن متري سنويًا بحلول سنة 2035. وتشير تحليلات أخرى أيضًا إلى احتمال حدوث زيادة في الطلب على النحاس، حيث تقدر بلومبرغ أن الطلب سيزداد بأكثر من 50 بالمئة ما بين 2022 و2040.
أورد الموقع أن نمو المعروض من المناجم سيبلغ ذروته بحلول سنة 2024 تقريبًا، مع ندرة المشاريع الجديدة قيد التشغيل ونضوب المصادر القائمة، وهذا يضع سيناريو يمكن أن يشهد فيه العالم عجزًا تاريخيًا يصل إلى 10 ملايين طن في سنة 2035، وذلك وفقًا لأبحاث "إس آند بي غلوبال".
ووفقًا لتقرير نُشر هذا الشهر، تقدر شركة "غولدمان ساكس غروب" أن المنقبين بحاجة إلى إنفاق حوالي 150 مليار دولار في العقد المقبل لسد عجز سيبلغ 8 ملايين طن. وتتوقع بلومبرغ أنه بحلول سنة 2040، يمكن أن تصل الفجوة بين ما يتم تعدينه والناتج النهائي إلى 14 مليون طن، ويستلزم سدها إعادة تدوير المعادن.
إلى أين تتجه الأسعار؟
يتوقع بنك غولدمان ساكس تضاعف السعر القياسي في بورصة لندن للمعادن تقريبًا ليصل إلى متوسط سنوي يبلغ 15000 دولار للطن سنة 2025. وطبعًا، تستند جميع هذه التوقعات على فكرة أن الحكومات ستواصل المضي قدما في تحقيق أهداف صافي انبعاثات صفري التي تزداد الحاجة إليها من أجل مكافحة تغير المناخ. لكن المشهد السياسي قابل للتغيّر، وهذا يعني ظهور سيناريو مختلف تماما لاستخدام المعادن.
وبينما انخفضت أسعار النحاس عن الرقم القياسي المسجل في آذار/ مارس، فإنه لا يزال يتداول بنسبة 15 بالمئة أعلى من معدله المتوسط منذ 10 سنوات. وإذا استمرت الأسعار في الارتفاع، سيؤدي ذلك في النهاية إلى دفع صناعات الطاقة النظيفة إلى إيجاد طرق لتقليل استهلاك المعادن أو حتى البحث عن بدائل. وتشير شركة "ستاندرد آند بورز غلوبال" إلى أن استخدام المزيد من النحاس في الانتقال الطاقي سيقدّم أيضًا المزيد من فرص إعادة التدوير، وسيشكل الإنتاج المعاد تدويره حوالي 22 بالمئة من إجمالي سوق النحاس المكرر بحلول سنة 2035، وهو ارتفاع عن 16 بالمئة المسجلة في سنة 2021.
وأكد الموقع أن توقعات الطلب من الصين، أكبر مستهلك للمعادن في العالم، ستكون محركًا رئيسيًًا أيضًا. وحسب المحللة في شركة "وولف" للأبحاث تمنا تانرز، فإنه إذا انكمش قطاع العقارات في الصين بشكل كبير، فهذا يعني من الناحية الهيكلية طلبًا أقل على النحاس، وهذا مجرد تعويض مهم لتوقعات الاستهلاك المبنية على أساس أهداف صافي انبعاثات صفري.
في المقابل، هناك مساحة صغيرة للمناورة فيما يتعلّق بالعرض ذلك أن سوق النحاس الفعلية ضيقة بالفعل لدرجة أنه حتى مع الركود في أسعار العقود الآجلة فإن الأقساط المدفوعة للتسليم الفوري للنحاس تشهد ارتفاعًا.
ما الذي يعيق الإمدادات؟
أشار الموقع إلى ما يحدث في تشيلي، أكبر مصدر للنحاس في العالم، حيث تنخفض عائدات صادرات النحاس بسبب صراعات الإنتاج. وتشهد المناجم القديمة تدهور جودة الخام مما يعني أن الإنتاج يتراجع أو أنه يجب معالجة المزيد من الصخور لإنتاج نفس الكمية.
على الصعيد العالمي، تعد الإمدادات شحيحة بالفعل؛ وفي الولايات المتحدة، تواجه الشركات عوائق تنظيمية، بينما في الكونغو تعمل البنية التحتية الضعيفة على الحد من إمكانات نمو الودائع الرئيسية.
وخلص الموقع إلى أن هناك تناقضا كبيرا عندما يتعلق الأمر بالنحاس: إذ أن هذا المعدن ضروري لعالم أكثر اخضرارًا، لكن عملية استخراجه من باطن الأرض تنطوي على مستويات تلوث كبيرة. وفي الوقت الذي يشدد فيه الجميع تدقيقهم في القضايا البيئية والاجتماعية، أصبح الحصول على الموافقات على المشاريع الجديدة أكثر صعوبة.بلومبرغ
وقال الموقع، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي 21"، إن أسعار النحاس تشهد انخفاضًا بنحو الثلث منذ آذار/ مارس مما دفع المستثمرين للبيع خوفًا من أن يؤدي الركود العالمي إلى إحباط الطلب عليه. قد لا يبدو ذلك ظاهرًا بالنظر إلى مؤشرات السوق اليوم.
لكن بعض أكبر المنقبين وتجار المعادن يحذرون من أنه في غضون سنتين فقط سيحدث نقص هائل في معدن النحاس يمكن أن يعيق النمو العالمي ويزيد التضخم من خلال زيادة تكاليف التصنيع، وهذا الأمر من شأنه إعاقة تحقيق أهداف المناخ العالمية.
ونبّه الموقع إلى أن المخزون الذي تتبعه البورصات التجارية يقترب من أدنى مستوياته التاريخية، وأحدث تقلب في الأسعار يعني أن إنتاج المناجم الجديدة يمكن أن ينخفض في المستقبل القريب. ويحذر الخبراء من أزمة نحاس محتملة منذ أشهر - إن لم يكن سنوات.
وقد يتسبب الانكماش الأخير في السوق إلى تفاقم مشاكل العرض المستقبلية من خلال تقديم شعور زائف بالأمان، وخنق التدفق النقدي وتجمد الاستثمارات. وتجدر الإشارة إلى أن تطوير منجم جديد وتشغيله يستغرق 10 سنوات على الأقل، مما يعني أن القرارات التي يتخذها المنتجون اليوم ستساعد في تحديد الإمدادات لمدة عقد من الزمن على الأقل.
لماذا النحاس معدن مهم؟
ذكر الموقع أن النحاس من المعادن الضرورية وهو يدخل في صناعة السيارات وفي مختلف الأجهزة المنزلية وهو معدن معتمد في نقل الكهرباء، ناهيك عن كونه مفتاح عالم أكثر اخضرارًا. وبينما تم التركيز كثيرًا على الليثيوم حتى الآن، فإن الانتقال الطاقي قائم على مجموعة متنوعة من المواد الخام، بما في ذلك النيكل والكوبالت والصلب.
هذا إلى جانب الحاجة الماسة إلى ملايين الأقدام من الأسلاك النحاسية لتعزيز شبكات الطاقة في العالم، بالإضافة إلى أطنان وأطنان منه لبناء مزارع طاقة الرياح والطاقة الشمسية. ووفقًا لتحالف النحاس، تستخدم السيارات الكهربائية أكثر من ضعف كمية النحاس المستخدمة في صناعة السيارات التي تعمل بالبنزين.
إلى أي مدى سيصبح النقص كبيرًا؟
وفقًا لدراسة ممولة من الصناعة من "إس آند بي غلوبال"، ستُضاعف أهداف حملة "صافي الانبعاثات الصفري" من الطلب على النحاس إلى 50 مليون طن متري سنويًا بحلول سنة 2035. وتشير تحليلات أخرى أيضًا إلى احتمال حدوث زيادة في الطلب على النحاس، حيث تقدر بلومبرغ أن الطلب سيزداد بأكثر من 50 بالمئة ما بين 2022 و2040.
أورد الموقع أن نمو المعروض من المناجم سيبلغ ذروته بحلول سنة 2024 تقريبًا، مع ندرة المشاريع الجديدة قيد التشغيل ونضوب المصادر القائمة، وهذا يضع سيناريو يمكن أن يشهد فيه العالم عجزًا تاريخيًا يصل إلى 10 ملايين طن في سنة 2035، وذلك وفقًا لأبحاث "إس آند بي غلوبال".
ووفقًا لتقرير نُشر هذا الشهر، تقدر شركة "غولدمان ساكس غروب" أن المنقبين بحاجة إلى إنفاق حوالي 150 مليار دولار في العقد المقبل لسد عجز سيبلغ 8 ملايين طن. وتتوقع بلومبرغ أنه بحلول سنة 2040، يمكن أن تصل الفجوة بين ما يتم تعدينه والناتج النهائي إلى 14 مليون طن، ويستلزم سدها إعادة تدوير المعادن.
إلى أين تتجه الأسعار؟
يتوقع بنك غولدمان ساكس تضاعف السعر القياسي في بورصة لندن للمعادن تقريبًا ليصل إلى متوسط سنوي يبلغ 15000 دولار للطن سنة 2025. وطبعًا، تستند جميع هذه التوقعات على فكرة أن الحكومات ستواصل المضي قدما في تحقيق أهداف صافي انبعاثات صفري التي تزداد الحاجة إليها من أجل مكافحة تغير المناخ. لكن المشهد السياسي قابل للتغيّر، وهذا يعني ظهور سيناريو مختلف تماما لاستخدام المعادن.
وبينما انخفضت أسعار النحاس عن الرقم القياسي المسجل في آذار/ مارس، فإنه لا يزال يتداول بنسبة 15 بالمئة أعلى من معدله المتوسط منذ 10 سنوات. وإذا استمرت الأسعار في الارتفاع، سيؤدي ذلك في النهاية إلى دفع صناعات الطاقة النظيفة إلى إيجاد طرق لتقليل استهلاك المعادن أو حتى البحث عن بدائل. وتشير شركة "ستاندرد آند بورز غلوبال" إلى أن استخدام المزيد من النحاس في الانتقال الطاقي سيقدّم أيضًا المزيد من فرص إعادة التدوير، وسيشكل الإنتاج المعاد تدويره حوالي 22 بالمئة من إجمالي سوق النحاس المكرر بحلول سنة 2035، وهو ارتفاع عن 16 بالمئة المسجلة في سنة 2021.
وأكد الموقع أن توقعات الطلب من الصين، أكبر مستهلك للمعادن في العالم، ستكون محركًا رئيسيًًا أيضًا. وحسب المحللة في شركة "وولف" للأبحاث تمنا تانرز، فإنه إذا انكمش قطاع العقارات في الصين بشكل كبير، فهذا يعني من الناحية الهيكلية طلبًا أقل على النحاس، وهذا مجرد تعويض مهم لتوقعات الاستهلاك المبنية على أساس أهداف صافي انبعاثات صفري.
في المقابل، هناك مساحة صغيرة للمناورة فيما يتعلّق بالعرض ذلك أن سوق النحاس الفعلية ضيقة بالفعل لدرجة أنه حتى مع الركود في أسعار العقود الآجلة فإن الأقساط المدفوعة للتسليم الفوري للنحاس تشهد ارتفاعًا.
ما الذي يعيق الإمدادات؟
أشار الموقع إلى ما يحدث في تشيلي، أكبر مصدر للنحاس في العالم، حيث تنخفض عائدات صادرات النحاس بسبب صراعات الإنتاج. وتشهد المناجم القديمة تدهور جودة الخام مما يعني أن الإنتاج يتراجع أو أنه يجب معالجة المزيد من الصخور لإنتاج نفس الكمية.
على الصعيد العالمي، تعد الإمدادات شحيحة بالفعل؛ وفي الولايات المتحدة، تواجه الشركات عوائق تنظيمية، بينما في الكونغو تعمل البنية التحتية الضعيفة على الحد من إمكانات نمو الودائع الرئيسية.
وخلص الموقع إلى أن هناك تناقضا كبيرا عندما يتعلق الأمر بالنحاس: إذ أن هذا المعدن ضروري لعالم أكثر اخضرارًا، لكن عملية استخراجه من باطن الأرض تنطوي على مستويات تلوث كبيرة. وفي الوقت الذي يشدد فيه الجميع تدقيقهم في القضايا البيئية والاجتماعية، أصبح الحصول على الموافقات على المشاريع الجديدة أكثر صعوبة.بلومبرغ
نيسان ـ نشر في 2022/09/23 الساعة 00:00