أختلفنا

ناجح الصوالحه
نيسان ـ نشر في 2022/10/08 الساعة 00:00
يخيم على حياتنا في هذه الأيام تغير في أمزجة الناس وانفعالها الزائد، يزيد تعجبك عندما تلاحظ انتشار هذه السوداوية وتفشيها، الغني والفقير المريض وصحيح الجسم، العامل والعاطل عن العمل، تسير في مركبتك تجد من يبحث عن طريقة للعراك مـــ ــــعك وينفجر في وجهك دون سبب عظيم، تذهب للمستشفى تجد بعض المرضى والمرافقين في حالة هيجان وصراخ على الجميع الطبيب والممرض والمحاسب وعامل النظافة، تكون جالسا في مكان عام مع عائلتك وتنظر واذ بعض الاشخاص في جدال لا اســــاس له حول ثمن او خدمة في هذا المـــ ـــ ـــكان، تقدم للمحيطين بك كل ما تستطيع وتقابل بجحود وعداء وانت كل وقتك وتفكيرك التخفيف عن المحيطين بك.
كل صباح اشاهد شخص يسكن في اقصى منطقتي مع أسرته واستغربت منه يمتلك اسطول مركبات له ولزوجته وبعد ســـؤال كونه شخص ليس من ابناء المنطقة اكتشفت انه من عمان وله اعماله الخاصة, فكرت بهذا الشخص وايقنت انه ترك كل ما تمتلكه عمان من وسائل الرفاهية وانزوى واسرته في بقعة لا تتوفر بها بقالة صغيرة, اذا هو يبحـــ ـث عن الابتعاد وعدم الأختلاط بالأخرين, الكل اصبح لديه قناعة ان المحيطين وكثرة الأحتكاك سبب رئيسي من أسباب القلق الدائم.
لم نعد نمتلك ترف التحمل والصبر غير المبرر في تعاملنا مع الأخرين, لكل منا ما يشغله ويسيطر على ســـ ـــ بل تأمين متطلبات الحياة, ولم نعد كاشخاص الزمن السابق من تحمل وتروي وحلم وحكمة, اختفت هذه الصفـــ ـــ ـــ ــات التي كان يمتلكها الصغار في ذاك الزمان وتربى عليها, كان الأب يسعى ان يكون طفله رجل ويغرس في داخله قيم المـــ ـــ حبة والرجولة والشـــعور مع الغير وتقديم المساعدة لقريبه او من يحتاجها, للعلم التصنيف الجديد لدى منظمة الصــــحة العالمية رفع سن المراهقة إلى 25 سنــة, هذا باعتقادي سبب من اسباب تردى واقعنا التربوي والثقافي, تعمق اطفالنا بأشياء كانت سبب في ان يكونوا كالعجين يتم تشكيلهم حسب ما يخطط له خبراء شركات الالعاب في الغرب.
لا يمر يوما دون مشكلة أسرية تؤدي لجرائم مؤلمة حصيلتها وفيات واساليب بشـــعة لتنفيذ هذه الجرائم, من هنا وجب ان يعي من يود ان يأمن بنفسه وأسرته ان يذهب بعيدا باهتماماته عن المقربين منه والمحيطين به, لاننا لم نعد كالســـ ـــ ـــ ـــ ـابق قلوبنا بيضاء بالعكس اصبحنا أكثر كرها وبغضا لبعضنا البعض, لهذا تجد دائما البعيد هو الخيار الأفـــ ـــ ـضل في كل شئ, تجد الخيار المحبب في هذه الأيام البحث عن مكان للسكن في مناطق تستـــ ـــ ــــقل بها تشعر بالهدواء والاتزان وراحة البال, نصيحة ابتعد قدر المستطاع لان زماننا هذا يختلف عن زمان الجيل الطيب من الأباء والأمهات اصحاب النفس الزكية.

(عمون)
    نيسان ـ نشر في 2022/10/08 الساعة 00:00