العمايرة : ممدوح الحوامدة وداعاَ

نيسان ـ نشر في 2022/10/11 الساعة 00:00
أخي الغالي ممدوح
كم افتقدك وأحس بوحشة الحياة من دونك، ومن دون أحبة وأصدقاء كثر غادروا هذه الدنيا الفانية إلى الحياة الابدية
انني إذ احتسبك عند عزيز مقتدر ..
أفتقد غدواتك وروحاتك ..
وقد كنت تزورني صباحا .
وبلا موعد لنشرب القهوة.. كما كنت تحبها...ونتابع معا (اخبار الناس) الذين احببتهم فجعلت صفحتك الخفيفة على القلب بهذا العنوان..فاحبوك و دابوا على متابعتك ،وراوا فيها مرآة صادقة لأفراحهم واتراحهم..ولمشاعرهم كلها ..وكنت صادقا وصريحا وانت تعاتب بعض المسؤولين وتشير إلى اخطائهم برفق وابتسامة؛ ولذعة حارة كما هي لذعة الفلفل الأحمر..
كم نفتقد هذه اللمسات الأنيقة التي لم تكن تفارق ما تكتب ..ولا اختياراتك الدقيقة لألفاظك المهذبة ، وللصور الحية التي تصاحب الأخبار..
بداتها زاوية في صحيفة( الجهاد) المقدسية في بداية الستينات ؛ثم نقلتها معك لتدور حيث كنت تنتقل انت في صحف (اخبار الاسبوع) و(عمان المساء )وفي( الدستور) و(الراي) وعلى مواقع إلكترونية عديدة من بعد ..قبل ان يداهمك المرض فيقعد بك عن البوح الشجي ،والعتب الانيق..وتظل قدرتك العالية على تلمس هموم الناس في الذاكرة الفردية والجمعية للناس والكتاب والصحفيين .
وعلى مدى ما يزيد على ستين عاما يبقى قلمك وحرفك وتدوم إطلالتك يومية او اسبوعية ؛وتظل متفردا ..لتحافظ "اخبار الناس" التي جعلتها ذات يوم جريدة ورقية ثم الكترونية عملا صحفيا فريدا يستعصي على التقليد.
ابا باسل
هي تلك رحلة العمر مع الحرف الودود والكلمة الصادقة والمعالجة الرقيقة..
كنت دائما مع الناس ونسجت مع جميع فئاتهم ومواقعهم واتجاهاتهم علاقات وثيقة لم تنقطع.
افتقدتك ويفتقدك جميع اصدقائك وزملائك في مهنة المتاعب ،وفي مختلف قطاعات مجتمعنا .
اعرف كم جاهدت وكافحت في هذه الحياةالتي قست عليك كما قست على كثيرين من ابناء جيلنا؛وكم تعمقت علاقاتك بمهنة الطباعة في بداية حياتك في مطابع عبود و الحرية و الوطنية ..كما انك جربت الحياة الوظيفية في وزارة المواصلات' وعايشت
الكبار فيها قدرا وقيمة وعطاء وإخلاصا.
كم افتقدك واشتاق إليك اخا وزميلا وصديقا لم تغيره الأيام..
لقد بكيتك كما لم ابك احدا من الأعزاء..
وانت منهم..
صحيح اننا كنا نختلف في الراي احيانا ،ولكننا بقينا نكن لبعضنا بعضا كل الاحترام ،وتبقى مودتنا دائمةويظل حبلها متينا.
مازال طعم( القلاية) حاضرا وقد كنت تتقن صنعها 'مثلما كنا نحب تذوقها من يديك، وكم كنت صبورا على طهيها لتاتي على ذوقك طيبة زاكية.فيجتمع حولها كثير من أصدقائك المحبين.
كم كنت صديقي
..وكم ارى مكانك في القلب راسخا ،وكم ستبقى حاضرا في الذاكرة..
اما و انك غادرتنا في الرحلة الاخيرة؛ فسلم لنا على الخالدين الأعزاء من القافلة الممتدة بين الورقة والقلم..
جمعة حماد وعبد الحفيظ محمد وإبراهيم سكجها وعرفات حجازي وياسر حجازي ومحمود الشريف ورجا العيسى والشيخ محمد المسلمي وإبراهيم الشنطي وسليمان عرار والمعلم محمود الكايد ..و عبدالله حمدان ومحمد كعوش والياس جريس ومحمد وهبي التل وحسن التل وفايز فهد حمدان وفايز محمود وفوز الدين البسومي وبدر عبد الحق وموسى عبد السلام وسليم الشريف..وملحم التل وفخري اباظة وخيري منصور وخليل السواحري..ومحمود الحوساني.
والقافلة ممتدة ...
سلامنا لهم ولك..وعليك السلام والرحمة
..وستظل مطبعةالخيام تدور وستبقى وكالة حوامدة للإعلام والإعلان ممهورة باسمك ورسمك..
وسنظل نقرأ الآية الكريمة:
[ومنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا]
أخوك المحب
د.محمد ناجي عمايرة
    نيسان ـ نشر في 2022/10/11 الساعة 00:00