سؤال 'صعب': سردية 'استهداف الأمة'
نيسان ـ نشر في 2022/10/12 الساعة 00:00
احتاج الأمر لسيناريو كلاسيكي يعيد إنتاج نفس الأدبيات ردا على سؤال مباشر من كاتب هذه السطور الى رئيس اتحاد علماء المسلمين الداعية والمفكر الإسلامي البارز الدكتور علي قرة داغي على هامش جلسة فكرية سياسية في العاصمة عمان.
الأهم أن طرح السؤال حظي بإشادة وعناق من العالم والشيخ الجليل مع همسة في الأذن «سؤالك في غاية الأهمية».
مع الاحترام والتقدير للرجل ولصحبه وحتى لعلماء المسلمين جميعا قد أكون أخطأت في التقاط إجابة مقنعة على سؤال بمنتهى البساطة: لماذا يسترسل علماؤنا الأجلاء في الحديث عن استهداف الغرب والعالم للأمة الإسلامية دون الحديث عن أسباب ذلك الاستهداف؟
بصراحة رغبت بفهم ما إذا كان الخطاب الإسلامي العربي المصر على أن الآخر يستهدفنا كمسلمين لديه سيناريو أو نظرية تشرح خلفيات ذلك الاستهداف.. لماذا نحن المسلمين دون خلق الله وبقية شعوب البشرية يستهدفنا حصرا الصهيوني والإمبريالي والغربي؟
اتفق الجميع على أن السؤال مهم والفكرة كانت تقضي بأن تكتمل الرسالة التوجيهية للأجيال الشابة بحيث يفهم الشباب أسباب استهدافهم دينيا أو يتم إبلاغهم بنظرية متكاملة فكرية وتثقيفية تسمح لهم بمناقشة الآخر عندما يستهدفهم.
اتفق الجميع مجددا على أهمية السؤال مع عدم وجود إجابة حقيقية خارج تلك المعلبات المألوفة والتي تعيدني في استهداف اليوم الى فترة الحروب الصليبية وتحاول تذكيري بأن الغرب الإمبريالي المتوحش لديه أطماع في ثروات بلادنا وبأنه يتحرك فيما يخص قضايانا الجيوسياسية برمتها انطلاقا من التناقض الديني، ومن دوافع سرقة هذه الثروات التي يقول الواقع عمليا إن بعضنا كمسلمين ينهبها من بعضنا الآخر بكل الأحوال.
لا تكفي النظريات التي تقترح بأن الفرنسي أو السويدي أو الأمريكي يكرهنا لأسباب دينية وتاريخية ويطمع بثرواتنا المنهوبة أصلا من ثنائي الاستبداد والفساد الذي يفتك بشعوب هذه الأمة بنسب متفاوتة، فالغرب الاستعماري يستهدف الجميع أفقيا وليس المسلمين حصرا.
إن تبرير قعود الأمة الاسلامية ومشكلاتها وضعفها وبؤسها على أساس استهدافها دينيا حجة وذريعة للقاعدين وتبرير قد يساء استخدامه ليخدم الديكتاتوريات فقط في العالمين العربي والإسلامي
وخارطة قوى النفوذ الدولي لديها أطماع في البحر الأسود وعلى المحيط الهندي وحول جزر اليابان وفي تايوان وايضا في أمريكا اللاتينية وفي كل إفريقيا بمسلمي تلك الدول وغيرهم من شعوبه، فلماذا يحصر الاستهداف لأسباب دينية في كمسلم فقط؟
أحدهم حضر السؤال والجواب والنقاش ثم همس في أذني: لقد فجرت لغما بمداخلتك مع عبارات متأنية ومرتبكة، فهمت منها بأن المؤسسات المعنية بالعلماء المسلمين ومع الاحترام والتقدير الشديد لها يقوم مجدها على فكرة استهداف الأمة الإسلامية، وتؤسس لاشتباكاتها على أساس هذا الاستهداف بدون وجود نظرية تشخيصية محددة ومقنعة تجيب على سؤال بمنتهى البساطة: لماذا انا كمسلم دون غيري ؟
لا أزعم طبعا بوجود إجابة لدي.
لكن أعتقد بان سردية الاستهداف نفسها ستكون مقنعة أكثر لو اكتمل نصفها الثاني ولو قدم عالم مسلم ما في أي وقت نظرية متكاملة تطال أيضا خلفيات وأسباب الاستهداف اليوم، وطبعا أميل للنظرية التي تقول بأن الدول الثرية لديها أطماع ومصالح في كل الدول الفقيرة بصرف النظر عن هوية شعوبها الدينية.
ولدي قناعة أكيدة من وجهة نظري على الأقل بأن تبرير قعود الأمة الاسلامية ومشكلاتها وضعفها وبؤسها على أساس استهدافها دينيا حجة وذريعة للقاعدين وتبرير قد يساء استخدامه ليخدم الديكتاتوريات فقط في العالمين العربي والإسلامي. أخشى أن يتورط الأفاضل في مؤسسات علماء المسلمين بمطب مثل هذا التسويق للذرائع وانطباعي عن مخاوف الدول الأوروبية مثلا من المسلمين يشير إلى أن اليمين المتطرف، سواء في أوروبا أو أمريكا الشمالية يرفض ويلفظ كل الألوان الاجتماعية الأخرى، وليس حصرا المسلمين فقط وانطباعي أيضا بأن غالبية المسلمين الذين يتم استهدافهم على أي نحو في الدول الغربية حصرا يستهدفون لعدة أسباب مع غيرهم قد لا يكون من بينها هويتهم الدينية فقط.
لست بصدد مناقشة قضايا تخص علماء المسلمين أصحاب الخبرة والحضور والمعرفة خصوصا في القنوات الشرعية والدينية. وطبعا لست بصدد إعفاء الغرب من تهمة استهدافنا كأمة.
والمطلوب حصريا هو تفعيل التفكير الإيجابي المنتج وإكمال النظرية حيث لم يعد في عالم اليوم الحديث عن الهوية الدينية المتباينة قابلا لتسويق والترويج حتى وسط شباب الأمة الذين يتبادلون الخبرات مع الآخر ويتجاوزن أنماط التواصل والاتصال الكلاسيكية القديمة.
نحتاج لمقاربة جديدة في الخطاب الوعظي، وخصوصا في الجزء المتعلق بنظرية أو سردية شاملة أكثر تكون مقنعة مع إداركي المسبق بوجود يمين في الدول الغربية خلفياته في الهجوم على المسلمين أو غيرهم مريضة وعقائدية ودينية في بعض الأحيان دون التسليم بأن تلك النظرية اليتيمة. بكل حال حظيت بعناق من عالم أجله وأحترمه وهذه دعوة للتأمل والتفكير.القدس العربي
الأهم أن طرح السؤال حظي بإشادة وعناق من العالم والشيخ الجليل مع همسة في الأذن «سؤالك في غاية الأهمية».
مع الاحترام والتقدير للرجل ولصحبه وحتى لعلماء المسلمين جميعا قد أكون أخطأت في التقاط إجابة مقنعة على سؤال بمنتهى البساطة: لماذا يسترسل علماؤنا الأجلاء في الحديث عن استهداف الغرب والعالم للأمة الإسلامية دون الحديث عن أسباب ذلك الاستهداف؟
بصراحة رغبت بفهم ما إذا كان الخطاب الإسلامي العربي المصر على أن الآخر يستهدفنا كمسلمين لديه سيناريو أو نظرية تشرح خلفيات ذلك الاستهداف.. لماذا نحن المسلمين دون خلق الله وبقية شعوب البشرية يستهدفنا حصرا الصهيوني والإمبريالي والغربي؟
اتفق الجميع على أن السؤال مهم والفكرة كانت تقضي بأن تكتمل الرسالة التوجيهية للأجيال الشابة بحيث يفهم الشباب أسباب استهدافهم دينيا أو يتم إبلاغهم بنظرية متكاملة فكرية وتثقيفية تسمح لهم بمناقشة الآخر عندما يستهدفهم.
اتفق الجميع مجددا على أهمية السؤال مع عدم وجود إجابة حقيقية خارج تلك المعلبات المألوفة والتي تعيدني في استهداف اليوم الى فترة الحروب الصليبية وتحاول تذكيري بأن الغرب الإمبريالي المتوحش لديه أطماع في ثروات بلادنا وبأنه يتحرك فيما يخص قضايانا الجيوسياسية برمتها انطلاقا من التناقض الديني، ومن دوافع سرقة هذه الثروات التي يقول الواقع عمليا إن بعضنا كمسلمين ينهبها من بعضنا الآخر بكل الأحوال.
لا تكفي النظريات التي تقترح بأن الفرنسي أو السويدي أو الأمريكي يكرهنا لأسباب دينية وتاريخية ويطمع بثرواتنا المنهوبة أصلا من ثنائي الاستبداد والفساد الذي يفتك بشعوب هذه الأمة بنسب متفاوتة، فالغرب الاستعماري يستهدف الجميع أفقيا وليس المسلمين حصرا.
إن تبرير قعود الأمة الاسلامية ومشكلاتها وضعفها وبؤسها على أساس استهدافها دينيا حجة وذريعة للقاعدين وتبرير قد يساء استخدامه ليخدم الديكتاتوريات فقط في العالمين العربي والإسلامي
وخارطة قوى النفوذ الدولي لديها أطماع في البحر الأسود وعلى المحيط الهندي وحول جزر اليابان وفي تايوان وايضا في أمريكا اللاتينية وفي كل إفريقيا بمسلمي تلك الدول وغيرهم من شعوبه، فلماذا يحصر الاستهداف لأسباب دينية في كمسلم فقط؟
أحدهم حضر السؤال والجواب والنقاش ثم همس في أذني: لقد فجرت لغما بمداخلتك مع عبارات متأنية ومرتبكة، فهمت منها بأن المؤسسات المعنية بالعلماء المسلمين ومع الاحترام والتقدير الشديد لها يقوم مجدها على فكرة استهداف الأمة الإسلامية، وتؤسس لاشتباكاتها على أساس هذا الاستهداف بدون وجود نظرية تشخيصية محددة ومقنعة تجيب على سؤال بمنتهى البساطة: لماذا انا كمسلم دون غيري ؟
لا أزعم طبعا بوجود إجابة لدي.
لكن أعتقد بان سردية الاستهداف نفسها ستكون مقنعة أكثر لو اكتمل نصفها الثاني ولو قدم عالم مسلم ما في أي وقت نظرية متكاملة تطال أيضا خلفيات وأسباب الاستهداف اليوم، وطبعا أميل للنظرية التي تقول بأن الدول الثرية لديها أطماع ومصالح في كل الدول الفقيرة بصرف النظر عن هوية شعوبها الدينية.
ولدي قناعة أكيدة من وجهة نظري على الأقل بأن تبرير قعود الأمة الاسلامية ومشكلاتها وضعفها وبؤسها على أساس استهدافها دينيا حجة وذريعة للقاعدين وتبرير قد يساء استخدامه ليخدم الديكتاتوريات فقط في العالمين العربي والإسلامي. أخشى أن يتورط الأفاضل في مؤسسات علماء المسلمين بمطب مثل هذا التسويق للذرائع وانطباعي عن مخاوف الدول الأوروبية مثلا من المسلمين يشير إلى أن اليمين المتطرف، سواء في أوروبا أو أمريكا الشمالية يرفض ويلفظ كل الألوان الاجتماعية الأخرى، وليس حصرا المسلمين فقط وانطباعي أيضا بأن غالبية المسلمين الذين يتم استهدافهم على أي نحو في الدول الغربية حصرا يستهدفون لعدة أسباب مع غيرهم قد لا يكون من بينها هويتهم الدينية فقط.
لست بصدد مناقشة قضايا تخص علماء المسلمين أصحاب الخبرة والحضور والمعرفة خصوصا في القنوات الشرعية والدينية. وطبعا لست بصدد إعفاء الغرب من تهمة استهدافنا كأمة.
والمطلوب حصريا هو تفعيل التفكير الإيجابي المنتج وإكمال النظرية حيث لم يعد في عالم اليوم الحديث عن الهوية الدينية المتباينة قابلا لتسويق والترويج حتى وسط شباب الأمة الذين يتبادلون الخبرات مع الآخر ويتجاوزن أنماط التواصل والاتصال الكلاسيكية القديمة.
نحتاج لمقاربة جديدة في الخطاب الوعظي، وخصوصا في الجزء المتعلق بنظرية أو سردية شاملة أكثر تكون مقنعة مع إداركي المسبق بوجود يمين في الدول الغربية خلفياته في الهجوم على المسلمين أو غيرهم مريضة وعقائدية ودينية في بعض الأحيان دون التسليم بأن تلك النظرية اليتيمة. بكل حال حظيت بعناق من عالم أجله وأحترمه وهذه دعوة للتأمل والتفكير.القدس العربي
نيسان ـ نشر في 2022/10/12 الساعة 00:00