اتفاق ترسيم الحدود اللبناني الإسرائيلي
نيسان ـ نشر في 2022/10/15 الساعة 00:00
مذهل بل ومفرح درجة البرغماتية التي ذهب اليها الممانعون او اصحاب الصوت العالي، الذين اعتاشوا وترعرعوا على المزايدة على من ذهب للسلام والتسوية والمفاوضات، مذهلة درجة برغماتيتهم في تعاملهم مع موافقة لبنان ترسيم الحدود مع اسرائيل والذي يعد اعترافا ضمنيا وواقعيا بإسرائيل. رئيس لبنان يوافق، وحزب الله يبارك ويؤيد، وحماس تشيد بالحكمة على موافقة لبنان على ترسيم الحدود مع اسرائيل في الجنوب.
بعد ذلك شيدت حملات لخلق موجة دفاع على السوشال ميديا والاعلام مناصرة للحكمة والوطنية الحقة في سلوك لبنان حزب الله وحماس. سبحان الله على هذا الكم من الانتهازية السياسية والتلون. لا احد يعيب على لبنان قراره، فهو بالفعل حكيم وبرغماتي، ولكن فلنكف اذن عن المزايدة على اي دولة او سلطة وقعت اتفاقية سلام وذهبت بهذا المنحى. توقيع الاتفاق لترسيم الحدود معناه اعتراف لبناني ضمني بإسرائيل، علما ان لبنان لا يعترف بإسرائيل رسميا ويرفض وجودها، حتى انه لا يقبل دخول اراضيه الطائرات المدنية القادمة من الاجواء الاسرائيلية، ما جعل خطوط الملكية الاردنية تذهب لجنوب اسرائيل عبر سيناء لكي تذهب الى لبنان حيث الاجواء السورية غير الامنة ايضا. فلتعترف لبنان بإسرائيل فهذا شأنها، ومتسق مع التوجه الاقليمي الشامل بالانفتاح على اسرائيل بغية التأثير بها، ولكن فلتتوقف المزايدات السياسية من حزب الله وحماس والمتاجرة بالوطنية والقومية.
اسرائيل كان لها نصيب ايضا من التلاعب والاستفادة السياسية من الاتفاق، ووزع الائتلاف الاسرائيلي الحاكم الادوار بين اعضائه على نحو ملفت، ففي الوقت الذي كانت الحكومة الاسرائيلية على وشك الموافقة على ترسيم الحدود، كان احد اعضائها – غانتس – يوجه بالاستعداد لمواجهة عسكرية مع حزب الله، وانهم سيضخون النفط حتى لو لم توافق لبنان. بعد ذلك بيوم تم توقيع الاتفاق، الذي اعتبره الطرفان مصلحة لهما، وبوساطة امريكية كانت فعالة. الائتلاف الاسرائيلي الحاكم قام بهذه اللعبة حتى يفوت على المعارضة، خاصة نتنياهو، اية مزايدات، وحتى يقول لحزب الله وافق والا فالحرب هي النتيجة.
اسرائيل مستفيد اقتصاديا وامنيا من الاتفاق، فالعوائد المالية المتوقعة مجزية، وامنيا، سيكون الان هناك سبب لوقف هجمات حزب الله، حيث له مصلحة بإستمرار تدفق الغاز الذي ستوقفه مواجهة عسكرية مع اسرائيل. لبنان ايضا مستفيد لان الاتفاق سيمكنه من استخراج غازه، لتعود عليه بعض الاموال التي هو في امس الحاجة لها، بعد انهيار نظامه المصرفي بالكامل. اما امنيا فهناك اهداف اخرى الان في مرمى حزب الله، وهي منصات الغاز الاسرائيلية.
بالمحصلة، فحالة من الردع المتبادل تبدو قد تشكلت بعيد الاتفاق. غير واضح للان ما اذا كانت العوائد المالية سوف تستخدم لبناء لبنان وتنميته، ام للنيل من استقراره ولتقوية الانقسام وترسانة حزب الله. الامل ان عوائد المال ستعود بالخير على اللبنانيين، حتى يستعيدوا اقتصادهم، ويبنوا بلدهم، وهذا هو المؤمل ولكنه غير مضمون.
الغد
بعد ذلك شيدت حملات لخلق موجة دفاع على السوشال ميديا والاعلام مناصرة للحكمة والوطنية الحقة في سلوك لبنان حزب الله وحماس. سبحان الله على هذا الكم من الانتهازية السياسية والتلون. لا احد يعيب على لبنان قراره، فهو بالفعل حكيم وبرغماتي، ولكن فلنكف اذن عن المزايدة على اي دولة او سلطة وقعت اتفاقية سلام وذهبت بهذا المنحى. توقيع الاتفاق لترسيم الحدود معناه اعتراف لبناني ضمني بإسرائيل، علما ان لبنان لا يعترف بإسرائيل رسميا ويرفض وجودها، حتى انه لا يقبل دخول اراضيه الطائرات المدنية القادمة من الاجواء الاسرائيلية، ما جعل خطوط الملكية الاردنية تذهب لجنوب اسرائيل عبر سيناء لكي تذهب الى لبنان حيث الاجواء السورية غير الامنة ايضا. فلتعترف لبنان بإسرائيل فهذا شأنها، ومتسق مع التوجه الاقليمي الشامل بالانفتاح على اسرائيل بغية التأثير بها، ولكن فلتتوقف المزايدات السياسية من حزب الله وحماس والمتاجرة بالوطنية والقومية.
اسرائيل كان لها نصيب ايضا من التلاعب والاستفادة السياسية من الاتفاق، ووزع الائتلاف الاسرائيلي الحاكم الادوار بين اعضائه على نحو ملفت، ففي الوقت الذي كانت الحكومة الاسرائيلية على وشك الموافقة على ترسيم الحدود، كان احد اعضائها – غانتس – يوجه بالاستعداد لمواجهة عسكرية مع حزب الله، وانهم سيضخون النفط حتى لو لم توافق لبنان. بعد ذلك بيوم تم توقيع الاتفاق، الذي اعتبره الطرفان مصلحة لهما، وبوساطة امريكية كانت فعالة. الائتلاف الاسرائيلي الحاكم قام بهذه اللعبة حتى يفوت على المعارضة، خاصة نتنياهو، اية مزايدات، وحتى يقول لحزب الله وافق والا فالحرب هي النتيجة.
اسرائيل مستفيد اقتصاديا وامنيا من الاتفاق، فالعوائد المالية المتوقعة مجزية، وامنيا، سيكون الان هناك سبب لوقف هجمات حزب الله، حيث له مصلحة بإستمرار تدفق الغاز الذي ستوقفه مواجهة عسكرية مع اسرائيل. لبنان ايضا مستفيد لان الاتفاق سيمكنه من استخراج غازه، لتعود عليه بعض الاموال التي هو في امس الحاجة لها، بعد انهيار نظامه المصرفي بالكامل. اما امنيا فهناك اهداف اخرى الان في مرمى حزب الله، وهي منصات الغاز الاسرائيلية.
بالمحصلة، فحالة من الردع المتبادل تبدو قد تشكلت بعيد الاتفاق. غير واضح للان ما اذا كانت العوائد المالية سوف تستخدم لبناء لبنان وتنميته، ام للنيل من استقراره ولتقوية الانقسام وترسانة حزب الله. الامل ان عوائد المال ستعود بالخير على اللبنانيين، حتى يستعيدوا اقتصادهم، ويبنوا بلدهم، وهذا هو المؤمل ولكنه غير مضمون.
الغد
نيسان ـ نشر في 2022/10/15 الساعة 00:00