أكل 'الحصرم' وأبناؤنا يضرسون
نيسان ـ نشر في 2022/10/16 الساعة 00:00
قبل أن نلوم هؤلاء الطلبة الذين اشتروا اصوات زملائهم في انتخابات البرلمانات الطلابية، أو الآخرين الذين هتفوا «خاوه» ابتهاجا بفوزهم، يجب أن نلوم أنفسنا، أقصد القدوات السياسية والتعليمية والأسرية والاجتماعية، الآباء والمعلمين، النواب الذين ألهمونا بتجاربهم الانتخابية، ثم وزارة التربية التي لم تجد أفضل من الرد بتهديد الطلبة المتورطين، بإلغاء عضويتهم في البرلمان .
صحيح، ربما يكون ما حدث مجرد حالات، أو استثناءات، لكنه جاء في سياق عام مزدحم بحوادث أخرى متنوعة، خلاصتها أن أبناءنا يتعلمون منا، ويقلدون أخطاءنا وتجاربنا، نحن نأكل الحصرم وأطفالنا يضرسون، لا يهم ما نقدمه لهم من مواعظ ودروس، وأوامر وتوصيات، المهم كيف يروننا، وماذا يحكمون على سلوكنا، وكيف نقدم لهم تجاربنا، أخشى أن أقول: إنهم يحاولون أن ينتقموا منا، سواء بالفهلوه والشطارة، او بكسر عصا الطاعة والوصاية.
أخطر سؤال يتردد بإذهان الآباء والأمهات، هو: هل نطمئن لمستقبل أبنائنا وبناتنا في المدارس والجامعات؟ استدعاء هواجس الخوف والحذر مفهومة، هنا، في سياقين على الأقل، أحدهما حالة المجتمع، وما طرأ من تحولات على منظومة القيم والأخلاق، ووسائل الاتصال والتربية التي اغرقت الجميع بالفوضى، الاخر سياق النوازل التي داهمت مدارسنا وجامعاتنا تحديدا، كتعاطي المخدرات، وتصاعد نسبة المتسربين، وارتفاع أعداد الذين يعانون من الأمية الأبجدية، تزامن ذلك مع تقلبات صناعة المناهج، وتراجع العملية التعليمية بكافة عناصرها، ثم انشغال الأهل عن أبنائهم، وبروز التعليم الطبقي، بسبب قلة الاهتمام بالتعليم في القطاع العام.
في ضوء ذلك، يبدو مهما ان نسأل: ما هو التعليم الذي نقدمه لأبنائنا في المدارس (دعك الآن من الجامعات)؟ لكن الأهم من ذلك: كيف نربيهم؟ التربية تتقدم على التعليم، والنماذج الملهمة والقدوات هي أفضل وسيلة للتربية، يكفي، هنا، أن ندقق في صور التربية والنماذج الملهمة التي تتصدر منصاتنا العامة، و مجالنا الافتراضي والواقعي، لندرك طبيعة أجيالنا القادمة، والقيم التي نغرسها فيهم، والاتجاهات التي حددناها لهم سلفا، الصورة -للأسف- تبدو مفزعة، إذا لم نستدرك ذلك بصناعات وطنية ثقيلة، تتوزع خطوط إنتاجها على الهوية و الحرية المنضبطة والعدالة، حيث بناء المواطن الإنسان الذي يعتز بدينه ووطنه، وقيمه وكرامته الإنسانية.
لنتذكر دائما أن سلوك المجتمع يعكس غالبا سلوك مؤسسات الدولة وإدارتها، الطلبة في مدارسهم يعكسون سلوك وزارتهم، وربما سلوك آبائهم ومعلميهم، الواجب أن نفهم ما فعلناه جميعا، وزارة التربية مثلا في تعاملها مع المعلمين، المعلمون أيضا الذين تخلى بعضهم عن مسؤولياته المهنية وقايض الطلبة بالدروس الخصوصية، وكذلك الآباء والأمهات الذين استقال بعضهم من دور المربي و الموجّه، واستغرقوا بأعمالهم أو خلافاتهم على حساب الأبناء، كل هؤلاء يتحملون مسؤولية العطب الذي اصاب أبناءنا، وأورثهم ما تراكم داخلهم من انحرافات، او ما وصلوا إليه من مآلات محزنة.
بقي لدي رسالة لأبنائنا: خذوا من ابائكم وأمهاتكم أفضل ما فيهم، ابحثوا عن ملهمين وتعلموا منهم الخير والأمل، اعتمدوا على انفسكم، ولا تلتفتوا لأخطائنا وخيباتنا، عيشوا عصركم وكونوا أفضل منا، تمسكوا بحرياتكم واضبطوها على إيقاع الحق والفضيلة، افتحوا قلوبكم على هذا الكون، ففيه متسع للايمان و العلم والمعرفة، ضعوا أمام عيونكم دائما مخافة الله، واحتكموا لصوت ضمائركم، ولا تسمحوا لأحد أن ينتزع منكم انسانيتكم، ووطنيتكم، وكرامتكم، مهما كان الثمن.
صحيح، ربما يكون ما حدث مجرد حالات، أو استثناءات، لكنه جاء في سياق عام مزدحم بحوادث أخرى متنوعة، خلاصتها أن أبناءنا يتعلمون منا، ويقلدون أخطاءنا وتجاربنا، نحن نأكل الحصرم وأطفالنا يضرسون، لا يهم ما نقدمه لهم من مواعظ ودروس، وأوامر وتوصيات، المهم كيف يروننا، وماذا يحكمون على سلوكنا، وكيف نقدم لهم تجاربنا، أخشى أن أقول: إنهم يحاولون أن ينتقموا منا، سواء بالفهلوه والشطارة، او بكسر عصا الطاعة والوصاية.
أخطر سؤال يتردد بإذهان الآباء والأمهات، هو: هل نطمئن لمستقبل أبنائنا وبناتنا في المدارس والجامعات؟ استدعاء هواجس الخوف والحذر مفهومة، هنا، في سياقين على الأقل، أحدهما حالة المجتمع، وما طرأ من تحولات على منظومة القيم والأخلاق، ووسائل الاتصال والتربية التي اغرقت الجميع بالفوضى، الاخر سياق النوازل التي داهمت مدارسنا وجامعاتنا تحديدا، كتعاطي المخدرات، وتصاعد نسبة المتسربين، وارتفاع أعداد الذين يعانون من الأمية الأبجدية، تزامن ذلك مع تقلبات صناعة المناهج، وتراجع العملية التعليمية بكافة عناصرها، ثم انشغال الأهل عن أبنائهم، وبروز التعليم الطبقي، بسبب قلة الاهتمام بالتعليم في القطاع العام.
في ضوء ذلك، يبدو مهما ان نسأل: ما هو التعليم الذي نقدمه لأبنائنا في المدارس (دعك الآن من الجامعات)؟ لكن الأهم من ذلك: كيف نربيهم؟ التربية تتقدم على التعليم، والنماذج الملهمة والقدوات هي أفضل وسيلة للتربية، يكفي، هنا، أن ندقق في صور التربية والنماذج الملهمة التي تتصدر منصاتنا العامة، و مجالنا الافتراضي والواقعي، لندرك طبيعة أجيالنا القادمة، والقيم التي نغرسها فيهم، والاتجاهات التي حددناها لهم سلفا، الصورة -للأسف- تبدو مفزعة، إذا لم نستدرك ذلك بصناعات وطنية ثقيلة، تتوزع خطوط إنتاجها على الهوية و الحرية المنضبطة والعدالة، حيث بناء المواطن الإنسان الذي يعتز بدينه ووطنه، وقيمه وكرامته الإنسانية.
لنتذكر دائما أن سلوك المجتمع يعكس غالبا سلوك مؤسسات الدولة وإدارتها، الطلبة في مدارسهم يعكسون سلوك وزارتهم، وربما سلوك آبائهم ومعلميهم، الواجب أن نفهم ما فعلناه جميعا، وزارة التربية مثلا في تعاملها مع المعلمين، المعلمون أيضا الذين تخلى بعضهم عن مسؤولياته المهنية وقايض الطلبة بالدروس الخصوصية، وكذلك الآباء والأمهات الذين استقال بعضهم من دور المربي و الموجّه، واستغرقوا بأعمالهم أو خلافاتهم على حساب الأبناء، كل هؤلاء يتحملون مسؤولية العطب الذي اصاب أبناءنا، وأورثهم ما تراكم داخلهم من انحرافات، او ما وصلوا إليه من مآلات محزنة.
بقي لدي رسالة لأبنائنا: خذوا من ابائكم وأمهاتكم أفضل ما فيهم، ابحثوا عن ملهمين وتعلموا منهم الخير والأمل، اعتمدوا على انفسكم، ولا تلتفتوا لأخطائنا وخيباتنا، عيشوا عصركم وكونوا أفضل منا، تمسكوا بحرياتكم واضبطوها على إيقاع الحق والفضيلة، افتحوا قلوبكم على هذا الكون، ففيه متسع للايمان و العلم والمعرفة، ضعوا أمام عيونكم دائما مخافة الله، واحتكموا لصوت ضمائركم، ولا تسمحوا لأحد أن ينتزع منكم انسانيتكم، ووطنيتكم، وكرامتكم، مهما كان الثمن.
نيسان ـ نشر في 2022/10/16 الساعة 00:00