العراق يشكل حكومة ويتجاوز الانسداد
نيسان ـ نشر في 2022/10/22 الساعة 00:00
استطاع العراق، أخيرا، تجاوز حالة الانسداد التي استمرت لأشهر؛ حيث تم تشكيل حكومة وانتخاب رئيس، ما يؤذن بعودة وتيرة العمل التي تعطلت لفترة طويلة. موقع رئيس الوزراء كان سبب الانسداد، شغله محمد السوداني الذي شكل حالة من التوافق، ويعد نسبيا قريبا من نهج الكاظمي، الذي أراد السيطرة على بعض الملفات التي تؤرق العراقيين، مثل الفساد وانفلات السلاح واستباحة السيادة العراقية من قبل الدول المجاورة. رئيس الوزراء الجديد يجب أن يقدم تشكيلة حكومته خلال شهر، وهذه بحد ذاتها معضلة سياسية شاقة، قد تتطلب توازنات، لا سيما مع التيار الصدري الذي يحسب له الوقوف بوجه النفوذ الإيراني بالعراق، ويحسب عليه استشاطة وعدم اتزان بالمواقف.
حالة ارتياح سادت من أن الانسداد بالعراق في طور الحل، رغم أنه لا أحد يخفي الإعجاب والأسف على مغادرة الكاظمي، الذي شكل حالة سياسية فريدة، وأدخل نهجا على العمل السياسي العراقي هو الأنفع للعراق بالمقارنة بما سبقه من نهج. الكاظمي مد علاقات العراق باتجاه الدول العربية، وبدأ معها مشاريع نافعة مشتركة، وهذا وازن النفوذ الإيراني بالعراق الذي كان أيضا هدفا للكاظمي سعى لتحقيقه بحكمة، وعلى طريق ذلك يسر حوارا استراتيجيا واتصالات بين عدد من الدول العربية وإيران، فأصبحت القناة العراقية موثوقة ووسيطة. مغادرة الكاظمي لا تعني مغادرة نهجه، فالأرجح أن بصمته سوف تستمر، وأن نرى مزيدا من السياسيين العراقيين يتبنون نهج عمله السياسي.
العراق بحاجة لحكومة فعالة قادرة على مواجهة التحديات الجمة والكبيرة، فبلاد الرافدين والرشيد تتربع أعلى سلم الفساد في الرقم واحد، باعتبارها الدولة الأكثر فسادا في العالم، بحسب منظمة الشفافية العالمية. محزن أن نرى بلاد النفط والخير فيها معدلات بطالة وفقر مرتفعة، وفيها قطع جزئي للكهرباء بسبب عدم توفره، وفيها نهب خيرات في وضح النهار. التحدي الآخر هو استباحة الميليشيات المختلفة للمشهد السياسي والأمني، وانتشار السلاح الخفيف والمتوسط، ومن هذه الميليشيات من يعلن جهارا نهارا اتباعه لإيران وائتماره بأوامرها، ومن لا يعجبه يقتل أو يصفى، ناهيك عن الاستباحة العلنية من قبل إيران مباشرة للأراضي العراقية تعاملها كأنها دولة بلا سيادة.
النفوذ الإيراني بالعراق هو التحدي الأكبر، والمصدر الأساس للمشاكل الأمنية والاقتصادية والفساد الذي يعم العراق، فمنذ حرب العام 2003، تحول العراق، وما يزال، إلى ساحة أمامية للنفوذ الإيراني، وجزء أساسي من الهلال الإيراني الممتد للبحر المتوسط. أي آمال معقودة على اشتباك العراق مع الجوار العربي، أو حديث عن مشاريع من الدول المحيطة بالعراق، هو عرضة للموافقة أو الرفض الإيراني، لذلك فأنا دوما غير متفائل بأي سلوك عراقي مستقل لقناعتي أن سيطرة إيران على العراق تجاوزت الحلقوم. هذا ليس قدرا عراقيا محتوما، ونفوذ إيران الكاسح بالعراق ليس حالة طبيعية، بل طارئة ستنتهي إما عبر الدماء أو بتدرج بانكفاء إيران على ذاتها بسبب مشاكلها الداخلية المتفاقمة. للمساهمة بإحقاق ذلك، علينا أولا ألا نترك العراق وحيدا دون محيطه العربي، وثانيا، علينا أن نفهم أن تغيير إيران وكف تداخلاتها يحدثان من خلال طهران وليس من خلال التعامل مع مشاغلات أذرع طهران.
الغد
حالة ارتياح سادت من أن الانسداد بالعراق في طور الحل، رغم أنه لا أحد يخفي الإعجاب والأسف على مغادرة الكاظمي، الذي شكل حالة سياسية فريدة، وأدخل نهجا على العمل السياسي العراقي هو الأنفع للعراق بالمقارنة بما سبقه من نهج. الكاظمي مد علاقات العراق باتجاه الدول العربية، وبدأ معها مشاريع نافعة مشتركة، وهذا وازن النفوذ الإيراني بالعراق الذي كان أيضا هدفا للكاظمي سعى لتحقيقه بحكمة، وعلى طريق ذلك يسر حوارا استراتيجيا واتصالات بين عدد من الدول العربية وإيران، فأصبحت القناة العراقية موثوقة ووسيطة. مغادرة الكاظمي لا تعني مغادرة نهجه، فالأرجح أن بصمته سوف تستمر، وأن نرى مزيدا من السياسيين العراقيين يتبنون نهج عمله السياسي.
العراق بحاجة لحكومة فعالة قادرة على مواجهة التحديات الجمة والكبيرة، فبلاد الرافدين والرشيد تتربع أعلى سلم الفساد في الرقم واحد، باعتبارها الدولة الأكثر فسادا في العالم، بحسب منظمة الشفافية العالمية. محزن أن نرى بلاد النفط والخير فيها معدلات بطالة وفقر مرتفعة، وفيها قطع جزئي للكهرباء بسبب عدم توفره، وفيها نهب خيرات في وضح النهار. التحدي الآخر هو استباحة الميليشيات المختلفة للمشهد السياسي والأمني، وانتشار السلاح الخفيف والمتوسط، ومن هذه الميليشيات من يعلن جهارا نهارا اتباعه لإيران وائتماره بأوامرها، ومن لا يعجبه يقتل أو يصفى، ناهيك عن الاستباحة العلنية من قبل إيران مباشرة للأراضي العراقية تعاملها كأنها دولة بلا سيادة.
النفوذ الإيراني بالعراق هو التحدي الأكبر، والمصدر الأساس للمشاكل الأمنية والاقتصادية والفساد الذي يعم العراق، فمنذ حرب العام 2003، تحول العراق، وما يزال، إلى ساحة أمامية للنفوذ الإيراني، وجزء أساسي من الهلال الإيراني الممتد للبحر المتوسط. أي آمال معقودة على اشتباك العراق مع الجوار العربي، أو حديث عن مشاريع من الدول المحيطة بالعراق، هو عرضة للموافقة أو الرفض الإيراني، لذلك فأنا دوما غير متفائل بأي سلوك عراقي مستقل لقناعتي أن سيطرة إيران على العراق تجاوزت الحلقوم. هذا ليس قدرا عراقيا محتوما، ونفوذ إيران الكاسح بالعراق ليس حالة طبيعية، بل طارئة ستنتهي إما عبر الدماء أو بتدرج بانكفاء إيران على ذاتها بسبب مشاكلها الداخلية المتفاقمة. للمساهمة بإحقاق ذلك، علينا أولا ألا نترك العراق وحيدا دون محيطه العربي، وثانيا، علينا أن نفهم أن تغيير إيران وكف تداخلاتها يحدثان من خلال طهران وليس من خلال التعامل مع مشاغلات أذرع طهران.
الغد
نيسان ـ نشر في 2022/10/22 الساعة 00:00