طنجرة إبداع !

ماجد شاهين
نيسان ـ نشر في 2015/10/16 الساعة 00:00
أن يُـبدع المرء ، فالأمر قد يعني أن يُحضر " حبّة بطاطا كبيرة " و يقشرها و يحتفظ بقشرها ، ثمّ يأتي بــ ِ " سكّين مخصّصة للتقطيع " و يأخذ في تقطيعها إلى مكعبات متساوية الحجم ، مثلا ً .. ثم ّ حين يفرغ من الأمر ، يأخذ قسطاً من الوقت يستريح فيه أو يشعل سيجارته أو ربّما يجرب " نفس الأرجيلة " ! بعد قليل ، يتراجع عن فكرة الأكل والطبخ ، و يفكّر في إعادة " حبّة البطاطا " إلى شكلها الأول من دون تقشير أو تقطيع . يطفق في لملمة المكعبات و وضعها في مكانها و يغطيها بالقشور التي احتفظ بها ، يحاول أن يستخدم مادة لاصقة . قد يفلح في إعادة البطاطا إلى شكلها الأول أو قريبا ً منه . و قد تفشل أدواته في التجربة . .. و أن يبدع المرء ، فالأمر قد يدفع به إلى متجر خضار كبير ، يحتوي على أصناف الخضار والفاكهة كافة ، فيبدأ بتناول حبّة أو قطعة من الخضار والفاكهة المتوافرة و يضعها في الكيس المقرر للشراء .. حبّة بطاطا و حبة بندورة و رأس بصل و قرن فلفل و حبة ليمون و ضمة بقدونس و ضمة نعنع و ضمة جرجير و قطعة قرنبيط و أوراق ملفوف و رأس فجل و حبة فلفل حلو و رأس ثوم و برتقالة وتفاحة و حبة خيار و عشر حبات عنب و قرن موز و حبة خوخ و حبّة درّاق و ثلاث أوراق من ورق العنب و خمس قرون بامياء و أربعة قرون فاصولياء خضراء و حبّة سفرجل و واحدة من ذاك الذي اسمه كاكا و واحدة من حبّات الكيوي و حبّة أو قطعة من منتجات الخضار والفاكهة المحليّة والمستوردة . يحمل الكيس بمعاونة أحد العاملين في المتجر أو أكثر و يستقل ّ مركبة و يحمل بضاعته إلى منزله و بعد أن يجري تنظيف وغسل المشتروات حسب الأصول ، توضع في جهاز تقطيع واسع و تُفرَم ُ حسب الحاجة والذوق والأصول . توضع جميعها في وعاء كبير جدا ً لغاية تجهيز النار و طبخ الخليط . .. يغلي الخليط و يبقى في الوعاء على النار لحين أن يغدو ناضجا ً ! كيف يمكن ان نعرف مستوى نضج المكوّنات ؟ ماذا يمكن أن نسمّي الطبخة ؟ هنا نسأل : هل أضفنا ملحاً أم تركنا الطبخة بطعم الخليط وحسب ؟ .. هل يُؤكل ُ ما في الوعاء بعد نضجه ؟ ما الذي يمكن أن ينتج من خلط المواد المألوفة و طبخها بهذه الطريقة غير المألوفة ؟ .. في منتصف الطريق / المسافة ، و الوعاء فوق النار ، نفد مصدر النار و توقف اللهب عن إعلاء شأن النضج . هل نستقرض ناراً من الجيران أم نؤجل ما تبقى من النضج ليوم ٍ آخر ريثما نجلب مصدر نار ٍ ؟ .. أن يبدع المرء ، فالأمر يعني أن لا يفارقه الجنون .
    نيسان ـ نشر في 2015/10/16 الساعة 00:00