الضرب في اوكرانيا والوجه في اوروبا..(2)

نيسان ـ نشر في 2022/11/06 الساعة 00:00
عندما يعاني الجميع. عندما لا يملك المعظم المال لشراء سلعتك في المقام الاول ثم ان كل سلعك تكلف اكثر لانتاجها، أيا كان ما تنتجه وتبيعه.
هنا سيدخل التأثير المتتالي لكل هذا بحيث يتحول الى موجة تسونامي من حالات الافلاس والتخلف عن سداد القروض والبطالة والتشرد. والتي ستؤدي بعد ذلك الى موجة تسونامي من الاضطرابات المدنية.
الاتحاد الاوروبي يقترح قيودا إلزامية على استخدام الطاقة خلال ساعات الذورة.
في سويسر يمكن ان تسجن فقط لانك نسيت الاضواء مضاءة. هذا تماما يشبه عمليات اغلاقات كوفيد باستخدام القضة الحديدية لفرض اجراءات التقشف النيوليبرالية على السكان الاوربيين.
لكن ما حقيقة ما يجري؟
اوروبا اليوم تخضع للقهر من قبل امبرالية الشركات الكبرى والقادة السياسيين الذين يتماشون مع هذه القهر، هم تماما مثل النخب التي تعاونت مع المستعمرين والامبراليين في ايام ذروة الامبريالية.
هؤلاء يبررون الامر باسم دعم أوكرانيا او منع تغير المناخ او أيا من الحجج التي يتقدمون بها، لكن اي من الاسباب السابقة ليس لها علاقة بما يجري.
إن ما يجري تماما استيلاء الشركات الكبرى على السلطة والاستيلاء على الاراضي والـ "الكاش".
هذا يعني ان النمو الاقتصادي الدائم غير مستدام، والسكان في الغرب اعتادوا على مستوى معيشي مرتفع، وهم اليوم عليهم البدء في التعود على مستويات معيشة تشبه حال العالم الثالث. أي ما نعيشه نحن بالضبط. وهذا لان الشركات الكبرى لا تزال تطالب بنمو دائم في الارباح لهذا فإن ما يجري هو التضحية بالوضع الاقتصادي للجميع والوضع المالي والرفاهية المالية ومستوى المعيشة لاشباع شهية الشركات الكبرى
كل هذا يعني مزيد من التطرف واليمينية الغربية، في مقابل التخلي عن القوة المركزية الغربية تدريجيا.
نحن امام حضارة فشلت تماما في التحضر. انهم لا يؤمنون ولا يطبقون القيم والمبادئ الاخلاقية التي يتحدثون عنها وهم لن يفعلوا ذلك مستقبلا.
هم لم يتطوروا عن ماضيهم الاقطاعي المتوحش، وإنما ما فعلوه انهم طلوا وجوههم بالألوان الحضارية.
كل هذا يشير الى ان صعود الغرب كان شذوذا تاريخيا ممكنا بسبب التقنية التي امتلكوها، لكن الافلاس الاخلاقي والفكري للغرب سيؤدي بالضرورة وقد ادى الى تفكيك مجتمعاتهم
لا شيء لديهم يمكن ان يلهمنا في حضارتهم. او يحظى باعجابنا او احترامنا.
أما ما علينا الشعور بالتعاطف معهم فهم العوام من الاوروبيين لقد تعرضوا للخيانة من قبل قادتهم. هم ضحايا الحضارة التي فشلت في ان تحضرهم.
فما جرى هو انهم دخلوا في مفرمة اللحم للرأسمالية والنيوليبرالية. وليس عادلا ما يقع للمواطن الغربي العادي. لكن هذا هو الحال. لقد كانت هذه المجتمعات الغربية فاشلة لفترة طويلة جدا. ولا تنظروا الى مظاهر الالوان والزخرفات والتنقيات الخداعة. تلك مجرد مظاهر تخفي البشاعة. وهي اليوم تنفجر في وجه الجميع.
    نيسان ـ نشر في 2022/11/06 الساعة 00:00