صاروخ بولندا الطائش يرتد على زيلينسكي

نيسان ـ نشر في 2022/11/16 الساعة 00:00
يبدو أن الولايات المتحدة ومعها دول حلف شمال الأطلسي غير مستعدة لإثارة صراع مع روسيا على أراضي الحلف، نظراً لاستجابة الاجتماع الطارئ للحلف، على حادثة سقوط صاروخ في برزيودو على أراضي بولندا الذي أدّى لمقتل شخصين، وأثار قلقاً عالمياً من أن يمتد الصراع في أوكرانيا إلى دول مجاورة.
ردود فعل واشنطن منذ اللحظات الأولى أوضحت أنها تدرك عواقب هذا التصعيد. وعلى الرغم من بذل أوكرانيا قصارى جهدهما لجر الحلف إلى صدام عسكري مباشر مع روسيا، لم تنجح بذلك، إذ أن واشنطن والعواصم الأوروبية ليست على استعداد للجوء إلى آليات البند الرابع من ميثاق حلف «الناتو» الذي ينص على إجراء مشاورات بين الأعضاء في مواجهة تهديد أمني.
وفي هذا السياق، اعتبر رئيس المركز التحليلي الروسي «StrategPRO»، ألكسندر فيدروسوف، أن ردّ فعل الغرب «متحفظ إلى حد ما». وبرغم أنها حادثة «مناسبة جداً للهستيريا المعادية للروس»، فإن الغرب «هادئ بشكل مريب ومناسب بشكل غير عادي في تقييمه للوضع». ووصف فيدروسوف ذلك بـ«الأمر الأكثر إثارة للدهشة»، بالإشارة إلى أنها تحدث «للمرة الأولى منذ الصراع في أوكرانيا».
وبعد اجتماع طارئ لسفراء دول حلف الأطلسي، رجّح الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ، اليوم، أن الحادث أنه «نتج على الأرجح عن صاروخ أطلقه الدفاع الجوي الأوكراني لحماية الأراضي الأوكرانية من الهجمات الروسية بصواريخ كروز»، حمّل روسيا «المسؤولية» عنه «لأن هذا نتيجة مباشرة للحرب المستمرة وموجة هجمات من روسيا على أوكرانيا أمس».
وقال ستولتنبرغ للصحافيين إن الأنباء التي رجحت ألا تكون روسيا أطلقت الصاروخ ساعدت في تهدئة المخاوف لكنها لا تعفي روسيا من المسؤولية. وأضاف: «دعوني أكن واضحاً، ليس هذا خطأ أوكرانيا».
وأضاف: «هناك تحقيق جار في هذا الحادث ونحتاج لانتظار نتيجته. ولكن ليس لدينا ما يشير إلى أن هذا كان نتيجة هجوم متعمد، وليس لدينا ما يشير إلى أن روسيا تستعد لعمليات عسكرية هجومية ضد الحلف».
وبالتوازي، تراجعت مواقف السلطات الأوكرانية التي كانت اتهمت، أمس، روسيا بتنفيذ الضربة الصاروخية، وهو ما نفته الأخيرة على الفور. وفي غاية «لحفظ ماء الوجه»، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في أعقاب تصريحات ستولتنبرغ: «لا شك لدي بأنه ليس صاروخنا (...) أعتقد أنه كان صاروخاً روسياً، بناء على تقاريرنا العسكرية»، وهو ما يشير إلى تراجع في الاتهام المباشر الذي عبّر عنه أمس.
وقال سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني، أليكسي دانيلوف، عبر «تويتر»: «أوكرانيا تطلب الوصول الفوري إلى موقع الضربة»، مشيراً إلى أن كييف ترغب بإجراء «تقييم مشترك للحادثة».
وفي وقت سابق، قال الرئيس البولندي، أندريه دودا، إنه «من المحتمل جداً أن تكون منظومة دفاعية أوكرانية مضادة للطائرات» قد أطلقت الصاروخ، مشيراً إلى أنه «لا يوجد ما يشير إلى أنه كان هجوما متعمدا على بولندا (...) لم يكن صاروخاً يستهدف بولندا».
ومن جهته، قال رئيس الوزراء البولندي، ماتيوش مورافيتسكي، إن بولندا لا تزال تنظر إمكانية تفعيل المادة الرابعة من معاهدة حلف شمال الأطلسي، لكن يبدو أنه قد لا يكون من الضروري استخدام هذا الإجراء.
وفي المقابل، استدعت وزارة الخارجية الروسية السفير البولندي لدى موسكو، اليوم، بحسب المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، التي كتبت عبر «تلغرام»: «تم استدعاء السفير البولندي إلى وزارة الخارجية الروسية»، من دون أن تذكر المزيد من التفاصيل.
    نيسان ـ نشر في 2022/11/16 الساعة 00:00