توماسو كامبانيلا على خطى أرسطو وضده بين 'مدينة الشمس' و'فن الشعر'
نيسان ـ نشر في 2022/12/04 الساعة 00:00
الراهب التنويري الإنساني الذي اضطهدته محاكم التفتيش مناصرة لـ"المعلم الأول".
هل يمكن للباحث المجتهد أن يعثر على علاقة بين الكتابين النهضويين "مدينة الشمس" و"فن الشعر"؟ ربما يمكننا أن نجيب على الفور أن العلاقة تكمن في أن مؤلف الكتابين واحد، وهو الفيلسوف النهضوي الإيطالي توماسو كامبانيلا الذي يعد كتابه "مدينة الشمس" واحداً من أهم كتب "المدن الفاضلة" في تاريخ الفلسفة إلى جانب نصوص أفلاطون وفرانسيس بيكون وتوماس مور، وصولاً إلى كانديد فولتير، وما بعده. وهو في أي حال الكتاب الذي عرف به كامبانيلا على مدى التاريخ، واشتهر إلى درجة أن القراء على مدى ذلك التاريخ نفسه لم يتوقفوا من كل سيرته ومساره الفكري والحياتي إلا عند حدثين كبيرين هيمنا على سيرته: كتاب "مدينة الشمس" واضطهاد الكنيسة له إلى حد الحكم بإحراقه في الساحة العامة (وهو حكم لم ينفذ بفضل تدخل البابا أوربانوس الثامن تدخلاً أسفر عن استبدال الحرق بالسجن المؤبد الذي لم يوضع موضع التطبيق بحذافيره) من جانب محاكم التفتيش الكنسية بسبب ذلك الكتاب نفسه، وتحديداً انتصاراً منها لأرسطو الذي كانت الكنيسة تتبناه وتضطهد كل من يناوئ فكره.
"المعركة" مع أرسطو
ولئن كان من الصعب القول إن كامبانيلا قد ناوأ أرسطو في مدينته الفاضلة، بوضوح في أي حال، فإن من الأسهل القول إنه قد وقف ضده ضارباً الصفح عن تبني الكنيسة له، في كتابه الآخر الأقل شهرة والأكثر نخبوية "فن الشعر" الذي لم يبتعد كثيراً عن الكتاب الأول، لكنه يبدو دائماً أشد منه مشاكسة وتصدياً لكتاب أرسطو "الشعر". وبهذا نعود هنا إلى السؤال الأول الذي طرحناه عند بداية هذا الكلام. مهما يكن فإن الكتابين يبدوان في نهاية الأمر متكاملين على رغم ما بينهما من فوارق، وربما يكون محور التكامل بينهما وجود أرسطو وفي موضوعي الكتابين معاً، في الجهة المقابلة تماما لكامبانيلا. وهنا، بما أن دراسات عدة قد كتبت وقرئت حول "مدينة الشمس" ستحاول أن نلقي بعض الضوء على "فن الشعر" الذي كثيراً ما نظر إليه على أنه جزء أساس من متنه الفلسفي، كما كانت الحال مع أرسطو نفسه، ومع القديس توما الأكويني أيضاً. ففي ذلك الحين لم يكن التفكير في الشعر قد انفصل بعد عن التفكير الفلسفي، ولا كان هذا الأخير انفصل عن التفكير الديني. من هنا أثارت نظريات كامبانيلا الشعرية، كما عبر عنها في ذلك النص، الغضب نفسه الذي أثارته لدى الكنيسة ومحاكم التفتيش - أفكاره الفلسفية.
نزعة إنسانية
وذلك، بالطبع، لأن هذا المفكر تبدى في تفكيره الديني والفلسفي والشعري على السواء، إنساني النزعة، يسعى دائماً إلى السؤال عن مكان الإنسان في الحياة المادية والحياة الروحية، وتلك كانت - كما يمكننا أن نتصور - جريمته الكبرى في نظر الذين ما إن بدأوا يضطهدونه مرة حتى واصلوا اضطهاده في شكل دائم، حتى وجد الحماية لنفسه في فرنسا أخيراً، كما سنرى بعد سطور. وكما أشرنا، ينحو كامبانيلا في "فن الشعر" المنحى نفسه تقريباً الذي نحاه أستاذه هوراس، الشاعر والمنظر اللاتيني الكبير، بل الأكبر في العصور السابقة على أزمنة النهضة، في هذا السياق. ولعل عبارة "المكتوب يقرأ من عنوانه" تصح هنا كل الصحة، ذلك أن كامبانيلا جعل النص الذي يتناول فيه قضية الشعر وفنه، ضمن إطار مؤلفه الكبير "الفلسفة العقلانية"، حيث يشغل "فن الشعر" الجزء الرابع من هذا المؤلف.
بين الخير والشر
ومنذ البداية يحدد لنا كامبانيلا وجهة نظره، إذ يفيدنا بأن الشعر هو "الفن الذي يعتبر أداة الإنسان الحكيم". الإنسان الذي يستخدم هذه الأداة الفكرية الإبداعية كي يتمكن من أن يفرق بين الخير والشر، "من وراء ظهر كل قارئ كسول وجاهل"، وذلك "بطريقة سهلة لذيذة ممتعة". والفنان في هذا المجال، إنما "يصل إلى غايته هذه، من طريق الإيقاع والأمثلة"، وتحديداً بالترابط عن كثب مع فصاحة لغوية ينظر إليها على أنها أداة أساسية في فن الإقناع. يقول كامبانيلا إن "الشعر هو أشبه بفصاحة تأتي من طريق الصور، وتكاد تكون ذات جوهر سحري". وهو كي يكون على هذا النحو يستخدم لغة رمزية خاصة به، همه الأساس أن تثير دهشة المستمع أو القارئ وإعجابه"، بالتالي، فإن الفن هو، دائماً، أشبه بأداة أو فيه ما ينتمي إلى وظيفة الأداة. من هنا، فإن "الفن يهدف إلى أن يكون ذا نفع، حتى وإن كان ناتجه دائماً هو اللذة قبل النفع". وإذ يصل كامبانيلا إلى هذا المستوى من القول يتحول هنا إلى أرسطو الذي كان في ذلك الحين، ولا يزال على مدى الأزمان صاحب الكتاب الأشهر في فن الشعر، ليقف هنا أيضاً على الضد منه، لا سيما في مجال تحليله لمبدأ المحاكاة NIMESIS الذي جعل منه "المعلم الأول" وصاحب أول نظريات شعرية بقيت لنا من الأزمان الإغريقية القديمة، والكلمة المفتاح لفهم قصيدة الشعر وقضية الفن في شكل عام، إذ يفيدنا كامبانيلا هنا بأن المحاكاة لا يمكن اعتبارها ذروة المسألة الشعرية، كما يقول أرسطو تخصيصاً، بل ذروة ومبتدأ كل فن إنساني على الإطلاق" لأن كل فن إنما هو محاكاة للطبيعة. والطبيعة نفسها هي فن أفاضه الخالق على الأشياء". ومن الواضح هنا أن كامبانيلا لا يعارض أرسطو من حيث صواب نظرته أو خطئها، بل يعارضه من حيث إن أرسطو ما كان عليه أن يحصر مبدأ المحاكاة في فن الشعر، جاهلاً أنه في مبتدأ وبديهية كل فيض إلهي.
من الشعر إلى الفلسفة
والحقيقة أن هذه المبادئ الأساسية التي صاغها كامبانيلا للمسألة الشعرية تنسحب على فلسفته كلها ذات النزعة العقلانية الإنسانية. النظرة التي بناها أول شبابه على قراءته للقديس أوغسطين، لا سيما كتابه العمدة "مدينة الله" الذي سنجد أصداءه كثيرة تأييداً أو معارضة في "مدينة الشمس"، وبعد ذلك عدلها مع توسعه في قراءة كتابات القديس توما الأكويني، حيث إن في وسعنا، إن قرأنا "مدينة الشمس" أن نعثر فيه على فقرات كثيرة تعزز ما جاء في "فن الشعر" وتستكمله، ذلك أن نظرة كامبانيلا إلى الشعر والفصاحة كانت تشكل جزءاً أساسياً من منظومته الفكرية - الدينية.
سيرة مفكر حر
ولد جيوفاني دومينكو كامبانيلا (1568 - 1639) في ستيفنانو، في منطقة كالابريا في الجنوب الإيطالي. وبدا منذ طفولته طفلاً معجزة. ومن هنا حتى وإن كان ابناً لصانع نحاس فقير أمي تمكن من أن ينضم وهو في الخامسة عشرة من عمره إلى دير الطائفة الدومينيكانية، ليحمل اسم توماسو، ودرس الفلسفة واللاهوت على أيدي رجال دين كبار، لكنه ما إن شب عن الطوق حتى شعر بنفسه رافضاً معظم أجزاء النظرية الأرسطية التي كانت الكنيسة الرسمية تتبناها. وهكذا، راح يكتب نصوصاً وأفكاراً اعتبرت هرطوقية، تأثراً بالفيلسوف التجريبي المغضوب عليه برناردينو تلزيو. ولاحقاً، حين كتب نصاً في الدفاع عن هذا الأخير، ظهر غضب الكنيسة عليه علناً، وسلمته هذه إلى محاكم التفتيش التي حاكمته وسجنته، في الدير نفسه الذي كان منتمياً إليه. وحين أطلق سراحه عاد إلى كالابريا، ولكن اكتشفت هناك مؤامرة سياسية ضد الاحتلال الإسباني، اتهم كامبانيلا بأنه من المعدين لها، وحكم عليه بالإعدام حرقاً، لكنه ادعى الجنون، فخفض الحكم إلى السجن المؤبد، إذ أمضى 27 سنة، كانت تلك التي وضع فيها معظم مؤلفاته، لكنه أطلق عام 1626 بوساطة من البابا أوربانوس الثامن، ما مكنه لاحقاً، وبعد اكتشاف مؤامرة جديدة من الهروب إلى فرنسا التي أمضى فيها آخر خمس سنوات من حياته، في عداد حاشية الكاردينال ريشيليو.
هل يمكن للباحث المجتهد أن يعثر على علاقة بين الكتابين النهضويين "مدينة الشمس" و"فن الشعر"؟ ربما يمكننا أن نجيب على الفور أن العلاقة تكمن في أن مؤلف الكتابين واحد، وهو الفيلسوف النهضوي الإيطالي توماسو كامبانيلا الذي يعد كتابه "مدينة الشمس" واحداً من أهم كتب "المدن الفاضلة" في تاريخ الفلسفة إلى جانب نصوص أفلاطون وفرانسيس بيكون وتوماس مور، وصولاً إلى كانديد فولتير، وما بعده. وهو في أي حال الكتاب الذي عرف به كامبانيلا على مدى التاريخ، واشتهر إلى درجة أن القراء على مدى ذلك التاريخ نفسه لم يتوقفوا من كل سيرته ومساره الفكري والحياتي إلا عند حدثين كبيرين هيمنا على سيرته: كتاب "مدينة الشمس" واضطهاد الكنيسة له إلى حد الحكم بإحراقه في الساحة العامة (وهو حكم لم ينفذ بفضل تدخل البابا أوربانوس الثامن تدخلاً أسفر عن استبدال الحرق بالسجن المؤبد الذي لم يوضع موضع التطبيق بحذافيره) من جانب محاكم التفتيش الكنسية بسبب ذلك الكتاب نفسه، وتحديداً انتصاراً منها لأرسطو الذي كانت الكنيسة تتبناه وتضطهد كل من يناوئ فكره.
"المعركة" مع أرسطو
ولئن كان من الصعب القول إن كامبانيلا قد ناوأ أرسطو في مدينته الفاضلة، بوضوح في أي حال، فإن من الأسهل القول إنه قد وقف ضده ضارباً الصفح عن تبني الكنيسة له، في كتابه الآخر الأقل شهرة والأكثر نخبوية "فن الشعر" الذي لم يبتعد كثيراً عن الكتاب الأول، لكنه يبدو دائماً أشد منه مشاكسة وتصدياً لكتاب أرسطو "الشعر". وبهذا نعود هنا إلى السؤال الأول الذي طرحناه عند بداية هذا الكلام. مهما يكن فإن الكتابين يبدوان في نهاية الأمر متكاملين على رغم ما بينهما من فوارق، وربما يكون محور التكامل بينهما وجود أرسطو وفي موضوعي الكتابين معاً، في الجهة المقابلة تماما لكامبانيلا. وهنا، بما أن دراسات عدة قد كتبت وقرئت حول "مدينة الشمس" ستحاول أن نلقي بعض الضوء على "فن الشعر" الذي كثيراً ما نظر إليه على أنه جزء أساس من متنه الفلسفي، كما كانت الحال مع أرسطو نفسه، ومع القديس توما الأكويني أيضاً. ففي ذلك الحين لم يكن التفكير في الشعر قد انفصل بعد عن التفكير الفلسفي، ولا كان هذا الأخير انفصل عن التفكير الديني. من هنا أثارت نظريات كامبانيلا الشعرية، كما عبر عنها في ذلك النص، الغضب نفسه الذي أثارته لدى الكنيسة ومحاكم التفتيش - أفكاره الفلسفية.
نزعة إنسانية
وذلك، بالطبع، لأن هذا المفكر تبدى في تفكيره الديني والفلسفي والشعري على السواء، إنساني النزعة، يسعى دائماً إلى السؤال عن مكان الإنسان في الحياة المادية والحياة الروحية، وتلك كانت - كما يمكننا أن نتصور - جريمته الكبرى في نظر الذين ما إن بدأوا يضطهدونه مرة حتى واصلوا اضطهاده في شكل دائم، حتى وجد الحماية لنفسه في فرنسا أخيراً، كما سنرى بعد سطور. وكما أشرنا، ينحو كامبانيلا في "فن الشعر" المنحى نفسه تقريباً الذي نحاه أستاذه هوراس، الشاعر والمنظر اللاتيني الكبير، بل الأكبر في العصور السابقة على أزمنة النهضة، في هذا السياق. ولعل عبارة "المكتوب يقرأ من عنوانه" تصح هنا كل الصحة، ذلك أن كامبانيلا جعل النص الذي يتناول فيه قضية الشعر وفنه، ضمن إطار مؤلفه الكبير "الفلسفة العقلانية"، حيث يشغل "فن الشعر" الجزء الرابع من هذا المؤلف.
بين الخير والشر
ومنذ البداية يحدد لنا كامبانيلا وجهة نظره، إذ يفيدنا بأن الشعر هو "الفن الذي يعتبر أداة الإنسان الحكيم". الإنسان الذي يستخدم هذه الأداة الفكرية الإبداعية كي يتمكن من أن يفرق بين الخير والشر، "من وراء ظهر كل قارئ كسول وجاهل"، وذلك "بطريقة سهلة لذيذة ممتعة". والفنان في هذا المجال، إنما "يصل إلى غايته هذه، من طريق الإيقاع والأمثلة"، وتحديداً بالترابط عن كثب مع فصاحة لغوية ينظر إليها على أنها أداة أساسية في فن الإقناع. يقول كامبانيلا إن "الشعر هو أشبه بفصاحة تأتي من طريق الصور، وتكاد تكون ذات جوهر سحري". وهو كي يكون على هذا النحو يستخدم لغة رمزية خاصة به، همه الأساس أن تثير دهشة المستمع أو القارئ وإعجابه"، بالتالي، فإن الفن هو، دائماً، أشبه بأداة أو فيه ما ينتمي إلى وظيفة الأداة. من هنا، فإن "الفن يهدف إلى أن يكون ذا نفع، حتى وإن كان ناتجه دائماً هو اللذة قبل النفع". وإذ يصل كامبانيلا إلى هذا المستوى من القول يتحول هنا إلى أرسطو الذي كان في ذلك الحين، ولا يزال على مدى الأزمان صاحب الكتاب الأشهر في فن الشعر، ليقف هنا أيضاً على الضد منه، لا سيما في مجال تحليله لمبدأ المحاكاة NIMESIS الذي جعل منه "المعلم الأول" وصاحب أول نظريات شعرية بقيت لنا من الأزمان الإغريقية القديمة، والكلمة المفتاح لفهم قصيدة الشعر وقضية الفن في شكل عام، إذ يفيدنا كامبانيلا هنا بأن المحاكاة لا يمكن اعتبارها ذروة المسألة الشعرية، كما يقول أرسطو تخصيصاً، بل ذروة ومبتدأ كل فن إنساني على الإطلاق" لأن كل فن إنما هو محاكاة للطبيعة. والطبيعة نفسها هي فن أفاضه الخالق على الأشياء". ومن الواضح هنا أن كامبانيلا لا يعارض أرسطو من حيث صواب نظرته أو خطئها، بل يعارضه من حيث إن أرسطو ما كان عليه أن يحصر مبدأ المحاكاة في فن الشعر، جاهلاً أنه في مبتدأ وبديهية كل فيض إلهي.
من الشعر إلى الفلسفة
والحقيقة أن هذه المبادئ الأساسية التي صاغها كامبانيلا للمسألة الشعرية تنسحب على فلسفته كلها ذات النزعة العقلانية الإنسانية. النظرة التي بناها أول شبابه على قراءته للقديس أوغسطين، لا سيما كتابه العمدة "مدينة الله" الذي سنجد أصداءه كثيرة تأييداً أو معارضة في "مدينة الشمس"، وبعد ذلك عدلها مع توسعه في قراءة كتابات القديس توما الأكويني، حيث إن في وسعنا، إن قرأنا "مدينة الشمس" أن نعثر فيه على فقرات كثيرة تعزز ما جاء في "فن الشعر" وتستكمله، ذلك أن نظرة كامبانيلا إلى الشعر والفصاحة كانت تشكل جزءاً أساسياً من منظومته الفكرية - الدينية.
سيرة مفكر حر
ولد جيوفاني دومينكو كامبانيلا (1568 - 1639) في ستيفنانو، في منطقة كالابريا في الجنوب الإيطالي. وبدا منذ طفولته طفلاً معجزة. ومن هنا حتى وإن كان ابناً لصانع نحاس فقير أمي تمكن من أن ينضم وهو في الخامسة عشرة من عمره إلى دير الطائفة الدومينيكانية، ليحمل اسم توماسو، ودرس الفلسفة واللاهوت على أيدي رجال دين كبار، لكنه ما إن شب عن الطوق حتى شعر بنفسه رافضاً معظم أجزاء النظرية الأرسطية التي كانت الكنيسة الرسمية تتبناها. وهكذا، راح يكتب نصوصاً وأفكاراً اعتبرت هرطوقية، تأثراً بالفيلسوف التجريبي المغضوب عليه برناردينو تلزيو. ولاحقاً، حين كتب نصاً في الدفاع عن هذا الأخير، ظهر غضب الكنيسة عليه علناً، وسلمته هذه إلى محاكم التفتيش التي حاكمته وسجنته، في الدير نفسه الذي كان منتمياً إليه. وحين أطلق سراحه عاد إلى كالابريا، ولكن اكتشفت هناك مؤامرة سياسية ضد الاحتلال الإسباني، اتهم كامبانيلا بأنه من المعدين لها، وحكم عليه بالإعدام حرقاً، لكنه ادعى الجنون، فخفض الحكم إلى السجن المؤبد، إذ أمضى 27 سنة، كانت تلك التي وضع فيها معظم مؤلفاته، لكنه أطلق عام 1626 بوساطة من البابا أوربانوس الثامن، ما مكنه لاحقاً، وبعد اكتشاف مؤامرة جديدة من الهروب إلى فرنسا التي أمضى فيها آخر خمس سنوات من حياته، في عداد حاشية الكاردينال ريشيليو.
نيسان ـ نشر في 2022/12/04 الساعة 00:00