ماكرون وسيطًا في الحرب
نيسان ـ نشر في 2022/12/08 الساعة 00:00
بعد عشرة شهور من الحرب الاوكرانية يعود الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون المنتخب للمرة الثانية في بلاده فرنسا للعب دور الوساطة بين الغرب الذي يمثله وبين روسيا – بوتين، ولكن بشرط كبير هو توقف روسيا عما سماه بغزو اوكرانيا، معلنا ذات الوقت ويشاركه الموقف الرئيس الامريكي بايدن بتزويد غرب اوكرانيا اي ( كييف ) باسلحة حديثة من جديد مقاومة للطائرات الحربية، وكل ذلك من اجل الضغط على موسكو لقبول اللقاء مع واشنطن اي بين الرئيسين فلاديمير بوتين وجو بايدن وبطبيعة الحال في منطقة محايدة تقابلها رفض امريكا التعامل المباشر مع روسيا الاتحادية المشاكسة كما اعتقد في زمن لا تمانع فيه روسيا ان تكون لقاءات القمة بين الدولتين والقطبين العظميين روسيا وامريكا في العاصمتين الكبريين موسكو وواشنطن، والاهم هنا هو كيف سينجح الرئيس ماكرون في وساطته الجديدة والتي هي ليست الاولى بعد فرضه شروطا مسبقة على موسكو بوقف (الغزو الروسي) لاوكرانيا فورا والا فأن السلاح الغربي سيبقى يزود غرب اوكرانيا بالسلاح الحديث، وفي وقت تطالب فيه موسكو الغرب بالاعتراف بضمها للاقاليم الاوكرانية الخمسة ( القرم، لوغانسك، دونيتسك " الدونباس "، زاباروجا، جانب من خيرسون )، وليس الغرب سيد غرب اوكرانيا فقط، وانما اعتراف ( كييف ) العاصمة ايضا، وهو موقف روسي ثابت في زمن الحاجة لحماية سكان شرق وجنوب اوكرانيا والدفاع عن سيادة روسيا بعد ضم الاقاليم .
اذن كيف سيكون حال لقاء القمة الروسية – الامريكية المرتقبة بوجود شروط مسبقة قاسية من الجانبين؟ ولماذا لم يعلن الغرب، اي ( الناتو ) عن جاهزيته الان وليس غدا وقف تزويده لـ ( كييف ) بالاسلحة الحديثة وبالمال الاسود الوفير؟ وهو الشرط الهام امام شرط روسيا الاهم اعتراف ( كييف ) والغرب بأحقية روسيا في ضم الاقاليم الاوكرانية الخمسة، وهل يعتقد الغرب مجتمعا وفي مقدمته حلف ( الناتو ) بأنه حقق شيئا او نجاحا يذكر بعد شهور طويلة من اندلاع العملية العسكرية الروسية بتاريخ 24 شباط 2022 وتزويده (كييف) بالسلاح والمال وبشكل مبالغ فيه وملاحظ ؟ لم تتراجع روسيا سينتيميترا واحدا، وخروجها الجزئي من اقليم ( خيرسون ) جاء على شكل اعادة تموضع، وروسيا لم تخسر عسكريا كما تشيع ماكنة اعلام الغرب وغرب اوكرانيا، ولديها قوة عسكرية تقليدية ضاربة، وهنا لا اتحدث عن قوتها فوق النووية الاكثر احترافا، وقنبلتها النووية " قيصر" في الشمال لوحدها تعادل وهج الشمس، والمصانع العسكرية الروسية دائمة التصنيع ولا توقفها أية حرب حتى لو كانت عالمية، وينتهج الروس في حربهم الاوكرانية استهداف منصات صواريخ الغرب التي تستهدف طائرات سلاح جوهم المحترفة والمعروفة عالميا، ولقاء جديد بين وزير دفاع روسيا سيرجي شايغو والرئيس البيلاروسي الكسندر لوكاشينكا لترتيب وتحصين الحدود البيلاروسية مع غرب اوكرانيا ومع الغرب ايضا له معناه العسكري في الزمن الساخن المناسب.
جوهر الكلام هنا هو ان ( كييف- زيلينسكي ) التي اضاعت كل انواع الحوار المباشر وعبر اتفاقية ( مينسك 2015 ) وتحت ضغط الغرب واجهزته اللوجيستية لا تتفهم ولا يتفهم معها حلفاؤها في الغرب الامريكي مفهوم العملية العسكرية الروسية التي حولها الغرب الى حرب دائمة تشبه النار الخالده، وهي الفريدة من نوعها في عمق التاريخ المعاصر منذ الحربين العالميتين الاولى 1914 1918 والثانية 1939 1945 من زاوية طول فترتها الزمنية المفتوحة، وروسيا عنت بعمليتها العسكرية ان تكون دفاعية استباقية وتحريرية وغير احتلالية وسيادية، بينما هدفت ( كييف ) لكي تحمل الغرب على اكتافها من اجل الاضرار بسيادة روسيا الاتحادية عبر التعاون مع الغرب بصناعة قنبلة نووية مجاورة واخرى نووية منخفضة (قذرة) حسب وصف موسكو لها، الى جانب السماح للاميركان بانتاج اكثر من (30) مركزا بيولوجيا ضارا بالانسان الروسي وفي المناطق السوفيتية السابقة، والتوجه للتخريب والاغتيالات، كما حدث مع الصحفية داريا غودينا، وتفجير خط انابيب الغاز(نورد ستريم) في بحر البلطيق، وجسر القرم، وقصف القرى والمدن الروسية الحدودية، وهي اعمال عسكرية لا علاقة لها بالحرب وشجاعتها مباشرة ومحاولة الوصول عسكريًا الى عمق روسيا حديثًا، وصنفت تخريبية ارهابية، والواضح بأن الجانب المنتصر في الحرب والذي هو روسيا بكل تأكيد اصبح يستقبل نداءات الاغاثة والبحث عن مخرج آمن منها من طرف الغرب وغرب اوكرانيا ويتمسك بشروطه في الحرب وفي السلام، ولمن لا يعرف التاريخ هذه روسيا التي طاردت اودلف هتلر وجيوشه النازية الى عمق برلين عام 1945 وبالتعاون مع البلاد السوفيتية وقتها ومنها اوكرانيا، وهي قادرة اليوم على صنع نصر كبير بدأت ملامحه تظهر تباعا وبوضوح .
والملفت للانتباه هو بأن الرئيس الاوكراني زيلينسكي انتقد الزيارة الاخيرة للرئيس الفرنسي ماكرون ولقاء الرئيس الروسي بوتين في ظرف كورونا حول طاولة بلغ طولها عدة امتار فيما جلس كل رئيس على جانب من الطاولة، وينطلق ماكرون الى السياسة الخارجية في زمن تعرض فيه في جولتيه الرئاسيتين لصفعتين على وجهه من قبل اناس من شعب بلاده، وشخصيته ناعمة بالمقارنة مع شخصية وكاريزما الرئيس بوتين القوية الذي سيقابله، ومع هذا وذاك مرحب به ليكون ناطقا باسم الغرب وللحديث مع موسكو وفقا لشروطها بالاعتراف بالاقاليم الخمسة ضمن السيادة الروسية وبعد مرورهما شعبيا عبر صناديق الاقتراع وتحت رقابة دولية، ولقد سجل الرئيس بوتين انتقاده بعد عبر مقابلة مع الاعلام الروسي عندما نقل الطاقم الاعلامي للرئيس ماكرون مضمون اتصال هاتفي ثنائي بينهما على الاعلام الدولي من دون اذن بوتين او موسكو، وجولة جديدة للرئيس بوتين فوق جسر القرم بعدما عملت موسكو على اصلاحه بعد تفجيره، وانتقاد جديد ساخر لزيلينسكي من قبل الرئيس الشيشاني رمضان احمد قديروف، وقبل ذلك من قبل الرئيس البيلاروسي لوكاشينكا .
لقد بات الغرب يعرف ويعي بأن الازمة الاوكرانية وحربها لا تعالج بتكديس السلاح والمال الملياري في (كييف) وعلى حساب استنزاف خزائن المال في اوروبا وامريكا وبمبالغ هائلة وصلت الى حوالي مائة مليار دولار، ولو تضاعف حجم الاسناد الغربي لن يصنع شيئا، واصبح النصر الاكيد حليف روسيا القطب والدولة العظمى وعبر تمسكها بالقانون الدولي، وتميز سلاحها التقليدي الذي تستخدمه في عمليتها العسكرية الواسعة، وهو الذي قوبل بحرب هوجاء وفوبيا اعلامية وسياسية أيضًا .
اذن كيف سيكون حال لقاء القمة الروسية – الامريكية المرتقبة بوجود شروط مسبقة قاسية من الجانبين؟ ولماذا لم يعلن الغرب، اي ( الناتو ) عن جاهزيته الان وليس غدا وقف تزويده لـ ( كييف ) بالاسلحة الحديثة وبالمال الاسود الوفير؟ وهو الشرط الهام امام شرط روسيا الاهم اعتراف ( كييف ) والغرب بأحقية روسيا في ضم الاقاليم الاوكرانية الخمسة، وهل يعتقد الغرب مجتمعا وفي مقدمته حلف ( الناتو ) بأنه حقق شيئا او نجاحا يذكر بعد شهور طويلة من اندلاع العملية العسكرية الروسية بتاريخ 24 شباط 2022 وتزويده (كييف) بالسلاح والمال وبشكل مبالغ فيه وملاحظ ؟ لم تتراجع روسيا سينتيميترا واحدا، وخروجها الجزئي من اقليم ( خيرسون ) جاء على شكل اعادة تموضع، وروسيا لم تخسر عسكريا كما تشيع ماكنة اعلام الغرب وغرب اوكرانيا، ولديها قوة عسكرية تقليدية ضاربة، وهنا لا اتحدث عن قوتها فوق النووية الاكثر احترافا، وقنبلتها النووية " قيصر" في الشمال لوحدها تعادل وهج الشمس، والمصانع العسكرية الروسية دائمة التصنيع ولا توقفها أية حرب حتى لو كانت عالمية، وينتهج الروس في حربهم الاوكرانية استهداف منصات صواريخ الغرب التي تستهدف طائرات سلاح جوهم المحترفة والمعروفة عالميا، ولقاء جديد بين وزير دفاع روسيا سيرجي شايغو والرئيس البيلاروسي الكسندر لوكاشينكا لترتيب وتحصين الحدود البيلاروسية مع غرب اوكرانيا ومع الغرب ايضا له معناه العسكري في الزمن الساخن المناسب.
جوهر الكلام هنا هو ان ( كييف- زيلينسكي ) التي اضاعت كل انواع الحوار المباشر وعبر اتفاقية ( مينسك 2015 ) وتحت ضغط الغرب واجهزته اللوجيستية لا تتفهم ولا يتفهم معها حلفاؤها في الغرب الامريكي مفهوم العملية العسكرية الروسية التي حولها الغرب الى حرب دائمة تشبه النار الخالده، وهي الفريدة من نوعها في عمق التاريخ المعاصر منذ الحربين العالميتين الاولى 1914 1918 والثانية 1939 1945 من زاوية طول فترتها الزمنية المفتوحة، وروسيا عنت بعمليتها العسكرية ان تكون دفاعية استباقية وتحريرية وغير احتلالية وسيادية، بينما هدفت ( كييف ) لكي تحمل الغرب على اكتافها من اجل الاضرار بسيادة روسيا الاتحادية عبر التعاون مع الغرب بصناعة قنبلة نووية مجاورة واخرى نووية منخفضة (قذرة) حسب وصف موسكو لها، الى جانب السماح للاميركان بانتاج اكثر من (30) مركزا بيولوجيا ضارا بالانسان الروسي وفي المناطق السوفيتية السابقة، والتوجه للتخريب والاغتيالات، كما حدث مع الصحفية داريا غودينا، وتفجير خط انابيب الغاز(نورد ستريم) في بحر البلطيق، وجسر القرم، وقصف القرى والمدن الروسية الحدودية، وهي اعمال عسكرية لا علاقة لها بالحرب وشجاعتها مباشرة ومحاولة الوصول عسكريًا الى عمق روسيا حديثًا، وصنفت تخريبية ارهابية، والواضح بأن الجانب المنتصر في الحرب والذي هو روسيا بكل تأكيد اصبح يستقبل نداءات الاغاثة والبحث عن مخرج آمن منها من طرف الغرب وغرب اوكرانيا ويتمسك بشروطه في الحرب وفي السلام، ولمن لا يعرف التاريخ هذه روسيا التي طاردت اودلف هتلر وجيوشه النازية الى عمق برلين عام 1945 وبالتعاون مع البلاد السوفيتية وقتها ومنها اوكرانيا، وهي قادرة اليوم على صنع نصر كبير بدأت ملامحه تظهر تباعا وبوضوح .
والملفت للانتباه هو بأن الرئيس الاوكراني زيلينسكي انتقد الزيارة الاخيرة للرئيس الفرنسي ماكرون ولقاء الرئيس الروسي بوتين في ظرف كورونا حول طاولة بلغ طولها عدة امتار فيما جلس كل رئيس على جانب من الطاولة، وينطلق ماكرون الى السياسة الخارجية في زمن تعرض فيه في جولتيه الرئاسيتين لصفعتين على وجهه من قبل اناس من شعب بلاده، وشخصيته ناعمة بالمقارنة مع شخصية وكاريزما الرئيس بوتين القوية الذي سيقابله، ومع هذا وذاك مرحب به ليكون ناطقا باسم الغرب وللحديث مع موسكو وفقا لشروطها بالاعتراف بالاقاليم الخمسة ضمن السيادة الروسية وبعد مرورهما شعبيا عبر صناديق الاقتراع وتحت رقابة دولية، ولقد سجل الرئيس بوتين انتقاده بعد عبر مقابلة مع الاعلام الروسي عندما نقل الطاقم الاعلامي للرئيس ماكرون مضمون اتصال هاتفي ثنائي بينهما على الاعلام الدولي من دون اذن بوتين او موسكو، وجولة جديدة للرئيس بوتين فوق جسر القرم بعدما عملت موسكو على اصلاحه بعد تفجيره، وانتقاد جديد ساخر لزيلينسكي من قبل الرئيس الشيشاني رمضان احمد قديروف، وقبل ذلك من قبل الرئيس البيلاروسي لوكاشينكا .
لقد بات الغرب يعرف ويعي بأن الازمة الاوكرانية وحربها لا تعالج بتكديس السلاح والمال الملياري في (كييف) وعلى حساب استنزاف خزائن المال في اوروبا وامريكا وبمبالغ هائلة وصلت الى حوالي مائة مليار دولار، ولو تضاعف حجم الاسناد الغربي لن يصنع شيئا، واصبح النصر الاكيد حليف روسيا القطب والدولة العظمى وعبر تمسكها بالقانون الدولي، وتميز سلاحها التقليدي الذي تستخدمه في عمليتها العسكرية الواسعة، وهو الذي قوبل بحرب هوجاء وفوبيا اعلامية وسياسية أيضًا .
نيسان ـ نشر في 2022/12/08 الساعة 00:00