معان .. مستودع للكرامة وعنوان للفروسية
نيسان ـ نشر في 2022/12/14 الساعة 00:00
إبراهيم قبيلات..
قدر معان أن تواجه ظلم الحكومات منفردة سوى من نفسها وبيادر عزها ونَفس رجالها، قدر معان أن تعتلي فوق سدة القهر وتقول بأعلى صوتها لن نسكت.
سبق للرسمي ومطابخه ومراكز قراره أن اختبر معان جيداً، معان لا تخذل نفسها ولا ناسها، معان لا تباع ولا تشترى، معان دلّت درب الحرية مبكراً، وتذوقت نشوة النصر ولن تحيد عن دربها.
معان برجالها، وهضابها الغذية، وجبالها الشم، تمسكت بعنوانها الوحيد في مواجهة كل أدوات الحكومة ومراوغاتها، فغار منها القاصي والداني، يريد كأسا من مائها.
ليس غريباً على معان أن تواجه ريح الفساد وأعاصير الشللية بصدور أبنائها المفتوحة على حب الأردن، ومن بوابة الشاحنات، كيف لا وهي من أنجبت لنا هبة نيسان 1989، ولا تزال ولادة للهبات.
في معان رجال آمنوا بالاردن وطناً، وتنفسوا الحرية عبقاً؛ فأدمنوا الكرامة جيلاً إثر جيل. في معان سيدات يتعصبن بمناديل من هيبة ومروءة، في معان فتية شبّوا على رائحة الهيل وصليل السيوف، في معان صبايا يطربهن القصيد ولا يفتنهن إلا صنيع الرجال في الميدان.
معان التي دشّنت انتفاضتها قبل عقود، ورسمت درب الحرية يوم السابع عشر من نيسان بسواعد الرجال، هي ذاتها التي تحمل لواء مجابهة وحش الاسعار، وهي ذاتها التي تدافع عن شقيقاتها في الفقر وظلم ذوي القربى .
معان اليوم تعيش الضنك بسبب إدارات وحكومات مرتجفة، حكومات أدمنت الطيران والاقتراض والشحادة من كل صناديق العالم؛ لتواصل مد الفساد بحنفيات من تضخم.
رفعت أسعار المشتقات مرة ومرتين وثلاث وعشرة، وفي كل مرة يكظم الأردني غيظه، ويقول في نفسه متى لهذا الظلم أن ينجلي؟ فسمعت معان وركنت شاحناتها.
الجميع يراقب الشارع المنفلت والثائر لكن أحداً من طبقات المخمل لا يحرك ساكناً، حتى اللحظة الجميع يدفن رأسه في رمال التنفع، أقصد الأحزاب والنقابات والنخب والبرلمان والأعيان.
أشعر بالامتنان لمعان كما أشعر بالتقصير بحقها وبحق فرسانها، ممن يواصلون شق طريقنا واسترداد كرامتنا بعزيمة لا تقهر، فيما نكتفي نحن بالفرجة.
قدر معان أن تواجه ظلم الحكومات منفردة سوى من نفسها وبيادر عزها ونَفس رجالها، قدر معان أن تعتلي فوق سدة القهر وتقول بأعلى صوتها لن نسكت.
سبق للرسمي ومطابخه ومراكز قراره أن اختبر معان جيداً، معان لا تخذل نفسها ولا ناسها، معان لا تباع ولا تشترى، معان دلّت درب الحرية مبكراً، وتذوقت نشوة النصر ولن تحيد عن دربها.
معان برجالها، وهضابها الغذية، وجبالها الشم، تمسكت بعنوانها الوحيد في مواجهة كل أدوات الحكومة ومراوغاتها، فغار منها القاصي والداني، يريد كأسا من مائها.
ليس غريباً على معان أن تواجه ريح الفساد وأعاصير الشللية بصدور أبنائها المفتوحة على حب الأردن، ومن بوابة الشاحنات، كيف لا وهي من أنجبت لنا هبة نيسان 1989، ولا تزال ولادة للهبات.
في معان رجال آمنوا بالاردن وطناً، وتنفسوا الحرية عبقاً؛ فأدمنوا الكرامة جيلاً إثر جيل. في معان سيدات يتعصبن بمناديل من هيبة ومروءة، في معان فتية شبّوا على رائحة الهيل وصليل السيوف، في معان صبايا يطربهن القصيد ولا يفتنهن إلا صنيع الرجال في الميدان.
معان التي دشّنت انتفاضتها قبل عقود، ورسمت درب الحرية يوم السابع عشر من نيسان بسواعد الرجال، هي ذاتها التي تحمل لواء مجابهة وحش الاسعار، وهي ذاتها التي تدافع عن شقيقاتها في الفقر وظلم ذوي القربى .
معان اليوم تعيش الضنك بسبب إدارات وحكومات مرتجفة، حكومات أدمنت الطيران والاقتراض والشحادة من كل صناديق العالم؛ لتواصل مد الفساد بحنفيات من تضخم.
رفعت أسعار المشتقات مرة ومرتين وثلاث وعشرة، وفي كل مرة يكظم الأردني غيظه، ويقول في نفسه متى لهذا الظلم أن ينجلي؟ فسمعت معان وركنت شاحناتها.
الجميع يراقب الشارع المنفلت والثائر لكن أحداً من طبقات المخمل لا يحرك ساكناً، حتى اللحظة الجميع يدفن رأسه في رمال التنفع، أقصد الأحزاب والنقابات والنخب والبرلمان والأعيان.
أشعر بالامتنان لمعان كما أشعر بالتقصير بحقها وبحق فرسانها، ممن يواصلون شق طريقنا واسترداد كرامتنا بعزيمة لا تقهر، فيما نكتفي نحن بالفرجة.
نيسان ـ نشر في 2022/12/14 الساعة 00:00