لأن الحاكم هو الوطن في زمن الاستبداد
نيسان ـ نشر في 2022/12/22 الساعة 00:00
مهنتي مدرس للتاريخ وهي مهنة إنسانية بطبيعتها ، أحكي لطلبتي عن تفاعل الإنسان بحضارته في هذا الوجود . ونروي معاناة و أشجان وفرح وحزن وتطلعات للتحرر من أسر السائد و قيد الاستعباد ، التحرر من قوالب الروايات في السياسة والاجتماع والثقافة والأدب وغير ذلك.
ومع نهاية الفصل الدراسي نقيم الطلبة بما يسمى الامتحانات النهائية ذات المعايير (الشمولية) التي تتطلب معايير وجهدا مضنيا من تصحيح وتدقيق وما الى ذلك مما هو متعارف عليه في الوسط التدريسي..!
رسالتي الأبدية الى الطلبة المتعلمين الدارسين أن يبدؤوا بتاريخ مجتمعهم بفحص الروايات بدقة، وان لا يكتفوا بالرواية الواحدة وقبل البدء أن يضع كل منهم الروايات تحت الفحص قبل التسليم.
لم يعهد في عصور التاريخ رواية تجمل الاستبداد او تقبح العدل او تذم الحرية و تمدح الظلم. الا في المجتمعات الاستبدادية والحكومات الشمولية التي استعملت التاريخ والمؤرخين والمدرسين كأدوات ووسائط للدعاية السياسية وأبواق لمدح الحاكم وتأليهه وتدجين الشعوب بدين الانقياد وديدن الخنوع والاستعباد وتسمى أعمالهم زورا بالتاريخ والوطنية والجغرافية ، لأن الحاكم هو الوطن في أوطان الاستبداد.
طالما أن التاريخ دائماً كان مع العدل والحرية والخير ، فمن الطبيعي أن لا يقنع في رواية مادحة كانت أو طالبة او واصفة بشاعة زيف واقع على مجتمعات الظلم والاستبداد او في أخلاق الكراهية والعنف، الآنية.
لزيف رواية الحق والوقوف مع المستضعفين مؤرخون كثيرون إما خوفًا من بطش المستبد او طمعا في غنيمته. وكلا الفريقين لم يكونا مؤرخين عندما يعني التأريخ صوت المقهور وصرخة المظلوم وعوز الجائع و آلام السجين.
لم يكونا كذلك عندما يعرف التاريخ أنه ثمثيل صارخ للقيم في صورة الحق والخير بأداة الرواية. كانوا مرتزقة نرجسيين آثروا صناعة مجدهم التاريخي على حرية المستضعفين من شعوبهم وكرامة المضطهدين وأمن الخائفين و قوت الجائعين.
وذكر التاريخ هؤلاء المؤرخين في زمرة المنبوذين والمندسين والمسؤولين وملأ المستبدين وازدرت رواياتهم كما ازدرى الاستبداد. وتحصر قيمتهم أحيانًا في رواية زيف أعمالهم لا في مبادئهم وسيرتهم.
المؤرخ الحق هو ضمير أمته الحي الذي يؤرخ حريتها و ينشد عزتها، هو من يربط مجده التاريخي بمجد أمته وعزتها.
المدرس ابن المؤرخ من يسخر روايات الموهبة في مناشدة الحق والخير والجمال للإنسانية من الماضي إلى الحاضر لتنطلق الأجيال كرصاصة من فوهة بندقية نحو المستقبل، وغير ذلك لا يعدو أن يكون تدجينا وتهريجاً وارتزاقا وقبحاً مهما قارب الحق والخير والجمال.
ومع نهاية الفصل الدراسي نقيم الطلبة بما يسمى الامتحانات النهائية ذات المعايير (الشمولية) التي تتطلب معايير وجهدا مضنيا من تصحيح وتدقيق وما الى ذلك مما هو متعارف عليه في الوسط التدريسي..!
رسالتي الأبدية الى الطلبة المتعلمين الدارسين أن يبدؤوا بتاريخ مجتمعهم بفحص الروايات بدقة، وان لا يكتفوا بالرواية الواحدة وقبل البدء أن يضع كل منهم الروايات تحت الفحص قبل التسليم.
لم يعهد في عصور التاريخ رواية تجمل الاستبداد او تقبح العدل او تذم الحرية و تمدح الظلم. الا في المجتمعات الاستبدادية والحكومات الشمولية التي استعملت التاريخ والمؤرخين والمدرسين كأدوات ووسائط للدعاية السياسية وأبواق لمدح الحاكم وتأليهه وتدجين الشعوب بدين الانقياد وديدن الخنوع والاستعباد وتسمى أعمالهم زورا بالتاريخ والوطنية والجغرافية ، لأن الحاكم هو الوطن في أوطان الاستبداد.
طالما أن التاريخ دائماً كان مع العدل والحرية والخير ، فمن الطبيعي أن لا يقنع في رواية مادحة كانت أو طالبة او واصفة بشاعة زيف واقع على مجتمعات الظلم والاستبداد او في أخلاق الكراهية والعنف، الآنية.
لزيف رواية الحق والوقوف مع المستضعفين مؤرخون كثيرون إما خوفًا من بطش المستبد او طمعا في غنيمته. وكلا الفريقين لم يكونا مؤرخين عندما يعني التأريخ صوت المقهور وصرخة المظلوم وعوز الجائع و آلام السجين.
لم يكونا كذلك عندما يعرف التاريخ أنه ثمثيل صارخ للقيم في صورة الحق والخير بأداة الرواية. كانوا مرتزقة نرجسيين آثروا صناعة مجدهم التاريخي على حرية المستضعفين من شعوبهم وكرامة المضطهدين وأمن الخائفين و قوت الجائعين.
وذكر التاريخ هؤلاء المؤرخين في زمرة المنبوذين والمندسين والمسؤولين وملأ المستبدين وازدرت رواياتهم كما ازدرى الاستبداد. وتحصر قيمتهم أحيانًا في رواية زيف أعمالهم لا في مبادئهم وسيرتهم.
المؤرخ الحق هو ضمير أمته الحي الذي يؤرخ حريتها و ينشد عزتها، هو من يربط مجده التاريخي بمجد أمته وعزتها.
المدرس ابن المؤرخ من يسخر روايات الموهبة في مناشدة الحق والخير والجمال للإنسانية من الماضي إلى الحاضر لتنطلق الأجيال كرصاصة من فوهة بندقية نحو المستقبل، وغير ذلك لا يعدو أن يكون تدجينا وتهريجاً وارتزاقا وقبحاً مهما قارب الحق والخير والجمال.
نيسان ـ نشر في 2022/12/22 الساعة 00:00