واسط متين يرحل عن الوطن

هي سنة الله وقدره أن لكل بداية نهاية واخر الحياة الموت رحل دولة عبدالسلام المجالي إلى الله عز وجل وعيونه تكتحل برؤية الوطن العزيز على قلبه والراسخ حبه في أعماق فؤاده كيف لا وهو الذي عاش كل تفاصيل بناء الدولة انه كما أشراف الوطن الذين سبقوه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا أسس الخدمات الطبية وكان حملها على كاهله وعمل في معظم مناحي الدولة ترأس الجامعة الأردنية وشهد له القاصي والداني بكفاءته ونظافة مسلكه وعمل في وزارة التربية والتعليم وابدع وترأس مجلس الوزراء وكان من الأخيار لمثل ابا سامر رحمه الله تبكي البواكي لقد قرأت كتبه من بيت الشعر إلى سدة الحكم وتيقنت أن الكبار والمخلصين لا بد أن يقاسوا الحياة ويأتوا من رحم المعاناة ولكن الطموح والأسرار هو من يخلق الرجال
قدر لي أن أجلس معه أكثر من مرة في مجلسا عام فوجدت فيه صفات الكبار من التواضع والانصات للمتحدث وسماع الرأي حتى أنه في احد المرات كان يزور بيت ابن عمي وكان وقتذاك مكسور من قدمه ويتماثل للشفاء واستقبلته عندما هم بالنزول من السيارة واصريت عليه أن يدخل بالسيارة إلى باب بيت الشعر ولكنه رفض وكان يعاني من صعوبة في المشي وجلسنا مجموعة نتحدث معه وهو يرد على كل سؤال باسهاب وكان المعزب الذي أتى ليزوره غير متواجد في البيت ولم يقبل أن نهاتفه للمجيء وقال سوف ازوره مرة أخرى
هذه الصفات الحميدة لا يحمله الا وطني حر وابن بلد مخلص
رحم الله دولة عبدالسلام المجالي وغفر له واسكنه فسيح جناته