مستقبل الرموز العشائرية في مئوية الدولة الأردنية الثانية
نيسان ـ نشر في 2023/01/10 الساعة 00:00
"لا دولة الا دولة الحرية، ولا عقل الا العقل الحر" هكذا يبدأ المفكر المغربي عبد الله العروي تجلياته في تناوله لمفهومي الحرية والدولة، مشيراً إلى أن اهم رموز الحرية في العقل العربي تتجسد داخل العشيرة والقبيلة اللتين شكلتا حصناً للفرد، وأصبحتا فيما بعد ترسانة للتعبير عن الأزمات الاقتصادية ورفض للسياسات والمخاطر المجحفة، في مواجهة الدولة الحديثة.
هذه العشيرة التي بحكم وجودها التاريخي، ساهمت بدور اساسيٍ في بناء الدولة ومؤسساتها، تواجه الآن تحولات مختلفة يرتبط بعضها برموزها العشائرية، فيما يرتبط الجانب الآخر في علاقتها مع الدولة نفسها.
والعشيرة، التي انتجت تاريخياً رموزاً اتصفت بالحكمة والحنكة القبلية والسياسية منذ تأسيس الدولة الأردنية، وحققت توازنا ًيتوافق مع مكانتها داخل القوى الاجتماعية المختلفة من جهة ، وضبطت ايقاع عقل الدولة مع العقل العشائري من جهة أخرى، بدأت تفقد دورها لأسباب مختلفة كما يراها بعضهم. .
وفي السياق ذاته فان الدولة التي بدأت اخيراً مشوارا في الإصلاحات السياسية والاقتصادية لترجيح كفة العقل السياسي الحزبي المنظم على عقل القوى الاجتماعية المختلفة ومنها العشائرية، اختل توازنها أمام الأحداث الاخيرة في الأردن، وانتقل الفعل السياسي من الدولة وادواتها الى القوى التقليدية ، لتعود الكفة العشائري محركا رئيسا في الحياة السياسية والاجتماعية الأردنية.
والملفت من سياق الأحداث الاخيرة بروز حراك شبابي عشائري له قراءات مختلفة و مهمة في مدلولها ومآلاتها المستقبلية ويستوقفنا منها، بتجاوز بعض النماذج العشائرية الشابة، الرموزٍ التي صنعتها الدولة في العمق العشائري كما يقولون، واغدقت عليها بالامتيازات، لتؤكد الاحداث الاخيرة انتهاء صلاحية الرموز بشكلها المصنع ودورها في ضبط إيقاع العشيرة وخطابها، لنكون هنا أمام جيل جديد يتجاوز المقدس العشائري والسياسي والرسمي والحكومي.
.
هذا الإيقاع الذي بدأ يختل توازنه يسنده بعضهم لسياسة الدولة خلال العقدين الماضيين بصناعة رموز لا ترتقي لدورها الحقيقي الوازن داخل العشيرة ، ثم بدأت بتحجيمها وتفريغها شيئآ فشيئا ًفي مؤسسات الدولة واروقتها المختلفة.
مما يلفت الانتباه هنا ويثير التساؤل عند الكثيرين عن مستقبل المكون العشائري الممتد من شمالي الأردن لجنوبيه في أجندة الدولة، الذي يعكس حضوره الواضح الحراك العشائري للأحداث الأخيرة في الأردن، الذي تابعته الدولة من خلال منابر الضغط الاجتماعي الحديثة وقلب موازينها.
ومن هنا يتساءل بعضهم عن الآلية التي ستتعامل معها الدولة في مئويتها الثانية مع الفضاء العشائري للجيل الجديد الذي فقد ثقته بالدولة ، وبرموزه .
وكيف ستحتوي الدولة هذا المكون الذي يشكل قوى ضاغطة للحفاظ على مكانته التاريخية في الدولة، مع وجود حركات مطلبية مستمرة للقضايا المعيشية كالخبز والوظيفة، التي تحجب جميع القضايا السياسية، مع تصاعد الأزمات العالمية، واتساع المخاطر والتهديدات في الجوار
هذه العشيرة التي بحكم وجودها التاريخي، ساهمت بدور اساسيٍ في بناء الدولة ومؤسساتها، تواجه الآن تحولات مختلفة يرتبط بعضها برموزها العشائرية، فيما يرتبط الجانب الآخر في علاقتها مع الدولة نفسها.
والعشيرة، التي انتجت تاريخياً رموزاً اتصفت بالحكمة والحنكة القبلية والسياسية منذ تأسيس الدولة الأردنية، وحققت توازنا ًيتوافق مع مكانتها داخل القوى الاجتماعية المختلفة من جهة ، وضبطت ايقاع عقل الدولة مع العقل العشائري من جهة أخرى، بدأت تفقد دورها لأسباب مختلفة كما يراها بعضهم. .
وفي السياق ذاته فان الدولة التي بدأت اخيراً مشوارا في الإصلاحات السياسية والاقتصادية لترجيح كفة العقل السياسي الحزبي المنظم على عقل القوى الاجتماعية المختلفة ومنها العشائرية، اختل توازنها أمام الأحداث الاخيرة في الأردن، وانتقل الفعل السياسي من الدولة وادواتها الى القوى التقليدية ، لتعود الكفة العشائري محركا رئيسا في الحياة السياسية والاجتماعية الأردنية.
والملفت من سياق الأحداث الاخيرة بروز حراك شبابي عشائري له قراءات مختلفة و مهمة في مدلولها ومآلاتها المستقبلية ويستوقفنا منها، بتجاوز بعض النماذج العشائرية الشابة، الرموزٍ التي صنعتها الدولة في العمق العشائري كما يقولون، واغدقت عليها بالامتيازات، لتؤكد الاحداث الاخيرة انتهاء صلاحية الرموز بشكلها المصنع ودورها في ضبط إيقاع العشيرة وخطابها، لنكون هنا أمام جيل جديد يتجاوز المقدس العشائري والسياسي والرسمي والحكومي.
.
هذا الإيقاع الذي بدأ يختل توازنه يسنده بعضهم لسياسة الدولة خلال العقدين الماضيين بصناعة رموز لا ترتقي لدورها الحقيقي الوازن داخل العشيرة ، ثم بدأت بتحجيمها وتفريغها شيئآ فشيئا ًفي مؤسسات الدولة واروقتها المختلفة.
مما يلفت الانتباه هنا ويثير التساؤل عند الكثيرين عن مستقبل المكون العشائري الممتد من شمالي الأردن لجنوبيه في أجندة الدولة، الذي يعكس حضوره الواضح الحراك العشائري للأحداث الأخيرة في الأردن، الذي تابعته الدولة من خلال منابر الضغط الاجتماعي الحديثة وقلب موازينها.
ومن هنا يتساءل بعضهم عن الآلية التي ستتعامل معها الدولة في مئويتها الثانية مع الفضاء العشائري للجيل الجديد الذي فقد ثقته بالدولة ، وبرموزه .
وكيف ستحتوي الدولة هذا المكون الذي يشكل قوى ضاغطة للحفاظ على مكانته التاريخية في الدولة، مع وجود حركات مطلبية مستمرة للقضايا المعيشية كالخبز والوظيفة، التي تحجب جميع القضايا السياسية، مع تصاعد الأزمات العالمية، واتساع المخاطر والتهديدات في الجوار
نيسان ـ نشر في 2023/01/10 الساعة 00:00